نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ضربة العديد: إيران تتجاوز الحسابات الثنائية وتوجه رسائلها عبر السماء القطرية - تكنو بلس, اليوم الاثنين 23 يونيو 2025 10:53 مساءً
في خضم التصعيد المتبادل بين إيران والولايات المتحدة، وما تلاه من ردود فعل إقليمية، برزت قراءات متعددة تحاول تفكيك أبعاد الضربة الإيرانية على قاعدة العديد في قطر. وفي هذا السياق، اعتبر الدكتور محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصرة في جامعة قطر والمتخصص في الشأن الإيراني، في حديثه إلى "النهار"، أن الهجوم الإيراني على قاعدة العديد لا يُقرأ فقط في إطار الرد على واشنطن، بل يكشف تحوّلاً مهماً في سلوك طهران الإقليمي.
وقال الزويري: "مهاجمة قاعدة العديد كقاعدة أميركية ليست مفاجئة، لكن المفاجأة في أن تبدأ إيران بهجوم على العديد وهي تقع على أراضي قطر، رغم العلاقة الخاصة بين البلدين. يبدو أن حسابات إيران تجاوزت ما هو ثنائي في العلاقات، بالنظر إلى ما تعرضت له من هجوم على منشآتها النووية".
وأضاف أن تداعيات هذا الهجوم لا يمكن قياسها في اللحظة الراهنة، لكنه يتوقع أن تفتح الباب لنقاش واسع:
"هناك سؤال كبير يُطرح الآن: لماذا بدأت إيران من قاعدة العديد؟ هي بالفعل القاعدة الأكبر في المنطقة، تضم مقارّ وطائرات وأسلحة، لكن كان واضحاً في الأسبوعين الماضيين، من خلال الصور والتصريحات الأميركية، أنها أُخليت جزئياً. فلماذا قررت طهران ضربها رغم علمها بذلك؟".
وأشار الزويري إلى أن هناك على الأرجح أبعاداً رمزية في الهجوم، تتصل بقدرات إيران الصاروخية، وبمحاولة توجيه رد مباشر وسريع لواشنطن: "ربما أرادت إيران القول: نحن تمكّنا من الرد، وهذه رسالة مهمة من الناحية السياسية".
وفي ما يتعلق بما تردد عن وجود تنسيق أو تحذير مسبق، أكد الزويري أن ذلك "أمر وارد في الحروب الحديثة": "لا حرب مفاجئة بنسبة 100%. هناك معايير للسلامة. وقف الطيران قبل ساعات من الضربة يشير إلى توقعات ميدانية بوقوع هجوم. هذه المؤشرات تساعد الدول على الاستعداد، وتقلل من الخسائر البشرية، لكنها تبقى أخباراً ثقيلة على أي دولة عندما يُقال لها إن هناك احتمالاً لضرب أراضيها".
واختتم الزويري تحليله بالتشديد على أن هذه الضربة "ستترك أثراً كبيراً في التوازنات الإقليمية"، مضيفاً:
"السؤال الآن: هل تؤدي هذه الضربة إلى تهدئة في الحرب بين إيران وإسرائيل؟ أم تعتبرها طهران كافية لإنهاء ردّها؟ الأيام المقبلة ستكون حاسمة لفهم ما إذا كنا أمام بداية تصعيد جديد، أو نهاية لردّ محسوب".
وكانت قد أعلنت إيران رسمياً أنها استهدفت، مساء الإثنين، قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تضم الوجود العسكري الأميركي الأضخم في المنطقة، في خطوة تصعيدية قالت إنها جاءت رداً على هجوم أميركي استهدف منشآتها النووية. في المقابل، دانت قطر الهجوم بشدة، معتبرة إياه "اعتداءً سافراً على سيادتها"، وأكدت احتفاظها بحق الرد.
وجاء في بيان صادر عن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن "القوات المسلحة الإيرانية نفذت هجوماً على قاعدة العديد الأميركية في قطر رداً على العدوان الأميركي الذي استهدف مواقع ومنشآت نووية في إيران قبل ساعات". وأضاف المجلس أن عدد الصواريخ المستخدمة "يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية".
وحاول البيان الإيراني تهدئة الأجواء مع الدوحة، مؤكداً أن "هذا التحرك لا يشكّل أي تهديد لدولة قطر الشقيقة والصديقة"، وهو ما لم يمنع رداً قطرياً صارماً.
قطر: الهجوم انتهاك صارخ و"نحتفظ بحق الرد"
في أول تعليق رسمي، أعربت وزارة الخارجية القطرية عن "إدانتها الشديدة" للهجوم، واصفة إياه بأنه "انتهاك صارخ لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة". وأضافت أن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات أو خسائر بشرية، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية القطرية "تصدّت بنجاح للصواريخ الإيرانية"، وأن القاعدة كانت قد أُخليت مسبقاً ضمن الإجراءات الاحترازية.
وأكد البيان أن "قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر وبما يتوافق مع القانون الدولي"، محذراً من أن استمرار مثل هذه الأعمال "يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويجرّها إلى تداعيات كارثية على السلم الدولي".
وجددت الخارجية القطرية تأكيد تمسك الدوحة بمبدأ الحوار وعدم التصعيد، وذكّرت بأنها "كانت من أوائل الدول التي حذرت من مغبة التصعيد الإسرائيلي، وناشدت بحلول ديبلوماسية تحفظ أمن المنطقة وشعوبها".
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) https://twitter.com/QatarNewsAgency/status/1937206633840468367?ref_src=twsrc%5Etfw
وزارة الدفاع: الدفاعات الجوية تصدت للهجوم بنجاح
وفي بيان لاحق، قالت وزارة الدفاع القطرية عبر منصة "إكس" إن "الدفاعات الجوية القطرية اعترضت الهجوم الصاروخي بنجاح، بفضل يقظة القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية المتخذة". وأكدت أن "أجواء قطر آمنة بالكامل"، داعية المواطنين والمقيمين إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط.
0 تعليق