نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس "مركز أبوظبي للغة العربية" علي بن تميم لـ"النهار": نُخضع الرقمنة لخدمة العربية - تكنو بلس, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 05:42 صباحاً
في مشهدٍ عربي يتقاطع فيه تحدّي العولمة مع تراجع الإقبال على القراءة الورقية، ويصطدم فيه التراث باللغة الرقمية، يبرز "مركز أبوظبي للغة العربية" كواحد من أهم المبادرات الثقافية المعاصرة، التي تسعى ليس فقط إلى صون اللغة، بل إلى إعادة ابتكارها بما يليق بروح العصر.
يقود هذا المسار الدكتور علي بن تميم، صاحب رؤية واضحة في تطويع أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الثقافة، وفي تحويل التحديات إلى فرص معرفية. من مشروع "كلمة" إلى "الموسوعة الشعرية" والجوائز الأدبية، تتسع خارطة المركز لتشمل النشر، والقراءة، والبحث، والابتكار. وكان لـ"النهار" أخيراً حوار غني معه، هنا نصه:
• كيف ترون دور "مركز أبوظبي للغة العربية" في إعادة تشكيل المشهد الثقافي العربي، خصوصاً في ظل التحديات المتسارعة مثل العولمة والرقمنة وتراجع الإقبال على القراءة الورقية؟
- يُشكّل المركز اليوم، أحد دعائم استراتيجية القيادة الحكيمة، ورؤاها في تعزيز الثقافة والمعرفة في دولة الإمارات، ويمثّل واجهة معرفية، وتثقيفية، مهمّة، تشجّع جميع أفراد المجتمع على القراءة، ويسهم من خلال مشاريعه الثقافية، ومبادراته النوعية، وحملاته المجتمعية في إثراء المشهد الثقافي العربي بما يعزز الرؤية الاستراتيجية لدائرة الثقافة والسياحة، أبوظبي، التي تستلهم قوامها واستدامتها من الرؤية الحكيمة لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبما يدعم مكانة الإمارات وعاصمتها أبوظبي مركزً عالمياً للثقافة، وحاضنة لمختلف المشاريع الهادفة إلى تعزيز اللغة العربية وتمكينها، وموطناً للإبداع وملتقى للمثقفين والمبدعين.
نتعامل في المركز مع أدوات العصر الرقمي بشكل موضوعي وعلى أسس علمية، نتوجه بها بثقة نحو العصر الرقمي، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لأنه لغة العصر والمستقبل. وبالتوازي نستمر في تطوير مشاريعنا المتعلقة بالنشر والقراءة وتكثيف المبادرات المجتمعية التي تسعى لربط المجتمع بالقراءة وتعزيزها ضمن مفردات ثقافته، وأحدثها الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة التي انطلقت بالتوزي مع شهر القراءة في الدولة، وتستمر طوال العام، وتضم عشرات الفعاليات التي تهدف إلى تكريس القراءة، لإشباع حاجات جميع أفراد المجتمع، ومنحهم القدرة على التجدد والتفاعل مع مجتمع المعرفة، بما يؤكد على أن القراءة إحدى مقاييس تطور المجتمعات.
• أطلقتم عدداً من المؤشرات التي تتعلق باللغة العربية في المجتمع، حدثنا عن هذا التوجه وما الفوائد المرجوة منه؟
كما هو معلوم، فإن البيانات المرتبطة باستخدام اللغة العربية وأدائها في المجالات الإبداعية والمعرفية والثقافية ضئيلة في المنطقة العربية. انطلاقاً من هذه الحقيقة، ومن أجل دعم استراتيجية المركز وبرامجه ومشاريعه بالبيانات الدقيقة والشاملة، أخذ المركز على عاتقه وضع أسس لجمع بيانات مستخدمي اللغة وانطباعاتهم عبر أدوات قياس علمية لجمع بيانات لتحليل إحصائي مستفيض حول حال اللغة العربية في دولة الإمارات.
رئيس 'مركز أبوظبي للغة العربية' الدكتور علي بن تميم.
شملت الدراسة عدداً من المؤشرات الرئيسية أهمها "مؤشر انطباعات اللغة العربية" الذي يلخّص الانطباع العام عن العربية كلغة معرفة وثقافة وإبداع، إضافة إلى "مدى إتقان اللغة العربية" بين الناطقين بها والناطقين بغيرها. تدعم هذه الدراسة المسحية رؤية المركز تجاه تحقيق ريادة اللغة العربية في المجالات الثقافية والإبداعية والمعرفية، ورسالته في الإسهام بالنهوض باللغة العربية، وتمنحنا ميزة تنافسية لقيادة جهود البحث والتطوير اللغوي ودعم الإبداع والتأليف والترجمة والنشر.
إضافة إلى ذلك، وبالتزامن مع إعلان رئيس الدولة 2025 "عام المجتمع" في الإمارات، أطلق "مركز أبوظبي للغة العربية" مؤشراً جديداً لقياس "قوّة ارتباط المجتمع باللغة العربية" ويأتي هذا المؤشر تجسيداً لرؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر، والذي يشكّل ارتباطه باللغة العربية تعزيزاً للهوية الثقافية في الإمارات واعتزازاً بهويته الوطنية. وتنصب جهود المركز منذ تأسيسه في تعزيز روابط المجتمع باللغة العربية في المجالات الإبداعية والمعرفية والثقافية بين مختلف الأجيال من مواطنين ومقيمين، ومن الناطقين باللغة العربية والناطقين بغيرها، تجاه ترسيخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة والحفاظ على التراث الثقافي.
بالإضافة الى الدراسات المتخصصة، يشارك المركز في الدراسة الوطنية الشاملة لمؤشر الإمارات الوطني للقراءة الذي يهدف إلى قياس واقع ممارسة القراءة بين أفراد مجتمع دولة الإمارات، ويسهم في تعزيز السياسات والخطط التنموية في مجالات القراءة والمعرفة.
• يُعدّ مشروع "كلمة" من أبرز مبادرات الترجمة في العالم العربي. ما المعايير التي يعتمدها المركز في اختيار الكتب المترجمة؟ وكيف توازنون بين الحاجات المعرفية للقراء والرهانات الثقافية الاستراتيجية؟
- يحظى مشروع كلمة للترجمة، منذ انطلاقته، بدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان، وهذا يثبت أهمية الترجمة باعتبارها جسراً لتلاقي الثقافات والحضارات، وهذا ما يجعلنا نضاعف من جهودنا، والتزامنا بالمعايير العالمية المتبعة في هذا المجال، بدءاً باحترام حقوق الملكية الفردية، حيث حرصنا على إقامة شراكات مع أكثر من 300 دار نشر عالمية، مثل: كامبريدج، وهارفارد، وأكسفورد، وبنغوين، وغاليمار، وغيرها، ونلنا خلالها ثقة الناشرين العالميين.
في الوقت ذاته عقدنا مجموعة اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية، والجامعات، وتبادلنا الزيارات مع مراكز الترجمة العالمية، وأطلقنا مؤتمر الترجمة الذي ينظّم سنوياً بهدف مناقشة قضايا الترجمة وتحدياتها، وسبل بناء مجتمعات المعرفة، فضلاً عن تنظيم ورشات عمل للمترجمين، والاستماع إلى اقتراحاتهم، وهذا ما يعكسه إنجاز نحو 1300 كتاب من 24 لغة في 10 تصنيفات معرفية، واستمرار ترجمة 100 كتاب سنوياً، مدعّمة بأعلى معايير الجودة والالتزام لدى مشروع كلمة الحريص على تعزيز دور الترجمة، بوصفها حلقة وصل بين الشعوب، تنشر إلى جانب الثقافة والمعرفة، قيم التسامح والإخاء.
• مع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، هل ترون أنه سيشكل تهديداً للغة العربية ومكانة المبدع العربي، أم أن المركز يسعى لتطويعه ليكون أداة تمكينية؟
- ننظر إلى التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي بوصفها فرصاً وليس تهديدات، نتعامل معها باعتبارها منجزاً حضارياً ينبغي الاستفادة منه في صنع حضور جديد للغة العربية، شريطة أن نحسن استثمار ذلك . ومن مشاريع المركز المهمة في هذا الصدد:
- منصة "الكتاب الصوتي بتقنية الذكاء الاصطناعي" التي يديرها المركز، وهي خطوة مهمة في مجال إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال النشر وصناعة الكتب، بما يتماشى مع رؤية حكومة دولة الإمارات للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.

معارض الكتاب وشغف الأطفال بالقراءة. (النهار)
- مشروع "مختبر الذكاء الشعري" الرائد من نوعه، الذي يهدف إلى تقديم المحتوى الشعري بأدوات عصرية ماتعة، تساعد طلبة اللغة العربية والمعلمين على تعلم فنون الشعر وتعليمها، وتساعد الشعراء الشباب على ضبط قصائدهم والتأكد من سلامتها اللغوية والعروضية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تطوير أدوات ذكية لتحسين تشكيل الشعر لدى الناشرين، وتطوير برمجيات حديثة تسهم في تعزيز انتشار المحتوى الشعري الثري.
ويُعدّ المشروع إعلاناً من المركز عن محطة جديدة للموسوعة الشعرية تستفيد من التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتوظف تجربة التحول الرقمي التي تقودها دولة الإمارات في تعزيز حضور مكتبة الموسوعة الشعرية بشكل يبرز مزاياها، ويساعد محركات البحث في الوصول إليها، كما تستثمر التطور التقني الهائل الذي تشهده الدولة في خدمة اللغة العربية، بوصفها لغة هوية وحضارة وعلم وفنون، وتقريبها من الأجيال الجديدة باستخدام الوسائل والأدوات التي تناسب عصرهم.
وتتضمن "الموسوعة الشعرية" أقساماً موزعة حسب التخصصات ضمن موقعها الإلكتروني، والمصمم ليقدّم للزائر تجربة ثقافية استثنائية تتيح له التعرف على الشعراء العرب وقصائدهم وفق العصور المختلفة، ويشمل المحتوى الشعري القصائد وتراجم الشعراء التي تغطّي عصور الشعر القديم، وخاصة فترة ما قبل الإسلام وصدره؛ إلى جانب المكتبة التي تضم كتباً ومراجع قديمة يبلغ عددها 612 كتاباً كاملاً و53 كتاباً موجزاً، إلى جانب كتب مسموعة منها "عيون الشعر" و"عيون النثر" و"وجيز الكتب"، كما تحتوي المكتبة على قسم خاص بالقصائد المسموعة، وقسم المعاجم الذي يوفّر آلية للبحث في عدد من أمهات المعاجم. وتشكل "الموسوعة الشعرية" مرجعاً مهماً للطلبة والباحثين في مجالات الأدب العربي، إذ تساعدهم على إجراء الدراسات والمقارنات بين مختلف الفترات الشعرية، كما تحفّز التجديد عبر إثراء اللغة العربية من خلال تجميع الأعمال الشعرية وتنظيمها بطرق مبتكرة، وتوفير منصة لإبداعات جديدة، بالإضافة إلى دورها في دعم البحث العلمي في مجال الشعر العربي، كما أنها أداة ضبط فعالة أسهمت في تنقية المحتوى الرقمي العربي المتعلق بالشعر من إشكالات كثيرة على مستوى اللغة والانضباط المرجعي، وهو إسهام مفصلي في عصر صار المحتوى الرقمي فيه المرجعية الأولى للباحثين والقراء.
كما يدير "مركز أبوظبي اللغة العربية" عدداً من المشاريع الرقمية النوعية التي تهدف إلى دمج كنز اللغة العربية وثقافتها وتقديمه بأفضل صورة لخدمة المحتوى الرقمي العربي، ومنها مشروع بارق الذي نرى أنه سيساعد كثيراً في وضع مناهج للاختيار من ذخائر التراث لعربي، بما يناسب الطفل العربي في مراحله العمرية المختلفة. ومشروع "معجم دليل المعاني"، أول معجم عربي - إنكليزي رقمي متكامل يوظف عناصر الصوت والصورة لإثراء المحتوى، الذي يتضمن أكثر من 7000 مادة معجمية تمثل نحو 80% من المفردات الأكثر استخداماً في اللغة العربية المعاصرة، عبر توظيف تقنيات حوسبة اللغة العربية، والذكاء الاصطناعي، وتقنيات قواعد البيانات، ومحركات البحث، والذي قام على إنتاجه فريق من اللغويّين في المركز، بالإضافة إلى فريق تقنيّ متخصّص... وغير ذلك من جهود تستهدف دمج اللغة العربية وذخائرها الحضارية في نسيج الأجيال الجديدة لتمتين علاقتهم باللغة لتكون عوناً لهم على التواصل الحضاري المتفرد.
• كيف تساهم الجوائز الأدبية التي يمنحها المركز في اكتشاف مواهب جديدة ودعم الكُتّاب والباحثين؟ وهل ترون أن للجوائز دوراً في تصحيح المسارات الثقافية أم فقط في الاحتفاء بالمنجز؟
- تتعدد الجوائز التي يمنحها المركز، ولا شك أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تتميّز عن سواها باعتبارها إحدى أهم الجوائز الأدبية العالمية قيمة وقدراً، وهذا ينعكس من خلال مساهمتها في رسم مسارات ثقافية تجلى تأثيرها الكبير، سواءاً من حيث عدد المترشحين في فروعها في كل دورة من دوراتها، أو التغطيات الإعلامية التي تحظى بها، أو زيادة أعداد المتابعين لها من المثقفين والقراء، لتواصل جهودها في رسم مسارات ثقافية تعتمد التميّز، والابتكار في الطرح الفكري الذي يرفد مكتبات العالم بالجديد والمفيد.
في السياق ذاته، حقّقت كافة الجوائز ومن ضمنها "سرد الذهب" و"كنز الجيل" وكذلك المنح المتعدّدة التي يقدمها المركز، في البحث، والتأليف، والترجمة، والتحوّل الرقمي للمواهب الشابة.. فارقاً نوعياً في عالم الجوائز والمنح، لأنها قدّمت منظوراً ثقافياً متكاملاً، لا يكتفي في الاحتفاء بالمنجز، بل يصطفي الإبداع، ويكّرم المبدع، ويشجعه على التنافس وتقديم المعرفة التي تخدم ثقافة البشرية.
• في ظل التحديات التي تواجه النشر العربي، من ضعف التوزيع إلى غياب منصات رقمية متقدمة، ما هو تصوركم لمستقبل النشر العربي؟ وهل لديكم مبادرات قادمة قد تُحدث تحوّلاً نوعياً في هذا القطاع؟
- النشر الرقمي قد يكون مهماً، وقد قطعنا فيه شوطاً كبيراً، وكانت التجربة مفيدة اتسمت بالنجاح وفق أرقام المبيعات الرقمية، فحتى شهر أغسطس 2024 شهدت إيرادات مبيعات الكتب الرقمية زيادة قدرها 644 % عن عام 2023، كما بلغ عدد النسخ الرقمية المباعة ارتفاعاً مقداره 144 % عن الفترة نفسها من العام الماضي. وهي أرقام تعكس جهود المركز في النشر الرقمي، وقد واصلنا العمل في دمج التقنيات الحديثة وتسخيرها خدمة لتوجهات واستراتيجية المركز فأطلقنا منصة "الكتاب الصوتي بتقنية الذكاء الاصطناعي" التي وهي خطوة مهمة في مجال إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال النشر وصناعة الكتب، بما يتماشى مع رؤية حكومة دولة الإمارات للاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.
المميز في تجربة المركز في تبني النشر الرقمي، هو التزامنا التام بحماية حقوق الملكية الفكرية باستخدام آلية ملفات النشر الإلكتروني، على منصات توفّر حماية كاملة للكتب، مما يساعد في حماية حقوق المؤلف والناشر من النسخ غير القانوني، وحقيقة عكست نجاحات المركز في الانتشار الرقمي لإصداراته من أعمال الأدباء الإماراتيين، والعرب، والأجانب، تقييماً مشجعاً من الجمهور لخدمات المركز، ومستوى إصداراته، مما يدعم مسيرته، وجهوده لاستدامة تطوير قطاع النشر.

شعار 'مركز أبوظبي للغة العربية'.
ونستكمل الجهود بمبادرات فكرية ومهنية منها "مؤتمر النشر العربي والصناعات الإبداعية"، وهو مؤتمر رائد في مجاله، يعرض أحدث التوجهات في مجال النشر، من خلال لقاءات يشارك فيها أقطاب صناعة النشر، وكبار التقنيين، والأدباء، والمهتمين، لتناول قضايا ومستجدات القطاع الرقمي، وما ينبثق عنه من توصيات، ومخرجات يخلص إليها.
• أخيراً، شهدنا خلال السنوات الأخيرة تحوّل أبوظبي إلى مركز ثقافي عربي فاعل، لا يقتصر دوره على الاستضافة والتنظيم، بل يمتد إلى صناعة المحتوى والتأثير. برأيكم، كيف ساهم "مركز أبوظبي للغة العربية"، إلى جانب معرض أبوظبي الدولي للكتاب وسائر الفعاليات، في ترسيخ مكانة الإمارة كمدينة تنتج الثقافة، لا تستهلكها فقط؟ وهل أصبحنا أمام نموذج ثقافي عربي جديد يمكن البناء عليه؟
- أضحت إمارة أبوظبي مركزاً ثقافياً عربياً فاعلاً، وأيقونة عالمية للثقافة، وقد كشفت إنجازات الإمارة الثقافية عن الدور الريادي للمبادرات التي تتبنّاها في قيادة التحوّلات المستقبلية، بحيث برزت مكانتها الرائدة على الصعيد الثقافي، والحضاري، إقليمياً، ودولياً، وبات يُشار إلى دورها الرائد في تسليط الضوء على الحضارة العربية، ومكوّناتها الثقافية.
ماضون في "مركز أبوظبي للغة العربية" في استشراف المستقبل، نستلهم من القيادة الحكيمة ورؤاها، أفكراً لتعزيز الثقافة والمعرفة في دولة الإمارات والمنطقة ككل، لنستمر حاضرة تنويرية مهمّة، تشجع أفراد المجتمع المحلي، والعربي على الثقافة المستدامة.
"معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، صار حدثاً ثقافياً وفكرياً ومهنياً رائداً، يقود حركة صناعة النشر والصناعات الثقافية والإبداعية في العالم العربي، ويغذي التوجه نحو تطويرها باستخدام أحدث وسائل العصر والتقنيات المبتكرة والذكاء الاصطناعي. وامتد المعرض ليصبح عشرة أيام كاملة، يشكل منصة نوعية ملهمة لنشر ثقافة القراءة، وتعزيز دور المعرفة في إثراء حوار الحضارات والتفاهم بين الشعوب، ونشر قيم والمحبة والسلام التي ترعاها دولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي.
وتجدر الإشارة إلى أن دورة هذا العام (الدورة الـ 34)، التي تقام في الفترة بين 26 أبريل إلى 5 مايو 2025 وبرعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتحت شعار "مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع"، تحتفي بثقافة الكاريبي بوصفها ضيف الشرف، وبالفيلسوف والطبيب ابن سينا بوصفه شخصية العام، وكتاب "ألف ليلة وليلة" بوصفه كتاب العالم.
بمشاركة أكثر من 1400 عارض من أكثر من 90 دولة، بنسبة نمو تبلغ 18%، يمثلون مختلف قارات العالم ويتحدثون أكثر من 60 لغة. ويضم المعرض كذلك 28 جناحاً دولياً مجمعاً، ويستضيف 87 جهة حكومية محلية ودولية، و13 مؤلفاً ناشراً، و15 جامعة، و8 مبادرات مخصصة لدعم النشر، بالإضافة إلى تكريم 6 من أبرز دور النشر العربية.
[email protected]
0 تعليق