خلع الحذاء قبل دخول البيت.. تعرف على مخاطر تجاهل هذا السلوك - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خلع الحذاء قبل دخول البيت.. تعرف على مخاطر تجاهل هذا السلوك - تكنو بلس, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 08:50 مساءً

منذ الطفولة، ترسخت في أذهاننا قاعدة أساسية في المنزل: منع إدخال الأحذية إلى داخل البيت. لم يكن الأمر يتعلق بشخص محدد، سواء من العائلة، الجيران، أو حتى الضيوف؛ إنما قاعدة عامة يتعين على الجميع تنفيذها قبل تجاوز عتبة الباب.

 مع مرور السنوات، واكتساب المزيد من الوعي، ندرك أن هذا الإجراء لم يكن نابعا من مجرد الرغبة في الحفاظ على نظافة المنزل بشكل مفرط، بل كان يتعلق بحماية صحتنا وسلامتنا وضمان بيئة معيشية صحية ونظيفة.

قد يتبادر إلى الذهن أن عادة خلع الأحذية داخل المنزل هي مجرد تقليد ثقافي أو تفضيل شخصي. إلا أن الأدلة العلمية المتزايدة تشير إلى أنها عادة ذكية، بل وضرورية، لحمايتنا من مخاطر صحية خفية ولكنها خطيرة.

غالبا ما يرتبط مفهوم النظافة بالأوساخ التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة. ولكن فيما يتعلق بالأحذية، فإن ما يختبئ على أسطحها غالبا ما يكون مجهريا وأكثر تهديدا بكثير من مجرد بعض الطين أو بقايا العشب الجاف.

بكتيريا وجراثيم

تحمل الأحذية التي نرتديها خارج المنزل مجموعة متنوعة من البكتيريا، والمواد المسببة للحساسية، والمواد الكيميائية السامة، والكثير منها مرتبط بمخاوف صحية جدية.

أماكن مليئة بالملوثات

لنتأمل معا الأماكن التي تطأها أحذيتنا يوميا لنعرف أهمية خلعها: المراحيض العامة التي قد تكون ملوثة، والأرصفة المزدحمة، وممرات المستشفيات التي يرتادها مرضى، والمساحات الخضراء التي قد تكون معالجة بمواد كيميائية مثل مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية لمكافحة النباتات الضارة والآفات.

كشفت دراسة أجرتها جامعة أريزونا عن نتائج مذهلة، حيث تبين أن نسبة 96% من الأحذية التي تم فحصها كانت إيجابية لبكتيريا القولونيات، وهي نوع من البكتيريا يوجد عادة في المواد البرازية. بالإضافة إلى أضرار أخرى نستعرضها.

الإشريكية القولونية

الأكثر إثارة للقلق هو أن 27% من الأحذية التي تم فحصها حملت بكتيريا الإشريكية القولونية، وهي بكتيريا مرتبطة بالعديد من الالتهابات، بعضها قد يشكل خطرا على الحياة.

في حين أن بعض سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية غير ضارة، إلا أن سلالات أخرى تنتج سما يسمى شيغا، والذي يمكن أن يسبب إسهالا دمويا، وقد يؤدي إلى متلازمة انحلال الدم اليوريمي، وهي حالة خطيرة قد تتسبب في الفشل الكلوي.

يعتبر الأطفال دون سن الخامسة أكثر عرضة للخطر بشكل خاص بسبب ضعف جهازهم المناعي الذي لا يزال قيد النمو وكثرة وضعهم أيديهم في أفواههم.

بكتيريا المطثية العسيرة

بكتيريا الإشريكية القولونية ليست الكائن الدقيق الوحيد الذي ينتقل إلى منازلنا عبر الأحذية. فالأحذية تلتقط أيضا بكتيريا المطثية العسيرة (Clostridium difficile)، المعروفة بتسببها في إسهال مؤلم وشديد في بعض الأحيان.

بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية

بالإضافة إلى بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، بما في ذلك سلالة MRSA المقاومة للأدوية، وهي "بكتيريا خارقة" يمكن أن تسبب التهابات جلدية عميقة، أو التهابا رئويا، أو حتى التهابات دموية قاتلة.

تتجاوز المخاطر الصحية التي تحملها الأحذية مجرد نقل الكائنات الدقيقة. فبالإضافة إلى الجراثيم، تعمل الأحذية كحامل فعال لمجموعة متنوعة من المواد الكيميائية والمثيرات للحساسية التي قد تشكل تهديدا لصحة الإنسان والحيوانات الأليفة على حد سواء. وفي السطور التالية، نستعرض أبرزها:

مبيدات زراعية

أظهرت الأبحاث العلمية أن الأحذية التي يتم ارتداؤها خارج المنزل يمكن أن تحمل معها بقايا مبيدات الآفات الزراعية، ومبيدات الأعشاب المستخدمة في الحدائق والمساحات الخضراء.

هذه المواد الكيميائية تشكل مخاطر صحية جدية، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار والحيوانات الأليفة الذين يكونون أكثر عرضة لآثارها الضارة.

الرصاص

تحمل الأحذية أيضا المعادن الثقيلة الضارة مثل الرصاص. يعد التعرض لمادة الرصاص، الذي غالبا ما ينتقل عبر الغبار أو التربة الملوثة في المناطق الحضرية، خطرا جسيما على نمو الأطفال. فقد يؤدي إلى إعاقة تطور الدماغ والتسبب في مشاكل إدراكية تستمر مدى الحياة.

حبوب اللقاح

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمواد المسببة للحساسية، مثل حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء الطلق، أن تلتصق بنعال الأحذية، وتنتقل إلى داخل المنازل، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض الحساسية ومشاكل الجهاز التنفسي في البيئة المنزلية التي يفترض أن تكون آمنة ونظيفة.

مواد إسفلتية

الأمر الذي يثير قلقا متزايدا هو احتواء مواد منع التسرب الإسفلتية، المستخدمة في رصف الممرات الخاصة والطرق، على مركبات ذات خصائص مسرطنة.

وقد كشفت دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تنتقل بسهولة إلى داخل المنازل، وتستقر في غبارها، وقد تصل تركيزاتها في بعض الأحيان إلى مستويات تفوق مثيلاتها في الخارج بنحو سبعة وثلاثين ضعفا.

يشير الباحثون إلى إن الأطفال والحيوانات الأليفة، الذين يقضون معظم أوقاتهم بالقرب من الأرض. فالأطفال يزحفون ويلعبون على الأرض، وغالبا ما يضعون أيديهم في أفواههم. أما الحيوانات الأليفة، فتلعق قوائمها بعد المشي على الأسطح الملوثة خارج المنزل.

وبالتالي، فإن ارتداء الأحذية الخارجية داخل المنزل يمكن أن يزيد بشكل غير مقصود من تعرضهم لهذه المواد الضارة.

في ضوء ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث، لم تعد قاعدة خلع الأحذية عند عتبة المنزل تبدو مجرد عادة منزلية، بل تتضح أهميتها كإجراء وقائي بسيط وفعال للغاية للحفاظ على الصحة العامة داخل المنزل. وفي السطور التالية، نستعرض معكم طرق الحافظ على نظافة أرضية المنزل.

اخلع الحذاء

إن الامتناع عن ارتداء الأحذية الخارجية داخل المنزل لا يقتصر على الحفاظ على نظافة السجاد والأرضيات ومنع اتساخها، بل يتعدى ذلك ليشمل تقليل تعرض أفراد العائلة بشكل كبير للجراثيم والمواد الكيميائية الضارة التي قد تعلق بنعال الأحذية.

تطبيق هذه العادة الصحية ليس بالأمر العسير. يمكن تخصيص منطقة محددة عند مدخل المنزل لوضع الأحذية، أو توفير رف أو سلة مخصصة لها.

خصص نعالا لارتدائها داخل المنزل فقط

كما يمكن توفير بعض النعال الداخلية المريحة لاستخدام الضيوف. قد يشعر البعض بالحرج في البداية عند طلب خلع الأحذية من الزوار، إلا أنه من السهل إغفال المخاطر الخفية التي قد يحملها دخول المنزل بالأحذية التي تجولت في الخارج.

ولكن عند إدراك الكميات الهائلة من البكتيريا والمواد الكيميائية السامة التي تلتصق بنعال الأحذية، يصبح من الواضح أن ارتداء الأحذية الخارجية داخل المنزل يشبه تماما دعوة الشارع، وكل ما يحمله من ملوثات إلى داخل أكثر مساحاتنا المعيشية خصوصية وحميمية.

في النهاية، يمكننا التأكيد على إنه في المرة القادمة عند عودتكم إلى المنزل، خصصوا لحظة لخلع أحذيتكم. أرضيات منزلكم وصحتكم ستكونان شاكرتين لكم على هذا الإجراء الوقائي البسيط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق