نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهدنة غيّرت المزاج الاستثماري فوراً... لكن ماذا لو؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 02:30 مساءً
في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء، تخلّى العالم عن أنفاسه الثقيلة. خبر واحد أوقف العدّ التصاعدي للتوتر: وقف للنار بين إيران واسرائيل. الأسواق لم تحتج وقتاً طويلاً لتترجم الهدوء إلى شهية مفتوحة للمخاطرة، وبينما تهاوت أسعار النفط، قفزت مؤشرات الأسهم كأنها تنتظر فقط إشارة خلاص عودة الى شهية المخاطرة والتخلي عن الملاذ الآمن.
بين جبهتين… تراجع القلق
لم يكن وقف النار مجرد إعلان سياسي. كان في جوهره عملية إعادة توازن لمزاج العالم المالي.
منذ أن بدأت الغارات المتبادلة بين إيران واسرائيل قبل 12 يوماً، تسلّل الخوف إلى كل زاوية من السوق: من المستثمر في فرانكفورت، إلى مستورد النفط في الهند، إلى شركة الطيران التي علّقت مساراتها فوق الخليج.
لكن مع فجر الثلاثاء، تغيّر المشهد. الرئيس الأميركي دونالد ترامب خرج أولاً ليعلن التوصّل إلى هدنة، ثم تبعه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليؤكد أن "التهديد النووي الإيراني أُزيل". أما إيران، فقالت إن الهدنة جاءت بعد ردّها الكامل. المشترك في كل ذلك؟ أن الجميع لا يريدون التصعيد أكثر؛ أو على الأقل ما يظهر.
رأي
أحمد عزام
الاحتياطي الفيدرالي يتحدى ترامب ويثبت الفائدة للمرة الرابعة: القادم ليس أكثر وضوحاً
لم يُغيّر الفيدرالي سعر الفائدة للمرة الرابعة على التوالي. القرار كان متوقعًا، لكن الانقسام في توقعات أعضائه بشأن 2025 كان بمثابة جرس إنذار للأسواق.
النفط يتراجع... لكنه ليس وحده
ما إن بدأ الحديث عن الهدنة، حتى تساقطت أسعار النفط اليوم بمقدار 4% بعد انخفاض 7% أمس، ليمسح جميع أرباح التوترات الجيوسياسية الحالية.
قبل أيام فقط، كانت الأسعار تقترب من 80 دولارًا وسط رعب من شلل في مضيق هرمز، الشريان الذي يمر عبره خِمس تجارة النفط العالمية.
لكن ما لم يحدث، كان هو الحدث الأهم: لم تُغلق إيران المضيق، ولم تُستهدف الناقلات ومنشآت الطاقة النفطية.
وهكذا، ذهبت المخاوف أدراج الرياح، وقد تزن الأسواق المزيد من الانخفاضات مع العودة للأساسيات الاقتصادية والنمو الهشّ واندفاع و"أوبك+" لزيادة الإنتاج، ولا ننسى ضغوط ترامب حول سعر نفط مخفوض.
لكن الهروب من الخوف لم يظهر في أسعار النفط وحدها. الذهب، حارس الأسواق في أوقات الاضطراب، وجد نفسه مُهمَلًا فجأة. ومع تحوّل الأنظار إلى الأصول الخطرة، فقد تراجع الذهب من مستويات 3,370 دولاراً للأونصة إلى 3,315 دولاراً خلال جلسة اليوم، لم يكن الأمر مجرّد بيع تقني، بل رسالة من المستثمرين: الخطر تراجع، على الأقل الآن.
صورة تعبيرية (وكالات)
شركات الطيران تعود إلى السماء
في لندن، لم يكن الخبر مجرد انتعاش في السوق، بل تنفّس فعلي لشركات الطيران. EasyJet قفز سهمها أكثر من 6.5%، وIAG، مالكة الخطوط البريطانية، ارتفعت بنحو 7%.
قبل أيام، كانت هذه الشركات تلغي رحلاتها إلى الشرق الأوسط وتعيد رسم خرائط مساراتها. الآن، ومع استقرار الأجواء، استعادت ثقة المستثمرين.
لكن المفارقة أن هذا الهدوء جلب معه ضربة أخرى: شركات الطاقة مثل BP وShell تراجعت مع تراجع النفط.
هل انتهت القصة؟ أم بدأ فصل جديد؟
الأسواق تتصرف كأن الأزمة قد انتهت. لكن الواقع، كالعادة، أعقد من الانطباع الأول. برنامج إيران النووي لم يُغلق، ولم يُعلن عن أي اتفاق مستقبلي بشأنه. وفي الخلفية، تلوّح الولايات المتحدة بإمكان تقييد صادرات النفط الإيراني – حوالى مليوني برميل يومياً – وسيلة ضغط في أي مفاوضات مقبلة.
هنا تظهر معادلة جديدة: إذا فُرضت العقوبات، هل تتدخّل "أوبك+" لتعويض النقص؟ وهل سيكون الطلب العالمي كافياً لاستيعاب هذه التغيرات؟
في الوقت الراهن، الأسواق تتصرّف كما لو أن الشتاء انتهى. لكن الصيف السياسي عادةً ما يكون أطول، وأكثر حرارة.
ما بين الخوف والربح… خط رفيع
مع بقاء التفاؤل بالهدنة وعدم خرقها، يبدو أن التداولات ستكون مفتوحة على شهية المخاطرة بشراء الأسهم والعملات الرقمية والتخلي بعض الشيء عن الملاذات الآمنة وأدوات الطاقة.
فهدنة اليوم أعادت البريق الى شاشات التداول. لكن المستثمرين يعرفون أن أي زلة، أي خرق عسكري أو خطاب متشنّج، قد يُعيد العداد إلى النقطة الصفر.
لكن منذ عودة الرئيس الأميركي الى البيت الأبيض، دائماً يطرح السؤال "ماذا لو؟".
** رئيس الأبحاث وتحليل الأسواق في مجموعة إكويتي
0 تعليق