نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قصّة خاتم البابا... بين التحطيم وإعادة التدوير وترقّب المصير - تكنو بلس, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 05:45 مساءً
يُعدّ "خاتم الصياد"، أحد أبرز الرموز البابوية، من أقدم قطع الحُليّ المرتبطة بالكرسي الرسولي، إذ تعود أصوله إلى القرن الثالث عشر. وسُمّي بهذا الاسم نسبة إلى القديس بطرس، الذي كان صياد سمك وأوّل بابا بحسب التقليد الكاثوليكي. وضع البابا فرنسيس هذا الخاتم خلال المناسبات الرسمية طوال فترة حبريته التي امتدت 12 عاماً.
ومع وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عاماً يوم اثنين الفصح، ستُنفّذ طقوس تقليدية تتمثّل في تحطيم أو تشويه الخاتم داخل أسوار الفاتيكان، كما جرت العادة.
هذا التقليد الذي ينطوي على أبعاد عملية، يعود إلى استخدام خاتم الصياد وختم البولا في الماضي كأختام رسمية لتوثيق المراسلات البابوية، وكانت تُكسر بعد وفاة البابا لمنع تزوير المستندات أو استغلال سلطته بعد رحيله. واستمرّت هذه العادة منذ عام 1521 وحتى عام 2013.
.
ووصف كريستوفر لامب، مراسل الفاتيكان في شبكة CNN، هذا الطقس قائلاً: "يشبه الأمر سحب بيانات الدخول من حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، كان الغرض الأساسي منع المزوّرين من استخدام الخاتم لإصدار وثائق كاذبة".
بحسب التقليد، يتولى كبير الشمامسة، أو ما يُعرف بكاميرلنغو الكنيسة الرومانية المقدسة، مهمّة تحطيم الخاتم أمام مجمع الكرادلة بعد إعلان وفاة البابا. ورغم أنّ استخدام الخاتم كخاتم رسمي توقّف منذ منتصف القرن التاسع عشر بعد استبداله بطابع، استمرّت هذه الطقوس الرمزية.
إلّا أنّ تقليد التحطيم شهد تعديلاً عندما استقال البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2013، حيث حُفر صليب عميق على سطح الخاتم بدلاً من تحطيمه بالكامل، وهي العادة التي يُتوقّع أن يواصلها الكاردينال كيفن جوزيف فاريل، الكاميرلنغو الحالي، قبل انعقاد المجمّع السرّي لاختيار البابا الجديد.
جدل التقبيل
اختلفت علاقة البابوات بخاتم الصياد عبر العصور. فبينما كان البابا بنديكتوس السادس عشر يضعه يومياً، اختار البابا يوحنا بولس الثاني أحيانًا استخدام خاتم بديل على شكل صليب.
أمّا البابا فرنسيس، فاتبَع نهجاً معتدلاً، حيث ارتدى خاتم الصياد خلال المراسم الرسمية فقط، بينما فضّل خاتماً فضياً بسيطاً في حياته اليومية. وقد أُثيرت تساؤلات حول مدى ارتياحه لتقبيل الناس للخاتم، خاصة بعد انتشار فيديو عام 2019 يظهر فيه وهو يسحب يده مراراً لتجنّب التقبيل، وهو ما برّره الفاتيكان لاحقاً بالحرص على تجنّب نقل العدوى.
وأوضح لامب أن فرنسيس كان يُفضّل لقاء الناس بطريقة شخصية، مثل المصافحة أو العناق، دون التمسّك بالبروتوكولات التقليدية.
خاتم "مُعاد التدوير"
على مدار القرون، اختلفت تصاميم خاتم الصياد، لكنّها غالباً ما تضمّنت صورة للقديس بطرس ومفاتيح الكرسي الرسولي. ومع ذلك، فإنّ تصميم الخاتم ظل يعكس روح كلّ عصر وشخصية كلّ بابا.
وفي خطوة تنمّ عن التواضع، اختار البابا فرنسيس ألّا يصنع خاتماً جديداً، بل استخدم خاتماً كان يملكه سكرتير البابا بولس السادس، المونسنيور باسكواله ماكي، الذي تُوفي عام 2006. الخاتم مصنوع من الفضة المطليّة بالذهب، بدلاً من الذهب الخالص.
ويبقى مصير الخاتم بعد المجمع السرّي، كالكثير من تفاصيل هذا الحدث المغلق، طيّ الكتمان حتّى إشعار آخر.
0 تعليق