وداعاً بابانا فرنسيس - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وداعاً بابانا فرنسيس - تكنو بلس, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 12:26 مساءً

لكل حبر أعظم في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية ميزة خاصة. كل واحد يترك بصمة في تاريخ المؤسسة الأكبر في العالم، والمعمّرة منذ نحو ألفي عام. في التاريخ الحديث، تميز يوحنا بولس الثاني بالثورة التي ابتدعها في العالم، او التي ساهم فيها، ويتردد دوماً انه ساهم في إسقاط النظام الشيوعي الإلحادي في العالم. وأحدث نهضة في العالم الكاثوليكي في دول العالم قاطبة.

اما البابا بنديكتوس، فقد تميز بتشدده في القضايا الايمانية والاخلاقية، هو الصلب الآتي من المانيا، والذي تسلم مَجمع العقيدة والايمان في الفاتيكان، وهو المَجمع الذي لا يتهاون في القضايا العقائدية. وجاءت استقالته لتشكل حدثاً مدوّياً اذ ليس في التقليد ان يستقيل البابا ويعيش مع بابا آخر، ليصبح في الكنيسة باباوان، رغم ان بنديكتوس قرر الابتعاد عن القصر الرسولي والاقامة بعيداً. 

اما البابا فرنسيس، الآتي من بيئة الفقراء، فحل ضيفاً على الفاتيكان، اذ لم يسكن القصر، بل اختار شقة متواضعة، وسيارة صغيرة، ليشارك الناس حياتهم اليومية. البابا فرنسيس المتواضع الذي أحبه الناس لقربه من قضاياهم، تجرأ على خوض قضايا تتجنب الكنيسة الخوض فيها، او التصدي لها، لما لذلك من ارتدادات على امتدادها الجغرافي والثقافي والحضاري الواسع والمعقد نظرا لتداخل الشعوب والاتنيات والاعراق.

حافظ على تشدده في ملف زواج الكهنة، رغم انه كان يتوقع منه ان يفتح نافذة في هذا المجال. قَبِل المثليي الجنس، وتعامل معهم بعقلية اكثر انفتاحاً، وان مشوبة بحذر. فلم يرفض اعطاءهم بركة الكنيسة اذا ما ارادوها من دون ان يعترف بزواج المثليين، وهي الخطوة التي لاقت اعتراضا لدى هؤلاء لانها لم تعترف لهم بما يعتبرونه حقاً قانونياً لهم، وأغاظ كثيرين من داخل الكنيسة لانهم اعتبروا الخطوة تحدياً لإرادة الخالق، وتنهيداً لقبول بزواج لا تعترف به العقيدة الكاثوليكية. كان مصمما على تعزيز دور النساء والعلمانيين فيها، وعلى تطهير مالية الفاتيكان التي هزتها شبهات وفضائح.

ولم يتردد حيال مأساة الاعتداءات الجنسية على الأطفال في الكنيسة، في إلغاء السر البابوي في شأنها، وألزم رجال الدين والعلمانيين بإبلاغ رؤسائهم عن أي حالات من هذا النوع، لكن خطواته لم تنجح مع ذلك في إقناع جمعيات الضحايا التي أخذت عليه عدم اتخاذه إجراءات أبعد من ذلك. 
أحب لبنان كغيره من البابوات وخصّه باهتمام ورعاية، لكن الظروف لم تسمح له بزيارته، بسبب تعقيدات الوضع في المنطقة وايضا بسبب الوضع الصحي للبابا الذي حدّ من حركته واسفاره. 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق