الصفائح التكتونية تتحرك... البابا المقبل من آسيا؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصفائح التكتونية تتحرك... البابا المقبل من آسيا؟ - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 05:37 صباحاً

طوال نحو 5 قرون، لم يتغير مركز الثقل الكاثوليكي كثيراً. منذ بداية القرن السادس عشر وحتى بداية القرن الحادي والعشرين، عاش نحو ثلثي المسيحيين الكاثوليك في الغرب. انقلبت هذه النسبة رأساً على عقب. حالياً، يعيش نحو ثلثي المسيحيين خارج الغرب، أو في ما يصطلح تسميته بدول "الجنوب العالمي". ومن المتوقع أن تستمر هذه الاتجاهات على هذا المنوال في المدى المنظور.

 

لا يقتصر تعريف "مركز الثقل الكاثوليكي" على الواقع الديموغرافي للمؤمنين الكاثوليك فقط. لفت تقرير لمجلة "إيكونوميست" إلى أنّ 80 في المئة من الباباوات الـ 260 المعروفة أماكن ولادتهم (من أصل 265) وُلدوا في إيطاليا. منذ ما قبل بداية الألفية الحالية، راح مركز الثقل يضعف. بدأ الأمر مع يوحنا بولس الثاني من بولندا، ثم بنديكتوس السادس عشر من ألمانيا، وأخيراً مع البابا فرنسيس الراحل من الأرجنتين.

 

هل يكون البابا المقبل آسيوياً؟

إن القراءة العامة للاتجاهات الراهنة تفترض عدم استبعاد هذه النتيجة. حجم التداول باسم الكاردينال الفلبيني لويس أنتونيو تاغلي الملقب بـ "فرنسيس الآسيوي"، لا بسبب ليبراليته وحسب بل أيضاً بسبب روحه الطريفة، يتناغم مع هذا المنحى. وتعد الفلبين ثالث أكبر دولة من حيث تعداد السكان الكاثوليك حول العالم، بعد البرازيل والمكسيك على التوالي. يمثل الرقم الفلبيني ضعف عدد الكاثوليك في إيطاليا على سبيل المثال. كما يمثل الكرادلة الآسيويون ثاني أكبر مجموعة ناخبة في المجمع مع 20 في المئة من الأصوات.

 

خلال مسيرته البابوية، عيّن البابا الراحل نحو 108 من أصل 135 كاردينالاً يحق لهم التصويت. نظرياً، من المفترض أن يكون معظم هؤلاء ليبراليين. عملياً، تغدو القراءة أكثر تعقيداً. ألم يكن انتخاب البابا فرنسيس نفسه مفاجئاً، بما أنّ معظم الكرادلة الذين انتخبوه كانوا من المحافظين المعيّنين من سلفه المحافظ بنديكتوس السادس عشر؟

 

ثم هناك نقطة عمره اليافع نسبياً. عند السن السابعة والستين، من المتوقع أن تدوم بابوية تاغلي سنوات طويلة. وهذا قد يقوض طموحات كرادلة آخرين بحسب "تلغراف".

 

قضية التناسب

لا يمثل الثقل الديموغرافي وحده اعتباراً كافياً لإسناد التوقعات إليه. هناك أيضاً قضية التناسب. بكلمات أخرى، إن التمثيل في مجمع الكرادلة لا يتناغم حكماً مع التمثيل الديموغرافي. أفريقيا نموذج عن ذلك. بحسب "إيكونوميست"، يمثل الأفارقة الكاثوليك واحداً من كل خمسة كاثوليك حول العالم. في مجمع الكرادلة، تنخفض هذه النسبة إلى واحد من كل ثمانية. وثمة نقطة أخرى. بما أن الكرادلة الليبراليين في أفريقيا قلة، كان على البابا الراحل اختيار أفضل المحافظين. ثم هناك اللوبيات، وأفضلها تنظيماً، لوبي الكرادلة الأميركيين المحافظين.

 

البابا فرنسيس الذي رحل الاثنين عن عمر 88 عاماً (أ ب)

البابا فرنسيس الذي رحل الاثنين عن عمر 88 عاماً (أ ب)

 

تشرح قضية أخرى حجم تعقيد التصنيفات بين محافظين وليبراليين في مجمع الكرادلة. من المرجح أن يكون تاغلي المرشح الأكثر ليبرالية بين الكرادلة. لكن من الذي عيّنه كاردينالاً؟ البابا المحافظ بنديكتوس السادس عشر.

 

قول مأثور ومعبّر

للمرة الأولى منذ سنة 1978، سيشكل الكرادلة الأوروبيون أقل من نصف المجمع. فهل يُترجم ذلك بتقليل حظوظ الكرادلة الأوروبيين؟ ليس بالضرورة. انتُخب فرنسيس الأرجنتيني سنة 2013، أي حين كان الكرادلة الأوروبيون أكثرية مطلقة (52 في المئة)، ويوحنا بولس الثاني البولندي، حين كانوا أقلية (نحو 49 في المئة). ومع سلفه الإيطالي يوحنا بولس الأول الذي لم تدم حبريته أكثر من 33 يوماً، مثّل الأوروبيون أقلية مشابهة. بالتالي، كما هي الحال في جميع الانتخابات، يقتضي أخذ مدى تماسك الكتل القارّيّة الناخبة، على افتراض دقة هذا التصنيف.

 

حالياً، يمثل الكرادلة الأوروبيون الأقلية الكبرى (أو الأكثرية النسبية) مع 39 في المئة من الناخبين. ربما يفسر هذا الأمر جزئياً سبب كون اسم الكاردينال بييترو بارولين مطروحاً بقوة، وبشكل محتمل، كشخص وسطي بين تيارين كبيرين عاجزين عن حصد ثلثي الأصوات.

 

تصعّب هذه الأسباب وغيرها نجاح توقع اسم البابا المقبل. في حديث إلى "واشنطن بوست"، قال أستاذ القانون الكنسي في الجامعة الأميركية الكاثوليكية كورت مارتنز: "ثمة قول مأثور عن أن من يدخل المجمع السري (على أساس أنه سيصبح) بابا، يخرج منه كاردينالاً. المُفضل لا يفوز أبداً".

 

مع ذلك، في عالم التوقعات المبني على آلاف المتغيرات المجهولة، من "المفضل" عدم استخدام كلمة "أبداً".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق