يمثّل يونس العيناوي أسطورة في التنس المغربي إلى جانب هشام أرازي، حيث كانا حديث عالم "الكرة الصفراء" في مطلع الألفية الحالية. وللعيناوي امتداد في عالم الرياضة، إنما في كرة القدم، حيث يتصارع المنتخبان الفرنسي والمغربي للظفر بموهبة نائل العيناوي المحترف حالياً مع لانس الفرنسي.

أراد العيناوي الأب أن يسير نجله (23 سنة) على خطاه في اللعبة "المخملية"، إلا أنّ تطلعاته لم تصب هدفها. فضّل الابن التحوّل إلى اللعبة الشعبية متأثراً بالفريق الذهبيّ لبرشلونة الإسباني بقيادة ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، حيث ترعرع في المدينة الكاتالونية.

ويقول يونس: "كنا نقطن في برشلونة من أجل تدريباتي، وهناك يعشق الصبية كرة القدم؛ لذا كان من المنطقي أن يميل لهذه اللعبة، واكتشفت أنه لا يملّ من اللعب أبداً، وكان يقضي كل العطلات في ممارسة كرة القدم، لذا تدرب في فريق غافا بكاتالونيا قبل انتقاله إلى نانسي".

يُعدّ العيناوي الصغير أحد أبرز المواهب في وسط الملعب في القارة الأوروبية حالياً. بدأ مسيرته مع فريق غافا الكاتالوني، وكان يحدوه الأمل في الانتقال إلى أكاديمية "لا ماسيا" التابعة لنادي برشلونة، إلا أنّ انتقال الأهل إلى مدينة نانسي الفرنسية بعثر طموحاته، فانضم إلى فريق شباب نادي نانسي بعد استقرار العائلة في فرنسا.

لمع اسم العيناوي في بطولات الفئات العمرية مع نانسي، قبل أن يجري ترفيعه إلى الفريق الأول عام 2020، حيث كانت مباراته الأولى بمواجهة تولوز عام 2021، ضمن دوري الدرجة الثانية الفرنسي، فنال جائزة أفضل لاعب واعد. خاض العيناوي 61 مباراة مع نانسي في مختلف المسابقات، وسجّل خلالها 6 أهداف، ومرّر ثلاث كرات حاسمة، رغم أنه يشغل مركز لاعب الوسط الدفاعي "ارتكاز".

في صيف 2023، انضم إلى لانس مقابل 600 ألف يورو، وقدّم مستويات ملحوظة، وخاض في ذلك الموسم 21 مباراة في كلّ المسابقات، حيث أسهم في 5 أهداف ما بين صناعة وتسجيل، لترتفع قيمته السوقية بشكل كبير وبلغت نحو عشرة ملايين يورو، بحسب موقع ترانسفير ماركت.

وقال المدير الإداري لنادي لانس أرنو بوي: "نائل لاعب خط وسط فني. ترك بصمته في نادي نانسي، ويتمتع بنضج قوي، فضلاً عن ثقافة رياضية رفيعة المستوى من خلال مسيرة والده المتميّزة ودعم والدته المتواصل".

نحو "أسود الأطلس"
يراقبه مدرب منتخب المغرب وليد الركراكي العيناوي منذ مدة طويلة، وكل المؤشرات تقود إلى استدعائه إلى نافذة المباريات الدولية المقبلة لارتداء قميص "أسود الأطلس"، الذين يلتقون ودياً منتخبَي تونس وبنين في شهر حزيران/ يونيو المقبل، وذلك نظراً إلى الغياب المنتظر لمجموعة من الأسماء، بسبب التزامها المشاركة مع أنديتها الأوروبية والعربية في بطولة كأس العالم للأندية. لكن منتخب "أسود الأطلس" يعاني من مشاكل كبيرة في مركز الوسط المدافع، في ظلّ تراجع أداء سفيان امرابط بشكل كبير، ونقص خبرات أسامة العزوزي.

وأوضح الركراكي: "نائل العيناوي دائماً ما يكون خياراً مفتوحاً للجميع، لكن المغرب أكبر من أيّ لاعب. إنه لاعب مثير للاهتمام، يتمتع بمؤهلات عالية، لكنني أحتاج إلى لاعبين ملتزمين تماماً".