إسرائيل قلقة من "شرعنة" النووي الإيراني: سندفع ثمن سذاجة الأميركيين - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إسرائيل قلقة من "شرعنة" النووي الإيراني: سندفع ثمن سذاجة الأميركيين - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 05:45 صباحاً

تثير عودة إيران إلى طاولة المحادثات النووية مع الولايات المتحدة تساؤلات عدّة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية. ففي وقت تتصاعد فيه المؤشرات الاقتصادية السلبية داخل الجمهورية الإسلامية، ترى تحليلات إسرائيلية أنّ الأزمة الاقتصادية قد تكون أحد الدوافع الرئيسية خلف هذه الخطوة، محذّرة من تداعياتها الإقليمية واحتمال توظيفها لتعزيز موقع طهران وإضعاف دور تل أبيب في المنطقة.

 

"سندفع ثمن سذاجتهم"

وخلال مقابلة مع صحيفة "معاريف"، تحدث الباحث في الشؤون الإيرانية في معهد دراسات الأمن القومي بيني سبطي عن صورة معقّدة للمفاوضات التي "قد تؤدي إلى نتائج خطيرة تثير قلقاً إقليمياً كبيراً".
واعتبر سبطي أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ارتكب خطأً فادحاً للغاية خلال تصريحه بأن المحادثات جيدة بالفعل"، متسائلاً: "كيف يمكن التوصل إلى نتائج خلال جولات محادثات مدتها ساعتان أسبوعياً؟".
وقال إن النتيجة قد تكون كارثية: "سيشعر الإيرانيون أنّهم قادرون على مواصلة مناقشة الخطة دون الرضوخ للأميركيين، وهذا ليس بالأمر الجيد على الإطلاق. سيدفع الأميركيون، وسندفع نحن أيضاً، ثمن سذاجتهم في هذا الأمر".
ورأى سبطي أنّ الخطر يكمن في احتمال رفع العقوبات مستقبلاً، فإذا حصل ذلك "ستتمكن إيران من القيام بصفقات تجارية مع دول عدّة، أمّا في حال رُفعت جزئياً، فقد يؤدّي ذلك إلى موجة عارمة من الواردات والصادرات وانخفاض في أسعار العملات الأجنبية، وقد يُحدث هذا ببساطة تغييراً مفاجئاً وحاسماً لصالح الاقتصاد الإيراني، ما سيعزّز النظام فعلياً".
وخلص الخبير في الشؤون الإيرانية إلى أن أهمية المفاوضات الحالية لا تقتصر على العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، بل تشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مشدّداً على أنّ "تعزيز النظام الإيراني قد يصبح تهديداً للمنطقة كلها".
وفي تقرير آخر بعنوان "هل نعيش أيام خامنئي الأخيرة؟"، اعتبرت "معاريف" أنّ التهديد الأميركي بالتدخل العسكري ساعد في إعادة إيران إلى المحادثات النووية، لكنّ "الخبراء يتفقون على أن اقتصادها هو ما سيضمن استمرارها، إذ تُعتبر العملة الإيرانية من الأضعف في العالم، ويبلغ معدل التضخم أكثر من 30%، بينما يواجه الشباب صعوبة بالغة في العثور على عمل، كما أن الطبقة المتوسطة المحبطة لم تعد قادرة على شراء السلع المستوردة، وهو ما يمثل رمزاً مهماً للمكانة الاجتماعية داخل المجتمع الإيراني".
وحذّر محللون إسرائيليون من أن المزيد من التدهور في الاقتصاد الإيراني، الذي يعاني من العقوبات والفساد المنهجي، يدفع إيران نحو البحث عن تخفيف العقوبات، ويعتقد الإيرانيون أن ترامب قادر على تحقيق ذلك بطريقة لم تتمكن إدارة الرئيس جو بايدن من تحقيقها.

 

جدارية مناهضة لأميركا في أحد شوارع طهران. (ا ف ب)

 

 

خشية من "مكانة إيران"
ورغم التساؤلات الكثيرة التي يطرحها خبراء ومحللون إسرائيليون، إلّا أنّ هناك شعوراً متزايداً بالقلق تصاعد بعد انتهاء جولة المباحثات المباشرة، وسط مخاوف من "شرعنة النظام الإيراني وتهميش تل أبيب إقليمياً"، خاصة بعد تأكيد طهران وجود "أجواء بنّاءة".
وتعتبر إسرائيل توقيت المحادثات ودلالاتها مقلقة، بينما تراها إيران خطوة إيجابية. ترى إسرائيل فيها تطوراً مقلقاً قد تكون له تبعات استراتيجية بعيدة المدى على أمنها القومي.
ويعتقد المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي أنّ أيّ تطوّر إيجابيّ في المفاوضات من شأنه أن يؤدي إلى رفع جزئي للعقوبات، ما سيوفر مليارات الدولارات للسلطات الإيرانية. وتخشى تل أبيب أن يُوظّف جزء من هذه الأموال في دعم "الأنشطة المعادية" لإسرائيل.
أمّا الخشية الأخرى، فهي من تراجع مكانة إسرائيل الاستراتيجية في الشرق الأوسط، إذ تتخوّف الأجهزة الأمنية أن تفضي المحادثات إلى تحسّن في العلاقات بين طهران وواشنطن، الأمر الذي قد يؤثر على التحالف المميز بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

شرعنة النووي؟
وفي ما يتعلق بالملف النووي، تباينت التوقعات. من جهة، هناك في إسرائيل من يعتقد أن المحادثات قد تُفضي إلى اتفاق يُقيّد قدرات إيران النووية، لكنّ الاتفاق ذاته قد يُضفي شرعية على بعض مكوّنات البرنامج النووي الإيراني. ومن جهة أخرى، اعتبر مسؤولون إسرائيليون أن توقيت المحادثات يثير التساؤلات، لا سيما أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بمعدلات مرتفعة، وهو ما يُترجم على أنه "محاولة لكسب الوقت لا أكثر"، كما عبّروا عن خشيتهم من أن "تُقدِم واشنطن على تنازلات في مسائل جوهرية تتعلق بالملف النووي مقابل تقدم ديبلوماسي رمزي.
ويُضاف إلى ذلك كله "انعدام الشفافية" في المحادثات التي تتم خلف أبواب مغلقة، دون تنسيق أو مشاركة فعلية من إسرائيل، ما يزيد من حالة التوتر في الأوساط الأمنية.
وتحذّر الأوساط الإسرائيلية من "منح النظام الإيراني غطاءً دولياً"، وترى أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل البرنامج النووي، وانعكاسات ذلك على أمن إسرائيل وموقعها الإقليمي، وعلاقاتها بالولايات المتحدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق