بدأ رسميًا عرض الفيلم السعودي الجديد ” إسعاف ” في صالات السينما بالمملكة، وسط حضور جماهيري وردود فعل إيجابية من النقاد والمشاهدين على حد سواء، حيث يشكّل هذا العمل نقلة نوعية في السينما السعودية، لا سيما بكونه أول فيلم عربي يُعرض بتقنية IMAX، مما يعزز تجربة المشاهدة بجودة بصرية وصوتية استثنائية بدعم من الهيئة العامة للترفية، كما تم عرض الفيلم ضمن مهرجان أفلام السعودية في دورته الـ ١١ في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي ” اثراء”. 

يقدم الفيلم بأسلوب فني يجمع بين عنصري الكوميديا الحاضرة بقوة في الأداء والحوار، والأكشن الذي صُوّر بأسلوب بصري، ويأتي من اخراج المخرج العالمي كولن تيج، الذي أخرج مسلسل ” رشاش “، وهو يدور حول اثنين من المسعفين في مدينة الرياض يجدان نفسيهما فجأة وسط مؤامرة خطيرة إثر حادث مع شخص غامض متورط في جريمة، معتمداً المخرج أيضاً اعتمد على كادرات ديناميكية ولقطات متحركة قريبة تعكس توتر الموقف، مقابل لقطات ثابتة تُبرز تفاعل الشخصيات، ما يدل على وعي جمالي في تكوين الصورة السينمائية، أما الموسيقى التصويرية، فقد كانت عنصرًا مكملاً للإيقاع العام للفيلم، واستُخدمت بذكاء لخلق مزاج نفسي يراوح بين التوتر والانفراج الكوميدي.

كما تتجلى قوة الفيلم في توظيفه الذكي للمفارقات الكوميدية في سياق درامي مكثف، وكوميديا كانت عنصرًا كاشفًا لطبيعة الشخصيات وعمقها النفسي، وهذه الحبكة تجمع بين التوتر والإثارة، وبين المواقف الطريفة التي تنبع من شخصيات المسعفين وتفاعلهم مع الأحداث، مما يجعل الفيلم قريبًا من روح الجمهور المحلي والخليجي في آن واحد، حيث نجح في رسم كوميديا نابعة من الواقع، وهي نقطة تُحسب لها أنها ترتقي بنمط الكوميديا في السينما السعودية.

يضم الفيلم مجموعة مميزة من الممثلين، مثل: إبراهيم الحجاج ومحمد القحطاني، اللذان قدّما أداءً مفعمًا بالحيوية والتوازن بين الطرافة والانفعال الحقيقي في مواقف الخطر. هذا الظهور المزدوج شكّل محورًا فنيًا قويًا للفيلم، خاصة وأن الكيمياء بين الثنائي كانت واضحة وسلسة، مما أضفى مصداقية على علاقة الشخصيتين، بالإضافة الى فيصل الدوخي، حسن عسيري، نرمين محسن، لطيفة المجرن وآخرون.

منتج العمل ومسؤول بيت الكوميديا طلال العنزي أوضح أن الفيلم خطوة كبيرة على مستوى الابتكار التقني، حيث تم تصويره ليُعرض بتقنية IMAX، لتكون التجربة السينمائية أكثر تفاعلًا، ويعد بداية لانطلاقة جديدة في صناعة سينما محلية قادرة على المنافسة العالمية، وأنهم في طور التفاوض مع موزعين دوليين لعرض الفيلم في مهرجانات عالمية، مؤكداً أن الفيلم يؤكد أن السينما المحلية تخطو بخطى واثقة نحو الاحتراف والعالمية، من خلال مزج الأنواع السينمائية، وتقديم محتوى ترفيهي ممتع، بجودة تنفيذ عالية.

وعبر الفنان إبراهيم الحجاج أن الفيلم تجربة استثنائية بالنسبة له، لأول مرة ندمج بين الكوميديا والأكشن بهذا الشكل، شعرنا وكأننا نعيش مغامرة حقيقية أثناء التصوير، أدهشتنا ردود فعل الجمهور في العرض الافتتاحي، وأشعر بفخر كبير أننا قادرون اليوم على تقديم محتوى سعودي بهذه الجودة، أتطلع لأن يعيش المشاهدون متعة الفيلم كما عشناها نحن خلال صناعته.

يُعد الفيلم تجربة سينمائية لافتة على مستوى الشكل والمضمون؛ فالبُنية السردية التي تجمع بين الأكشن والكوميديا خلقت معادلة متوازنة بين الجاذبية الشعبية والاحتراف الفني، مما يجعله نموذجًا جديدًا لما يمكن أن تُنتجه السينما السعودية تقنيًا، من خلال استخدام تقنية IMAX، التي وظفت كوسيط تعبيري يعزز المشاهد الحركية والانفعالية.