تعد جيجي حديد، عارضة الأزياء الأمريكية من أصول فلسطينية الشهيرة، واحدة من أبرز الأسماء في عالم الموضة، حيث استطاعت أن تترك بصمة مميزة في عروض الأزياء على مستوى العالم.

لكن وراء هذه الصورة اللامعة، تخفي جيجي حديد معركة يومية مع مرض هاشيموتو، وهو مرض مناعي مزمن يؤثر على الغدة الدرقية. وقد كشفت جيجي في عدة مناسبات عن تأثير هذا المرض على حياتها الشخصية والمهنية.

مرض هاشيموتو: معركة جيجي المستمرة

في وقت سابق، أعلنت جيجي حديد عن إصابتها بمرض هاشيموتو، وهو مرض مناعي يتسبب في التهاب الغدة الدرقية، ويؤدي إلى انخفاض مستوى هرمون الغدة الدرقية.

وقالت جيجي إن هذا المرض قد غيّر بشكل جذري من معدل الأيض لديها، مما جعلها تشعر بتغيرات في وزنها ومستوى طاقتها.

في مقابلة سابقة مع مجلة "Elle"، أكدت جيجي أنها واجهت صعوبة في التعامل مع هذه التغيرات، مشيرة إلى أنها كانت تتناول الأدوية الخاصة بهذا المرض لمدة عامين قبل أن تتمكن من الشعور بتحسن ملموس.

تأثير المرض على حياتها المهنية

رغم التحديات التي واجهتها بسبب مرض هاشيموتو، استمرت جيجي حديد في تحقيق نجاحات كبيرة في مجال الأزياء.

ومع ذلك، اعترفت أنها كانت تحرص على الحفاظ على صحتها البدنية من خلال التركيز على بناء العضلات بدلاً من فقدان الوزن بشكل مفرط.

وقالت في إحدى المقابلات: "لم أكن أرغب في فقدان الوزن، لكنني كنت أرغب في بناء عضلات في الأماكن الصحيحة، وإذا كان بإمكاني تحسين شكل جسدي قليلاً، فهذا أمر جيد".

التعامل مع التنمر الجسدي

جيجي حديد وعلى عكس التوقعات أو الخيال لم تكن محصنة من التنمر الجسدي، حيث تعرضت لانتقادات شديدة على منصات التواصل الاجتماعي؛ بسبب تغير شكل جسمها نتيجة مرض هاشيموتو. في عام 2018، عبرت عن غضبها من التعليقات السلبية التي تلقتها بشأن وزنها، مؤكدة أن التورم واحتباس السوائل كانا من الأعراض المصاحبة للمرض.

وقالت حينها: "عندما بدأت مهنتي في سن السابعة عشرة، لم أكن قد تم تشخيصي بعد بمرض هاشيموتو".

وأضافت جيجي: "إذا كنت من الأشخاص الذين يتحدثون عن جسمي، أود أن تعلموا أنكم لا تعرفون القصة كاملة، وأنه يجب عليكم أن تتحلوا بمزيد من التعاطف مع الآخرين".

مرض هاشيموتو: التشخيص والعلاج

يعد مرض هاشيموتو من أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الغدة الدرقية، وهو السبب الرئيسي لقصور الغدة الدرقية. يؤثر هذا المرض على حوالي 1 إلى 2% من السكان في المملكة المتحدة، وتعتبر الأدوية البديلة للهرمونات هي العلاج الأساسي لهذا المرض.

وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج شافٍ لهذا المرض، إلا أن الأدوية تساعد في التحكم في الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

نصائح جيجي حديد للتعامل مع التحديات

من خلال تجاربها الشخصية، تقدم جيجي حديد رسالة قوية حول أهمية الصبر والمرونة في مواجهة التحديات الصحية. وتؤكد على ضرورة تعلم كيفية التعامل مع الضغوط النفسية والجسدية الناتجة عن التنمر والانتقادات، حيث تشارك طريقة خاصة بها لتخفيف التوتر من خلال الصراخ في الوسائد أو البحر.

ولطالما أكدت جيجي أن دعم عائلتها كان له دور كبير في مساعدتها على تخطي التحديات التي واجهتها، وقالت إن والدتها كانت تشجعها على التخلص من التوتر بالصراخ في البحر أثناء جلسات التصوير التي كانت تتم على الشواطئ، وهو ما يعتبر جزءاً من رحلتها للتعافي من التأثيرات النفسية والجسدية للمرض.