ترامب يلقي قنبلة المفاوضات النووية الإيرانية في حضن نتنياهو الصامت - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ترامب يلقي قنبلة المفاوضات النووية الإيرانية في حضن نتنياهو الصامت - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 05:18 مساءً

بنيامين نتنياهو ضيف البيت الأبيض، الإثنين، لم يكن هو نفسه نتنياهو الذي لم يكن يصدق أذنيه في شباط/ فبراير الفائت وهو يستمع إلى دونالد ترامب يقول إنه سيفرّغ غزة من قاطنيها ويحوّلها إلى فندق خمس نجوم.

نتنياهو أمضى معظم وقته صامتاً بينما ترامب يجيب عن أسئلة المراسلين في مكتبه البيضوي، متنقلاً بين الجبهات التي فتحت يميناً ويساراً منذ عودته قبل شهرين ونصف فقط إلى منصبه. زمن يبدو أطول بكثير قياساً إلى ما حصل حتى الآن، داخلياً وخارجياً، وآخرها الهبوط المدوي في سوق الأسهم.

 

 

وبدلاً من أن يعطي ترامب نتنياهو جائزة ترضية، منّنه بكرم أميركا والأربعة مليارات السنوية لإسرائيل، ثم فجر مفاجأة المفاوضات "المباشرة" التي "بدأت" مع إيران وستستكمل السبت المقبل في عمان بحضور كبار مسؤولي البلدين.

هكذا، وكعادته، رمى ترامب طعماً للإعلام ليشتت الانتباه عن الخسارات التريليونية التي تُمنى بها البورصة الأميركية مذ أعلن "يوم التحرير" الأسبوع الفائت، والذي في مضمونه كان إعلان حرب تجارية دولية لا أحد يستطيع التنبؤ بمآلاتها.

ومع أن وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي أعلن أن مفاوضات على مستوى عالٍ ستعقد السبت في عمان، إلا أنه شدد على أنها ليست مباشرة، وبمثابة اختبار لجدية الأميركيين. وبما أن الكرة في ملعب ترامب، وفق ما قال، فستبني طهران موقفها بناء على ما سيحمله الأميركيون إليهم، للمضي قدماً في مفاوضات مباشرة من عدمها.

أبقت إيران الباب موارباً للمفاوضات المباشرة إذن. محللون في الإعلام الأميركي رأوا أن ليس للإيرانيين الكثير من الترف في الاختيار أصلاً، فقد خسروا أوراق القوة التي تجعلهم أصحاب القول الفصل في هذا الأمر. "نيويورك تايمز" أشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تركت المنشآت النووية مكشوفة بعد تدمير أنظمة الدفاع الجوي، كما أنّها عطّلت أجهزة تصنيع الوقود النووي أو أنها جعلت التصنيع أبطأ بمراحل ممّا كان عليه قبل الضربة.

وبعدما ألغى ترامب في العام 2018 الاتفاق النووي الذي توصل إليه سلفه باراك أوباما مع طهران، فإن إيران كانت مرتاحة مع إدارة جو بايدن إلى درجة رفضها العودة إلى المفاوضات طوال السنوات الأربع قبل عودة ترامب.

لكنّ لدى الإيرانيين تحدياً حقيقياً في مواجهة العاصفة الحالية التي تهب عليهم وعلى العالم، في ظل أزمة اقتصادية مرهقة داخلياً، وحلفاء أقل فاعلية خارجياً، بعد حربي إسرائيل على لبنان وغزة وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يضاف إليها الهجوم الأميركي المفتوح على الحوثيين في اليمن برعاية باقة من صقور الجمهوريين في السلطة التنفيذية رفقة ترامب، لا يقلون حماسة عنه في الضغينة التي يحملونها للنظام الإيراني، وأملهم في التخلص منه.

هؤلاء الذين يلتزمون خطة "الضغط الأقصى"، التي يقدّمها ترامب كما هي، فإما الرضوخ للشروط الأميركية (والإسرائيلية ضمناً) وتفكيك البرنامج النووي الإيراني برمته، وإما تفكيكه بالضربات العسكرية.

من جهته، فإن نتنياهو، الذي لم يبد تفاؤلاً بحلول ديبلوماسية مع الإيرانيين، يعلم أن ترامب الذي لم يتم المئة يوم في البيت الأبيض لن يكون جو بايدن المتقاعد باكراً في الأشهر الأخيرة من حكمه. وبعكس الاغتيالات والهجمات العديدة التي شنها من دون إعلام الأميركيين، فإنه لا يستطيع إغضاب ترامب المعروف بنفاد صبره السريع، وله أسوة بما حصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي قبل أسابيع في المقعد نفسه الذي كان يجلس عليه الإثنين. لذا فضل التزام الصمت الذي يحبّذه ترامب كثيراً إذا كان في الكلام الذي سيسمعه ما لا يعجب خاطره.

ما الذي سيسمعه الأميركيون السبت المقبل في عمان؟ هذا ما سيصغي إليه نتنياهو بملء أذنيه، أكثر من ترامب على الأرجح.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق