في عالم كرة القدم، الموهبة ليست كافية لتصنع لاعباً استثنائياً، فالتميّز الحقيقي يتطلب الاستمرارية والتطوّر. هذا ما يجعل أسماء مثل فينيسيوس جونيور، كيليان مبابي، وجمال موسيالا تتألق بشكل لافت، إذ هؤلاء النجوم عزّزوا مواهبهم بالثبات وتقديم أداء متصاعد.

على الجهة الأخرى، تسلط الأضواء على قصة مختلفة تماماً تخص النجم الإنكليزي كول بالمر. بدأ بالمر موسمه الحالي مع تشيلسي بأداء مذهل جعله أحد أبرز نجوم الفريق وأحد أكثر اللاعبين لفتاً للأنظار في الدوري الإنكليزي.

حتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2024، سجل بالمر 12 هدفاً و6 تمريرات حاسمة، محطماً الرقم القياسي لعدد الأهداف في عام واحد في الدوري الإنكليزي والمسجَّل باسم أسطورة الـ"بلوز" جيمي فلويد هاسلبانك، حيث أنهى السنة بتسجيل 26 هدفاً.

هذا الأداء المتميّز أثار إعجاب جماهير تشيلسي التي بدأت ترى فيه مشروع نجم كبير قادر على كتابة اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي. وفي الوقت ذاته، وُجّهت انتقادات حادة إلى المدرب بيب غوارديولا على قراره بالاستغناء عنه في مانشستر سيتي عام 2024.

مع كل هذا التألق، بدأت الأمور تتخذ منحى مختلفاً منذ كانون الثاني/ يناير 2025. توقف بالمر عن تسجيل الأهداف بعد آخر هدف له في مرمى بورنموث، وعانى من تراجع كبير في مستواه. خلال 9 مباريات متتالية مع تشيلسي، فشل في هز الشباك، ما أثار شكوكاً حول قدرته على الحفاظ على مستوى عالٍ طوال الموسم.

رغم ذلك، عبّر المدرب إنزو ماريسكا عن دعمه لبالمر، مؤكداً أنّ مرور اللاعبين بفترات تراجع هو أمر طبيعي خلال مسيرتهم. ومع غياب لاعبين مؤثرين مثل نيكولاس جاكسون في تشكيلة الفريق، أصبح استعادة بالمر لتألقه أكثر إلحاحاً لتأمين نتائج تشيلسي.

لكن عند العودة إلى أرقام اللاعب مع مانشستر سيتي قبل انتقاله إلى تشيلسي، شارك في 19 مباراة (منها ثلاث مباريات أساسياً) من دون تسجيل أي هدف، واكتفى بتمريرة حاسمة واحدة. لهذا، تبدو وجهة نظر غوارديولا بشأنه منطقية.

الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان كول بالمر قادراً على استعادة بريقه والنجاح في تقديم نفسه كموهبة حقيقية مستمرّة، أم أنه سيصبح مجرّد ظاهرة موسمية موقتة من دون أن تترك أثراً يُذكر في عالم النجومية.