أكد الدكتور منتظر الحيدر، طبيب الأسنان بمستشفى القطيف المركزي، على أهمية التصرف الفوري والصحيح في حال سقوط السن الدائم بالكامل من الفم نتيجة إصابة غير متوقعة، مشيراً إلى أن التعامل السليم خلال الدقائق الأولى حاسم لإنقاذ السن.
ونصح بمحاولة إعادة السن مباشرة إلى مكانه في الفك إن أمكن، أو حفظه فوراً في وعاء صغير يحتوي على حليب، أو وضعه تحت لسان المصاب في لعابه، ومن ثم التوجه بشكل عاجل إلى طبيب الأسنان خلال مدة لا تتجاوز 60 دقيقة.

وأوضح الدكتور الحيدر، خلال مشاركته في ركن التوعية بإصابات الأسنان ضمن فعاليات الأسبوع الخليجي الموحد لتعزيز صحة الفم والأسنان، أن هذه الإسعافات الأولية البسيطة تزيد بشكل كبير من فرص نجاح إعادة زرع السن في مكانه والمحافظة عليه لفترة طويلة، والتي قد تتطلب لاحقاً علاجاً للعصب ومتابعة دورية.

حماية الأسنان

وشدد على ضرورة إمساك السن من منطقة التاج «الجزء الأبيض الظاهر» وتجنب لمس الجذر، مع شطفه بالماء بلطف لإزالة أي أتربة أو شوائب دون فركه أو استخدام أي منظفات.
ونبه إلى أن هذه الإجراءات تنطبق حصراً على الأسنان الدائمة، إذ لا يتم عادة إعادة زرع الأسنان اللبنية «أسنان الأطفال» في حال سقوطها.

وبيّن الدكتور الحيدر أن إصابات الأسنان تعتبر من المشاكل الشائعة التي قد تحدث لأي شخص وفي مختلف الظروف، لكنها أكثر انتشاراً بين فئات معينة، وعلى رأسهم أطفال المدارس نتيجة نشاطهم وحركتهم، يليهم الرياضيون، ثم كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة غير مسيطر عليها قد تسبب لهم السقوط، بالإضافة إلى ضحايا حوادث السيارات والحوادث العرضية المختلفة.
وأشار إلى أن شدة الإصابات تتراوح بين كسور بسيطة في تاج السن وصولاً إلى إصابات معقدة قد تشمل الجذور والعظام المحيطة بالسن، لافتاً إلى أن الأسنان الأمامية العلوية هي الأكثر عرضة لمثل هذه الإصابات بشكل عام.

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور الحيدر على أهمية الوقاية لتجنب هذه الإصابات من الأساس، وذلك من خلال الالتزام بإجراءات السلامة العامة مثل ربط حزام الأمان أثناء قيادة السيارة، وارتداء الخوذة لراكبي الدراجات الهوائية والنارية، واستخدام واقيات الفم المخصصة للرياضيين لحماية أسنانهم أثناء ممارسة الرياضات التي قد تتضمن احتكاكاً جسدياً. ناصحا بالابتعاد عن السلوكيات الخطرة التي قد تؤدي إلى إصابات مثل المشاجرات.