برز اسم المغنية المصرية الأوبرالية فرح الديباني، وتصدر ترند محركات البحث خلال الساعات الأخيرة، بعد انضمامها إلى الوفد الرسمي الذي يرافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الحالية إلى مصر.

زيارة فرح الديباني لمصر مع ماكرون

وفي تصريح لها أكدت فرح الديباني فخرها بهذه المشاركة التي تعكس مكانتها الفنية ودورها في تعزيز الروابط الثقافية بين البلدين.

ونشرت الديباني عبر حسابها الرسمي على إنستغرام صوراً من رحلتها، من بينها لقطة تجمعها بالرئيس الفرنسي، وكتبت قائلة: "فخورة بأن أكون مرة أخرى جزءاً من الوفد الرسمي الفرنسي في هذه الرحلة التاريخية إلى مصر، إلى جانب الرئيس إيمانويل ماكرون. وممتنة للغاية لأنني تمكنت من المساهمة في تعزيز الروابط بين البلدين، اللذين يقفان كحليفين إستراتيجيين".

ليست المرة الأولى.. ماكرون يقبل يد فرح الديباني

لم يكن هذا الحدث هو الأول الذي يجمع فرح الديباني بالرئيس الفرنسي، إذ سبق لها أن غنّت النشيد الوطني الفرنسي خلال احتفالية فوزه بولاية جديدة أمام مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية.

وقد لفتت فرح الديباني الأنظار حينها بسبب أدائها المميز، لكن ما جعل المشهد أكثر تميزاً كان تصرف ماكرون، حيث قبّل يدها تقديراً لفنها، في لقطة انتشرت على نطاق واسع، وأثارت تفاعلاً كبيراً.

وتعليقاً على ذلك المشهد، قالت فرح الديباني خلال مقابلة سابقة: "كنت في غاية الحرج؛ لأنه يوم نجاحه هو، لكنني بالطبع شعرت بالفخر لكل هذا التقدير والاحترام".

من هي فرح الديباني؟

تنحدر فرح الديباني من مدينة الإسكندرية، حيث نشأت في بيئة موسيقية ساعدتها على اكتشاف موهبتها منذ الصغر. بدأت رحلتها الفنية بتعلم عزف البيانو في معهد الكونسرفتوار، ثم شاركت في مسابقات غنائية، ما فتح لها أبواب عالم الأوبرا.

فازت بالمركز الأول في مسابقة غنائية نظمها المجلس الأعلى للثقافة عام 2007، ومن هناك اتخذت قرار الانتقال إلى برلين لدراسة الغناء الأوبرالي، ثم واصلت رحلتها نحو باريس حيث اجتازت تصفيات ضمت 780 متقدماً، لتصبح أول مغنية أوبرا عربية تنضم إلى أكاديمية أوبرا باريس، وهو إنجاز غير مسبوق فتح لها أبواب العالمية.

تتحدث فرح الديباني العديد من اللغات الأجنبية أبرزها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية، كما تستطيع الغناء بأكثر من هذه اللغات، فتضيف لقاموسها اللغوي الثري الروسية والتشيكية واليونانية وغيرها.

شاهدوا تصريحات فرح الديباني عن إجادة مختلف لغات العالم:

محطات بارزة في مسيرتها الفنية

في عام 2016، أصبحت أول عربية تنضم إلى أكاديمية أوبرا باريس. حصلت على دور كارمن في أحد العروض الكبرى، مما عزّز مكانتها على الساحة الأوبرالية. في عام 2021، شاركت في الذكرى الـ75 لتأسيس اليونسكو، وقدمت أداءً مميزاً. كُرّمت من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب عام 2019. حصلت على جائزة أفضل مغنية أوبرا شابة، وهي من الجوائز المرموقة التي تُمنح للفنانين المتميزين.

وتمكنت فرح الديباني من فرض اسمها بقوة في الأوساط الفنية العالمية، لتصبح رمزاً للفن المصري في المحافل الدولية.

ولم يقتصر نجاح فرح الديباني على المسرح الأوبرالي، بل أصبحت جسراً ثقافياً يربط بين مصر وفرنسا، حيث يعكس حضورها المميز قوة التبادل الثقافي بين البلدين، ويثبت أن الفن قادر على كسر الحدود وبناء جسور التواصل بين الشعوب.

كما أُتيحت لها الفرصة لأداء النشيد الوطني المصري في الحفل الختامي لبطولة كأس العالم في الدوحة عام 2022، مما زاد من شهرتها على المستوى الدولي، وأثبت قدرتها على تمثيل الثقافة المصرية في المحافل العالمية.