في خطوة قد تغير خارطة الدول في العالم، صوت سكان جزيرة بوغانفيل، الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، بنسبة 98.3٪ لصالح الاستقلال عن بابوا غينيا الجديدة. هذا التصويت التاريخي، الذي أجري في عام 2019، حيث يعتبر خطوة حاسمة نحو تحقيق حلم سكان الجزيرة في إقامة دولتهم المستقلة، وذلك مع توقعات بأن تصبح بوغانفيل دولة ذات سيادة بحلول عام 2027.

وتعادل مساحة بوغانفيل تقريبًا مساحة جزيرة هاواي الرئيسية، وهي موطن لحوالي 300 ألف نسمة. ورغم قربها الجغرافي من جزر سليمان، إلا أنها ظلت سياسيًا تحت سلطة بابوا غينيا الجديدة منذ استقلال الأخيرة عن أستراليا عام 1975. ومع هذا طالما كان هناك شعور متنامٍ بين سكان بوغانفيل بأنهم يتمتعون بهوية مستقلة، وهو ما دفعهم إلى المطالبة بفك الارتباط الرسمي.

وترجع فكرة الاستقلال منذ ستينيات القرن الماضي، وقد وجدت لفترة وجيزة دولة غير معترف بها تدعى جمهورية جزر سليمان الشمالية، إلا إنها قد اندمجت مع بابوا غينيا الجديدة عندما نالت استقلالها عن أستراليا.

وكانت حرب أهلية اندلعت بين عامي ١٩٨٨ و١٩٩٨ وذلك بسبب منجم بانغونا، وقد أسفرت اتفاقية سلام في النهاية عن تشكيل حكومة بوغانفيل المستقلة. ثم خلال عام ٢٠١٩، قد عقد استفتاء غير ملزم على الاستقلال حيث يتطلب تصديق حكومة بابوا غينيا الجديدة، وقد صوّت ٩٨.٣٪ من الحضور لصالح فكرة الاستقلال. لم تمنح موافقة الحكومة بعد، ولكن يعتقد أنه يمكن تحقيق الاستقلال بحلول نهاية سنة ٢٠٢٧، بحسب تقارير صحفية.

ويعتبر التصويت الكاسح لصالح الاستقلال تعبيرًا واضحًا عن إرادة شعب بوغانفيل، لكن الطريق نحو الاستقلال التام لا يزال يتطلب مفاوضات مكثفة بين الجزيرة وحكومة بابوا غينيا الجديدة. ومن المتوقع أن يشمل ذلك اتفاقات حول تقاسم الموارد، وتحديد العلاقات الدبلوماسية المستقبلية، وصياغة دستور جديد للدولة الوليدة.

إذا سارت الأمور وفقًا للمخطط، فقد يشهد العالم بحلول عام 2027 ظهور دولة جديدة على الخريطة، ما يجعل بوغانفيل أحدث دولة مستقلة منذ انفصال جنوب السودان عن السودان في عام 2011.