اغتيالات وحرب أهلية... إسرائيل أمام فجوات اجتماعية وسياسية عميقة ولكن! - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اغتيالات وحرب أهلية... إسرائيل أمام فجوات اجتماعية وسياسية عميقة ولكن! - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 06:26 صباحاً

وصل خطاب الكراهية في إسرائيل إلى مستويات خطيرة واقترب من الخطوط الحمر، الواقع الذي دفع بالمعارضة للتحذير من احتمال ارتفاع منسوب العنف بين الإسرائيليين، وبلوغ مرحلة الاغتيال، وقد خيّم شبح سيناريو اغتيال رئيس الوزراء السابق اسحق رابين حينما اختبرت الدولة العبرية مرحلة سابقة من التوترات دفعت طالباً جامعياً يهودياً لتنفيذ العملية.

التحذير من الاغتيالات في إسرائيل جاء على لسان عدد من المعارضين، على رأسهم زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي نبّه من الحملة التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد رئيس "الشاباك" رونين بار واتهام مناصريه اليمينيين المتطرفين لبار بارتكاب "خيانة عظمى"، وجاراه في التحذير رئيسا حزب "الديموقراطيين" يائير غولان و"إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.

انقسام ودعوات للعنف
هذا التحذير يترافق مع أجواء مشحونة في إسرائيل وتحريض ضد مسؤولين سياسيين والجيش والأجهزة الأمنية والقضاء، وفي جديد هذه الأجواء دعوات للعنف ضد الشرطة، وأخرى لرفض أي قرار قضائي صادر عن المحكمة العليا ضد نتنياهو، وإن كانت هذه الممارسات فردية وموضعية، إلّا أنها تعكس حجم الفجوات والنفور بين الفئات السياسية والاجتماعية الإسرائيلية.

 

نتنياهو يمثل أمام المحكمة (أ ف ب).

 

الانقسامات في إسرائيل كثيرة، لكن بمعظمها تتمحور حول مسؤوليات ما حصل يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، اتفاقات وقف النار واستعادة الرهائن واليوم التالي في غزّة، ومشاريع إسرائيل الاستراتيجية بعيدة المدى في الضفة الغربية ولبنان وسوريا، وهي قضايا دقيقة جداً تعمّق حجم الفجوات بين الإسرائيليين، خصوصاً اليمينيين واليمينيين المتطرفين، كون المجتمع الإسرائيلي بات بمجمله يمينياً.

لكن التحذيرات قد تصب في خانة البروباغندا الإعلامية أكثر من الواقعية السياسية. وفي هذا السياق، يتحدّث الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية "لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي" رمزي عودة، فيقول إن الانقسامات "كثيرة" وحالة التشرذم "مستمرّة"، لكن الحال لم يصل إلى حدود تنفيذ عمليات اغتيال أو الانزلاق نحو حرب أهلية، لأن ثمّة عاملين "يوحّدان" الفئات الإسرائيلية.

نقاط وحدوية
ويوضح عودة، في حديث لـ"النهار"، أن حالة الحرب المستمرّة من جهة، والإيديولوجيا الدينية من جهة أخرى، هما حالتان تشكّلان شعوراً إسرائيلياً عاماً يقوم على "الخوف" من الفلسطينيين (بتصنيفهم كأعداء)، وعلى "الأفكار اليهودية"، وهو شعور يحتّم وحدتهم كـ"شعب مختار" ويدفعهم لرفض الانقسامات العميقة والعنف.

التحذيرات من عنف داخلي إسرائيلي كانت حاضرة في مرحلة ما قبل هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، حينما اجتاحت تظاهرات واسعة الشارع الإسرائيلي رفضاً لخطّة الإصلاح القضائي التي عمل عليها نتنياهو. وخلال تلك الفترة، كان الانقسام الإسرائيلي الداخلي شديداً وفي أخطر حالاته، ما دفع سياسيين وباحثين وصحافيين للتحذير من حرب أهلية والتوصية بتعديل العقد الاجتماعي الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، فإن السؤال عن مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، هل تعود نزعات العنف إلى إسرائيل؟ عودة يتحدّث عن المجتمع الإسرائيلي الذي بات بنسبة عالية منه "يمينياً يحمل أفكاراً متطرفة يمارس عنفاً ضد الفلسطينيين"، وضمنه فئات مسلّحة تشكّل جماعات منحها وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير شرعية ووضعها تحت أمرة وزارته.

ولا يستبعد الناشط السياسي الفلسطيني أن ينتقل العنف الممارس من قبل هؤلاء الإسرائيليين المتطرفين، من العنف ضد الفلسطينيين إلى العنف ضد الإسرائيليين الأقل تطرفاً، أو الذين ينتمون إلى جماعات مختلفة، كجماعتي الأشكيناز والحريديم، لكنه يعود إلى فكرة "الخوف" الإسرائيلي من الفلسطينيين أو أي طرف آخر، وأيديولوجيتهم التي تنص على الوحدة. 

في المحصلة، فإن الانقسام الإسرائيلي على أشدّه، والفجوات بين الفئات واسعة وعميقة، لكنها لم تصل بتاريخ إسرائيل منذ نشأتها إلى حد العنف واسع النطاق، كون الإسرائيليين يعون أن أي حرب أهلية أو موجات عنف ستضعفهم في منطقة يشكّلون فيها جسماً نافراً غير مندمج بعد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق