من س-س إلى أ-أ: تبدلت معادلات 13 نيسان ولبنان يدفع الثمن - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من س-س إلى أ-أ: تبدلت معادلات 13 نيسان ولبنان يدفع الثمن - تكنو بلس, اليوم الاثنين 14 أبريل 2025 06:26 صباحاً

خمسون مرة مرّ موعد 13 نيسان منذ تلك اللحظة المشؤومة عام 1975 وحتى اليوم. لم يتعلّم اللبنانيون كيف يحمون بلدهم، انما اعتقدوا انه اذا صاغوا جملًا حزينة عن سقوطه، فهذا يكون كافياً للتعويض. الحرب لم تُدفن، بل نُسّيت موقتًا، بانتظار قرار خارجي يعيد إشعالها. ما تغيّر هم اللاعبون: سقطت معادلة سوريا-السعودية في السابق، لتحلّ مكانها لعبة أميركا-إيران حالياً، حيث تجدد الصراع الاقليمي-الدولي ولا يزال لبنان قابعاً بين فكيه.

في نيسان 1975 اندلعت الحرب اللبنانية، والى يومنا هذا، لم يخرج البلد فعليًا من منطق الحرب، بل انتقل من هدنة إلى أخرى، وفق ما تسمح به التوازنات الإقليمية. في الظاهر، تغيّر الكثير، ولكن في الجوهر، لم يتغيّر اي شيء مما يجب ان يتبدّل. الخارج ما زال يتحكم باللعبة، واللبنانيون ما زالوا يتقنون فقط إنتاج الشعارات والتعابير الجميلة، من دون أي مشروع وطني جدّي أو صادق. في مرحلة ما بعد الطائف، سيطرت معادلة س-س (سوريا-السعودية) على المشهد اللبناني برضى دولي سمح لسوريا بإمساك زمام الامور في لبنان. هذه المعادلة، رغم هشاشتها، فرضت نوعًا من التوازن الضامن للاستقرار، حيث كان الطرفان يملكان القدرة والنفوذ لضبط حلفائهما في الداخل. كانت دمشق تدير السياسة اللبنانية بقبضة أمنيّة–سياسية مباشرة، بينما كانت الرياض تموّل وتدعم وتحافظ على جزء من الاعتدال السني والاقتصادي. ورغم كل ما يُقال عن الوصاية السوريّة والفساد والزبائنية، فإن لبنان خلال تلك الحقبة بقي بمنأى عن الانفجارات الكبرى، إلا ما ندر.

أما اليوم، فلبنان محكوم بـ معادلة أ-أ (أميركا-إيران)، وهي معادلة صدامية بامتياز. لا تنسيق، لا تسويات، لا إدارة مشتركة للعبة. أميركا تدعم فريقًا على قاعدة كبح إيران، وإيران تدعم فريقًا آخر على قاعدة المحافظة على الممانعة في المنطقة. وبين الطرفين، يتخبّط لبنان: دولة رهينة (شروط الخارج وانقسام الداخل)، مؤسسات عاجزة، اقتصاد مسروق، شعب صامد على الصمت، لا أحد يضبط أحدًا، وكل طرف داخلي يشعر بأنه متروك لتوجيهات... الخارج. يكفي أن نتابع كيف تُدار ملفات أساسية مثل ترسيم الحدود، أو خطة التعافي المالي، لندرك أن القرار ليس لبنانيًا. وعند ظهور بارقة امل بحل بعض الملفات، تظهر جهة دولية لتعطّلها، لأن "اللحظة لم تحن بعد". من يحدد هذه اللحظة؟ بالتأكيد، ليس الشعب اللبناني.

الواقع أن المشكلة لم تعد فقط في الداخل، بل في أن الخارج ما زال يجد بيئة لبنانية جاهزة لتلقّي أوامره. كانت الحرب عام 1975 تمرّ من خلال الفلسطينيين، أما اليوم فتمرّ عبر الانقسامات المذهبية، والاستقطابات الحادة، والانهيار الكامل للدولة. الفارق الوحيد هو أن أدوات الحرب تغيّرت، أما الاستعداد لها فما زال قائمًا.

خمسون عامًا مرّت، ولا يبدو أن لبنان خرج من موقع "المرهون"، فيما ما يزال الخارج يرى في هذا البلد رقعة شطرنج، لا أكثر. كل ما في الداخل مهيأ: الطوائف، الأحزاب، الخطابات... ما عدا النضج السياسي. تعددت اسباب انتظار اللبنانيين لحلّ او "ترقيع" مشاكلهم، من الحوار السعودي-الايراني، الى رغبة اميركا واسرائيل في القضاء على حزب الله، الى اضعاف الدول المحيطة باسرائيل، الى انتهاء الحرب الروسية-الاوكرانية، الى المفاوضات الاميركية-الايرانية، الى الحرب الاقتصاديّة الكونية بين اميركا والصين... وهم كلما استبشروا خيراً بأن ملفهم يتقدم، اصيبوا بصدمة وخيبة امل، لان "اللحظة لم تحن بعد"!.

والى ان يحين موعد هذه اللحظة السعيدة، سيبقى لبنان واللبنانيون يعيشون مع اللحظة المشؤومة التي نشأ معظمهم معها، لحظة 13 نيسان 1975 وتداعياتها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق