هل نحن في زمن صعود "الأصول المظلمة"؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل نحن في زمن صعود "الأصول المظلمة"؟ - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025 11:00 صباحاً

في زمن يُعاد فيه تعريف الأمان، ترتفع أصول لا تعِد بشيء... سوى بالصمت.
في زمن ينفجر فيه كل شيء في وقت واحد -حروب، تعريفات جمركية، تخبّط نقدي، وتقلبات اقتصادية لا منطق لها- نشهد عودة التدفقات إلى أصول مألوفة تُستخدم اليوم بلغة مختلفة. ما يمكن تسميته "الأصول المظلمة": أصول ترتفع ليس لأنها تعكس فرصاً للنمو، بل لأن كلّ ما حولها يفتقر إلى الأمان.

 

الذهب لم يعد مجرد تحوّط من التضخم
الذهب اليوم لا يصعد فقط كرد فعل على أسعار الفائدة أو التضخم، بل كأداة ابتعاد عن نظام مالي لم يعد يُطمئن.
البنوك المركزية، من الصين إلى تركيا، تراكم الذهب بصمت، لا للاستثمار، بل كإشارة إلى انعدام الثقة في النظام العالمي القائم.

 

الفرنك والين: عملات لا تعد، لكنها لا تخذل
الفرنك السويسري والين الياباني لا يقدمان عائداً منافساً، ولا يتصدران مشهد التكنولوجيا أو النمو، لكنهما يُشترَيان بكثافة. لماذا؟
لأنهما محايدان، لا يدخلان الحروب، لا يفاجئان السوق، ويقدّمان ما يبحث عنه المستثمر اليوم: الهدوء، ولو بلا عائد. في ربيع هذا العام، ارتفع الفرنك أمام الدولار رغم فارق الفائدة الواسع، وعاد الين إلى الواجهة مع كل تصعيد جيوسياسي، خصوصاً في شرقي آسيا. هما عملتان لا تعِدان بالمفاجآت -وهذه، في 2025، ميزة نادرة.

 

الفرنك السويسري (وكالات)

 

حتى العملات الرقمية تغيّر دورها
البيتكوين، مثلاً، يُشترى في الأسواق الناشئة ليس كمضاربة، بل كأداة خروج من النظام المصرفي؛ ليس لأن الثقة فيه كبيرة، بل لأن الخيارات الأخرى أقلّ أماناً. في بلدان كالأرجنتين ونيجيريا ولبنان، تحوّل البيتكوين إلى أصل لحماية السيولة الشخصية، لا لرفعها.
البيتكوين لا يصمد بفعل موجات شراء جديدة، بل لأن كبار المحتفظين يرفضون التخلّي عنه -ليس طمعًا ولا لأنه مستقر، بل لأنه خارج المنظومة، وهذا وحده كافٍ للبعض.

 

ما الذي يجعل الأصل مظلماً؟
ليست التسمية سلبية، بل توصيف لحالة:
أصول لا تُشترى بسبب الفرص، بل بسبب القلق؛
لا تعكس رؤية للمستقبل، بل رفضاً للحاضر؛
لا تسعى للربح، بل للهرب. لا تُسعّر حسب التحليل، بل حسب الشعور.


في عالم يتحرك فيه المال بسرعة الشكّ، لا بسرعة النمو، تظهر "الأصول المظلمة" كمرآة لمزاج عالميّ متشائم.
السؤال لم يعد: أين الفرصة؟ بل: أين لن أتفاجأ؟ وأيّ أصل ما زال يملك القدرة على البقاء صامتاً في زمن الصراخ المالي!

     
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق