روما تضيء بأنوار كارافاجيو وظلاله في معرض تاريخي - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
روما تضيء بأنوار كارافاجيو وظلاله في معرض تاريخي - تكنو بلس, اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025 08:04 صباحاً

هذا الربيع، تتحوّل روما إلى مسرح لاحتفال لا يتكرّر بحياة وأعمال كارافاجيو. تزامناً مع عيد الفصح وسنة اليوبيل، تحتضن المدينة التي شكّلته معرض "كارافاجيو 2025" في قصر باربيريني، وهو معرض غير مسبوق يضمّ أكثر من عشرين تحفة فنية، يُعاد جمع العديد منها لأول مرة منذ رسمها. وتشمل المجموعة إعارات نادرة من الخارج، وأعمالاً اكتُشفت مجدداً، وأخرى لم تُعرض سابقاً ضمن أيّ معرض مخصّص للفنان.

يمتدّ المعرض، وفق ترتيب زمني، من أعماله المبكرة النارية، التي هزّت روما في عصر النهضة، إلى رؤاه القاتمة والمرعبة في سنواته الأخيرة. ومن أبرز المحطات: "تحوّل شاول" (1600 - 1601)، وهي لوحة مذبح صارخة، رُفضت يوماً لواقعيتها الصادمة؛ و"هوذا الإنسان" (1605 - 1606)، العمل المنسوب حديثاً إلى كارافاجيو، والذي يصوّر محاكمة المسيح بواقعية مؤثرة، وقد خرج من غياهب النسيان منذ بضع سنوات فقط.

 

إيمان القديس بولس (1601) بريشة كارافاجيو.

 

يمتزج في أرجاء المعرض إحساس عميق بالحميمية والمواجهة. فقد استوحى كارافاجيو قدّيسيه والخطأة من شوارع روما نفسها: أصدقاء، بغايا، وعمّال ظهروا في لوحاته ولبسوا أثواب الرسل والشهداء. وتبرز من بينهم ملهمته فيلّيدي ميلاندروني، وهي بائعة هوى رومانية ظهرت في أدوار عدّة مشعّة، من القديسة كاترين إلى يهوديت الشرسة وهي تقطع رأس هولوفيرنوس، ملامحها مشحونة بالتحدّي والرقّة والانكشاف.

لكن روما لا تكتفي بجدران المتاحف، فالمدينة تتحوّل بأكملها إلى معرض حيّ. بإمكان الزوار تتبّع خطوات كارافاجيو عبر الكنائس و"الكابيلات" التي ما زالت تحتضن لوحات المذبح التي رسمها في أماكنها الأصلية. ففي كنيسة سان لويجي دي فرانشيسي، لا تزال اللوحة التي تمثّل حياة القديس متى تجذب الحشود، وفي سانت أوغسطين، تتلألأ لوحة "عذراء الحجاج" بالتعاطف، حيث يجثو شخصان حافيان أمام العذراء والطفل، في مشهد يعكس إنسانية المدينة في حاضرها.

لقد كانت اللوحة لدى كارافاجيو ساحة معركة بين النور والظلمة، الروح والجسد، العنف والنعمة. وفي هذا الموسم الاستثنائيّ، تكشف روما مرّة جديدة عن عبقريته، وعن استمرار تأثيره: رسّام أنزل المقدّس إلى الأرض، وجعلنا نراه بوضوح، كما لو كنّا جزءاً منه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق