وداعاً لتقليد قديم كان يقضي بتوقف الدوري الإيطالي في عيد الفصح، إذ ستشهد الملاعب الإيطالية الأحد المقبل مجموعة من المباريات المثيرة، رغم كونه يوم عطلة دينية، وتُعتبر هذه الخطوة استثناءً في تاريخ كرة القدم الإيطالية، التي كانت تتوقف فيها البطولة بشكل شبه كامل خلال العيد، منذ السبعينات.

المباريات المرتقبة تشمل: إمبولي - فينيسيا في صراع البقاء في الدوري، وميلان - أتالانتا حيث يواصل الفريقان سعيهما الى حجز مقعد في المنافسات الأوروبية، بالإضافة إلى مباراة قوية تجمع بولونيا - إنتر ميلان، ويسعى الفريق المضيف الى الانتصار في مسيرته نحو دوري أبطال أوروبا، بينما يتعين على إنتر الفوز للمحافظة على مركزه المتقدم وعلى فارق النقاط مع نابولي.

ورغم أن آخر مباراة كاملة أقيمت أحد الفصح في الدوري الإيطالي كانت عام 1978، إلا أن هناك استثناءات نادرة سجلها التاريخ، ففي عام 2004، أقيمت مباراة بين بيروجيا وإنتر ميلان، وهو ما أثار جدلاً واسعاً بين رجال الدين، وكان الكاردينال إنيو أنتونيلي قد علق على الأمر قائلاً: "إله (احتفال) كرة القدم يفوق أي احتفال ديني"، مما أثار اعتراضات شديدة على تغيير التقاليد المتبعة، كما شهدت بطولة 2009 مباراة بين ريجينا وأودينيزي، ما أثار موجة انتقادات جديدة.

وفي تعليق على هذا التغيير، قال أومبرتو كالكاجنو، رئيس رابطة لاعبي كرة القدم الإيطاليين، لصحيفة "أفينيري" الكاثوليكية: "اللعب حتى في عيد الفصح هو أقل ما يمكن توقعه، إنه انعكاس لعصرنا، إذ لم تعد هناك مواسم كرة قدم ثابتة، تماماً كما هي الحال مع الطقس، فالعصر الحالي لا يلتزم التقاليد القديمة".

هذا التحول في الجداول الزمنية، والذي يأتي نتيجة للمتطلبات المتزايدة من وسائل الإعلام والتلفزيون، يرمز إلى واقع كرة القدم الحديثة، التي تفرض ضغوطاً على الفرق واللاعبين للحفاظ على وتيرة مستمرة من المباريات، حتى في المناسبات الدينية الكبرى مثل عيد الفصح.

وفيما يحتفل فريق إنتر ميلان بتأهله إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، يواصل الدوري الإيطالي تغيراته لتواكب العصر الجديد في عالم الرياضة، حيث تُملي متطلبات الاحتراف والجماهيرية العالمية واقعاً جديداً على المسابقات المحلية.