"عين عذبة" تتفجر من داخل البحر على شاطئ القحمة.. كنز طبيعي يثير الدهشة

في مشهد مدهش يجمع بين ندرة الظواهر الطبيعية وجمال البيئة الساحلية، سلط تقرير بثته قناة 'العربية' الضوء على ظاهرة فريدة من نوعها في مركز القحمة جنوب غرب السعودية، حيث تنبع عين ماء عذبة من داخل البحر مباشرة، على ضفاف شاطئ القحمة، في مشهد يُعد من عجائب الطبيعة التي تزخر بها المملكة.

تراث محلي ومعرفة متوارثة

وتحدث علي حسين، أحد أبناء المنطقة، عن هذه العين قائلاً: 'نحن نعرف عن هذه العين منذ زمن بعيد، وكانت الإبل تشرب من مياهها، بل إن آباءنا في الماضي كانوا يشربون منها أيضًا'. وأشار إلى أن المنطقة كانت محطة للرحالة القادمين من بلاد الشام، الذين كانوا يستخدمون العين لسقي مواشيهم من الإبل والغنم، نظرًا لصلاحية مياهها للشرب.

وأضاف حسين: 'الماء ليس حلوًا تمامًا ولا مالحًا، لكنه صالح للشرب، وهي واحدة من أربع عيون نعرفها في هذه المنطقة'، في إشارة إلى ثروات مائية غير مكتشفة بعد، ما يزيد من أهمية دراسة هذه الظواهر الطبيعية وحمايتها.

العين تتفاعل مع حركة المد والجزر

وأوضح حسين أن هذه العيون تتأثر بحركة البحر، مشيرًا إلى أن مياه العين تُغمر أثناء ارتفاع الموج والمد البحري، بينما تظهر نقية وصافية في وقت الجزر. ويقول: 'عندما يرتفع البحر يغمرها، لكن وقت الجَزْر تصبح المياه صافية ونقية، وهذا من حكمة الله'، في وصفٍ يعكس الترابط الفريد بين المياه الجوفية والبحرية.

وجهة سياحية محتملة ومورد بيئي نادر

وقد أثارت هذه الظاهرة اهتمام المتابعين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن دهشتهم من وجود عين عذبة تنبع من عمق البحر، ما يعكس التنوع الجيولوجي والطبيعي في المملكة، خاصة في المناطق الساحلية الجنوبية.

ويُنظر إلى هذه العين باعتبارها موردًا بيئيًا نادرًا يمكن أن يحظى باهتمام الجهات المختصة، سواء من الناحية البيئية أو السياحية. فمثل هذه المواقع الطبيعية قد تُشكّل وجهات جذب سياحي جديدة تُعزز من التنمية السياحية المحلية وتُسهم في تنشيط الاقتصاد الريفي في منطقة القحمة.

الحفاظ على الظواهر الطبيعية ضمن رؤية المملكة 2030

وتُعد هذه الظواهر البيئية من الكنوز الطبيعية التي تسعى المملكة للحفاظ عليها ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تركز على حماية الموارد الطبيعية، وتنمية القطاع السياحي، وتعزيز الهوية البيئية للمناطق المختلفة. ومن المتوقع أن تساهم هذه الاكتشافات في إبراز تنوع المملكة الطبيعي ورفع الوعي العام بأهمية صون البيئات المحلية واستكشافها علميًا.