تسلّم لويس إنريكي تدريب نادي باريس سان جيرمان في وقت كان يعاني فيه الفريق من مشكلات كثيرة.

كان إنريكي أول من شجع رحيل النجوم عن الفريق من دون أي محاولات لإرضائهم، على عكس بعض المدربين الآخرين، ليؤكد أنه المتحكم الوحيد بكل جوانب الفريق وله قرار السيطرة على التشكيلة.

تمكن الإسباني من تحويل باريس سان جيرمان إلى قوّة يُحسب لها حساب خلال فترة قصيرة. فرغم البداية المتعثرة التي شهدها النادي الباريسي تحت قيادته هذا الموسم، والتي اعتبرها البعض نتيجة مغادرة النجم كيليان مبابي الذي كان يُمثل العنصر الأبرز للفريق، إلا أنّ إنريكي أثبت العكس، وحوّل هذه التعثرات إلى قوّة لا يُمكن تجاهلها، ليحقق نتائج إيجابية أمام أقوى المنافسين محلياً ودولياً.

محلياً، حسم نادي العاصمة الفرنسية لقب الدوري المحلي بشكل رسمي، وفي مسابقتي كأس فرنسا وكأس الرابطة أصبح الفريق بلا منافس حقيقي. أما في دوري أبطال أوروبا، فقد اقترب من نصف النهائي بعد الفوز على أستون فيلا بنتيجة 3-1 في ذهاب ربع النهائي.

ورغم الانتقادات بشأن أسلوب لعبه، لا يمكن لأحد إنكار الروح القتالية التي يلعب بها الفريق تحت قيادته.

أزال إنريكي مفهوم "النجم الواحد"، فلم يعد الفريق مرتبطاً بأسماء مثل نيمار أو مبابي أو ليونيل ميسي، بل أصبح يُعرف باسم "باريس إنريكي" الذي يعتمد عليه المستقبل.

يثبت إنريكي يوماً بعد يوم أنه ليس مجرّد مدرب، بل "مهندس" لمنظومة يديرها بذكاء، مقدماً كرة قدم تجمع بين التكتيك والمهارات، إذ يظهر اللاعبون كقطعة واحدة منسجمة. لقد أعاد الروح الجماعية للفريق، ما منحه الحيوية والقوّة والعزيمة، وتمكن من تحويل الأضواء التي كانت مُسلطة سابقاً على بعض الأسماء فقط إلى أضواء تشمل الفريق بأكمله.