كتب – محمود كمال

اقترب أعضاء منظمة الصحة العالمية من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة تهدف للاستعداد للأوبئة المستقبلية فيما أعلن المتحدث باسم المنظمة تعليق المحادثات حتى يوم الثلاثاء.

ويسعى الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه منذ ثلاث سنوات إلى تعزيز استعداد العالم لمواجهة الأمراض المعدية الجديدة بعد أن خلفت جائحة كوفيد-19 ملايين الضحايا بين عامي 2020 و2022.

وذكر مصدر مشارك في المفاوضات أنه رغم استمرار الجلسات طوال الليل حتى صباح السبت لم يتم حل القضايا العالقة بشكل كامل.

وأضاف المصدر الدبلوماسي أن التقدم كان ملموسا، حيث تم الاتفاق على معظم بنود المعاهدة، مع بقاء بعض المسائل الحاسمة التي لم يتم حسمها بعد.

وتأخرت المحادثات في الوفاء بالمهلة النهائية العام الماضي، رغم تمددها عدة مرات حتى الساعات المتأخرة من الليل.

وفي وقت سابق نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس المشارك لهيئة التفاوض قوله إن الأعضاء توصلوا إلى اتفاق مبدئي.

وانسحبت الولايات المتحدة من المحادثات هذا العام بعدما أصدر الرئيس السابق دونالد ترمب قرارًا بالانسحاب من المنظمة، مما منع مشاركة واشنطن في هذه المناقشات، أما الدول الأعضاء الأخرى وعددها 192 فسيكون لها الحق في التصديق على الاتفاق بعد اعتماده رسميًا.

وأثارت واحدة من أبرز القضايا الخلافية النقاش حول كيفية تقاسم الأدوية واللقاحات بشكل عادل بين الدول الغنية والنامية، بهدف تفادي أخطاء جائحة كوفيد-19.

وشهدت المحادثات توترا مستمرا بسبب القلق من أن منح صلاحيات واسعة للوكالات التابعة للأمم المتحدة قد يهدد السيادة الوطنية وهو ما رد عليه المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس مشيرا إلى أن الاتفاق سيعزز قدرة الدول على حماية نفسها من الأوبئة المستقبلية.

واحتجاجت مجموعة من النشطاء في جنيف الأسبوع الماضي ضد المحادثات حيث رفع أحدهم لافتة تحمل صورة ثعبان ذو أنياب يتحرر من رمز المنظمة مطالبا بالحرية الشخصية.

وإذا تم إتمام الاتفاق فإنه سيعتبر انتصارا تاريخيا لمنظمة الصحة العالمية التي لم تتفق مع الدول الأعضاء على معاهدة إلا مرة واحدة في تاريخها وذلك عبر اتفاقية مكافحة التبغ في عام 2003.