في خطوة رائدة نحو تمكين أمهات الأيتام، أعلنت جمعية أبناؤنا لرعاية الأيتام بمحافظة خليص عن إطلاق برنامجها النوعي والمؤثر “قناديل”، والذي يهدف إلى تقديم الدعم النفسي والوقائي الشامل لهذه الفئة العزيزة، ومساندتهن في رحلة تربية الأبناء وتهيئتهم اجتماعيًا ونفسيًا.

يحظى برنامج “قناديل” بدعم مؤسسة عبداللطيف العيسى الخيرية، وإشراف المجلس الفرعي التخصصي لجمعيات الأيتام، ويأتي انطلاقًا من إيمان الجمعية العميق بأهمية الدور الذي تقوم به أم اليتيم، والتحديات الجسام التي تواجهها في الموازنة بين التئام جراح الفقد ورعاية الأبناء على أكمل وجه، ويهدف البرنامج إلى الوقوف بجانبها وتقديم الدعم اللازم لها لتتمكن من القيام بهذه المهمة النبيلة بنجاح واقتدار.

وكان من المقرر أن يستفيد من البرنامج في مرحلته الأولى 30 أمًا من أمهات الأيتام المنتسبات للجمعية، إلا أن الإقبال فاق كافة التوقعات، حيث وصل عدد المسجلات بحماس وتفاعل إلى 54 أمًا، مما يعكس الحاجة الماسة لمثل هذه البرامج المتخصصة، والاهتمام الكبير من قبل أمهات الأيتام بتطوير ذواتهن وقدراتهن، وتعزيز مهاراتهن في رعاية الأبناء.

ويرتكز برنامج “قناديل” على مسارين رئيسيين متكاملين، هما: المسار الأول: التهيئة والإعداد، ويمثل المرحلة الأساسية في البرنامج، ويتضمن مجموعة من 10 برامج تدريبية متكاملة ومنتقاة بعناية، تغطي الجوانب الأساسية في حياة أم اليتيم ومسؤولياتها المتعددة.

وتشمل هذه البرامج قناديل الإيمان، الذي يهدف إلى تعزيز الجانب الإيماني لديها، وقناديل الصبر، وقناديل السكينة، وقناديل مهارات الحياة، الذي يزودها بالمهارات الحياتية الضرورية، وقناديل المهن، وقناديل الاقتصاد الأسري، لتمكينها من إدارة مواردها المالية بكفاءة، وقناديل المسؤولية، وقناديل التربية، الذي يركز على الجوانب التربوية في رعاية الأبناء، وقناديل الإيجابية، وقناديل الصحة، والمسار الثاني: التطبيق الموجه، وهو المسار الذي يلي مرحلة التهيئة، ويركز على الجانب العملي والتطبيقي للمهارات والمعارف التي اكتسبتها الأم، وتقديم الدعم والإرشاد المستمر لها في تطبيقها في حياتها اليومية.

يذكر بأن برنامج “قناديل” يسعى لتحقيق أثر إيجابي عميق وشامل على حياة أمهات الأيتام وأبنائهن على حد سواء، فعلى مستوى الأمهات، من المتوقع أن يسهم البرنامج في تعزيز ثقتهن بأنفسهن، وتزويدهن بالأدوات والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي والمالي، وعلى مستوى الأبناء، سيساعد البرنامج الأمهات على تنشئتهم تنشئة سليمة ومتوازنة، وتوفير بيئة أسرية دافئة ومستقرة لهم، مما ينعكس إيجابًا على نموهم النفسي والاجتماعي والأكاديمي، ويساهم في بناء مستقبل أفضل لأنفسهن وأسرهن.