هوس الجمال الرقمي.. كيف تهدد الفلاتر إدراكنا الذاتي وتدفعنا نحو التجميل القهري؟ - تكنو بلس

nni 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هوس الجمال الرقمي.. كيف تهدد الفلاتر إدراكنا الذاتي وتدفعنا نحو التجميل القهري؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 05:15 مساءً

لم يعد الجمال الطبيعي كافيًا في عصر السوشيال ميديا. الفلاتر الرقمية وتطبيقات تعديل الصور تروّج لمعايير غير واقعية للجمال، تفرض على المستخدمين—وخاصة الشباب—ضغوطًا نفسية كبيرة، تدفعهم إلى تعديل ملامحهم باستمرار أو حتى اللجوء لعمليات تجميلية قد تؤثر سلبًا على صحتهم النفسية والبدنية.

إحصائيات صادمة تكشف مدى التأثير

بحسب الجمعية الأميركية للجراحة التجميلية ASPS، زادت عمليات التجميل غير الجراحية بنسبة 40% منذ عام 2016. معظم هذه الطلبات تركزت على تقليد ملامح وجه “مثالية” مستوحاة من الصور المعدلة بتطبيقات التواصل الاجتماعي، مثل شفاه ممتلئة وأنف نحيف وبشرة خالية من العيوب.

هوس الجمال الرقمي كيف تهدد الفلاتر إدراكنا الذاتي وتدفعنا نحو التجميل القهري؟

هوس الجمال الرقمي كيف تهدد الفلاتر إدراكنا الذاتي وتدفعنا نحو التجميل القهري؟

اضطراب التشوه الجسدي.. الخطر الصامت

توضح د. هدى سلامة، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بجامعة الإسكندرية، أن الاستخدام المكثف لتطبيقات التواصل الاجتماعي يؤدي إلى شعور مزمن بعدم الرضا عن الشكل، ما يتسبب في ما يُعرف بـ اضطراب التشوه الجسدي. في هذا الاضطراب، يركز الشخص على “عيب” غير ظاهر أو متخيّل، ويبدأ في اجتناب التفاعل الاجتماعي، وقد يتطور الأمر إلى القلق المزمن أو الاكتئاب.

وتضيف أن هذا الاضطراب يُعدّ أحد أخطر التأثيرات النفسية للسوشيال ميديا، خصوصًا لدى المراهقين، ويمكن أن يتفاقم ليصل إلى أفكار انتحارية إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.

رغبة مفرطة في التجميل: من أين يبدأ الانحدار؟

يؤكد د. سامر العلبي، استشاري جراحة وتجميل، أن معظم من يطلبن التجميل هن فتيات صغيرات السن يحملن صورًا لمؤثرات شهيرات، ويطلبن التشبه بهن حرفيًا. ويشير إلى أن ما يبدأ كطلب بسيط “لأنف أنحف” قد يتحول إلى إدمان مستمر على التعديلات، يُطلق عليه بعض الأطباء متلازمة الوجه غير المكتمل.

ويضيف أن السوشيال ميديا حولت مقاييس الجمال إلى قوالب ثابتة، مما دفع الكثيرات إلى فقدان إحساسهن بجمالهن الطبيعي، وأدى إلى تكرار العمليات دون رضى حقيقي.

المسؤولية الأخلاقية للأطباء

يؤمن د. سامر أن دور الجراح التجميلي لا يجب أن يقتصر على الإجراء نفسه، بل يشمل التوعية والتقييم النفسي قبل اتخاذ أي قرار. “عندما أكتشف أن سبب التغيير لا يرتبط بعيب واضح بل بتصور ذاتي مشوّه، أرفض إجراء العملية”، على حد قوله.

كما يقترح دمج الأطباء النفسيين ضمن فرق عمل عيادات التجميل، خاصة للفتيات دون سن 25، حيث يكون التأثر بالسوشيال ميديا في ذروته، والمخاطر النفسية في أوجها.

نصائح للوقاية من هوس الجمال الرقمي

قلل من وقت استخدام تطبيقات الفلاتر وحاول اعتماد صورك الطبيعية. احرص على التفاعل مع محيطك الواقعي لتعزيز الثقة بالنفس بعيدًا عن المعايير الرقمية. استشر طبيبًا نفسيًا إذا شعرت بعدم الرضا المزمن عن مظهرك. ركّز على مهاراتك، إنجازاتك، وصفاتك الإنسانية بدلًا من المظهر الخارجي فقط. شارك في حملات توعية عبر الإنترنت تشجع على قبول الذات واحترام التنوع.

في زمن تزداد فيه الصور “المثالية” على الشاشات، بات من الضروري أن نعيد تعريف الجمال: ليس بما نراه عبر الفلاتر، بل فيما نراه في أنفسنا. قبول الذات هو الجمال الحقيقي الذي لا يزول.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : هوس الجمال الرقمي.. كيف تهدد الفلاتر إدراكنا الذاتي وتدفعنا نحو التجميل القهري؟ - تكنو بلس, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 05:15 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق