في تقرير استقصائي صادم، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن تفاصيل جديدة ومثيرة للقلق تتعلق بحادثة قتل 12 مسعفًا وموظف إغاثة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. 

تحقيق صحيفة هآرتس، الذي استند إلى مواد ميدانية جمعها الجيش الإسرائيلي، يسلّط الضوء على سلوكيات غير مهنية وخطيرة لقوات الجيش خلال تنفيذ العملية، ويرجح وجود استهداف مباشر للسيارات الطبية رغم معرفة الجنود المسبقة بهويتها.

صحيفة هآرتس: إطلاق نار متعمّد على سيارات الإسعاف

تحقيق هآرتس يكشف أن القوات الإسرائيلية كانت تعلم مسبقًا بتحركات سيارات الإسعاف في المنطقة المستهدفة، ومع ذلك أطلقت النار عليها لمدة تجاوزت ثلاث دقائق ونصف. 
الأسوأ من ذلك أن إطلاق النار تم من مسافة قريبة جدًا ما يُعرف عسكريًا بـ"المسافة صفر" على الرغم من محاولة المسعفين وموظفي الإغاثة التعريف بأنفسهم.

وأكدت هآرتس أن المواد الميدانية تُظهر خللًا في آلية نقل المعلومات إلى القيادات، وسلوكًا ميدانيًا وصف بـ"الخطير وغير المهني"، في ما يُعد انتهاكًا صارخًا لقوانين الحرب والاتفاقيات الدولية.

صراعات داخل الكابينت الإسرائيلي

في سياق موازٍ، كشفت القناة 12 عن شجار داخلي في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بشأن استمرار وتوسيع العملية العسكرية في غزة.
رفض عدد من المسؤولين الأمنيين الدعوات لتوسيع الهجوم، فيما هاجم الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش رئيس الشاباك خلال الجلسة، مما دفع نتنياهو إلى الدعوة لعقد اجتماع حاسم لاحقًا.

أما زعيم المعارضة يائير لابيد، فاتهم الحكومة بأنها تفتقر للخطة البديلة لما بعد الحرب، قائلًا إن "حكومة بلا خطة، لا تستطيع الانتصار".

ضغوط من الداخل ومواقف متضاربة حول المساعدات

في الوقت الذي يدعو فيه بعض الوزراء لتوسيع الهجوم، يعارض آخرون إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة. 
وزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أعلنا معارضتهما الشديدة لأي مساعدات "قد تستفيد منها حماس". 
بينما اعتبر وزير الدفاع أن الإمدادات الحالية "كافية"، ما يسلط الضوء على التناقض الصارخ داخل الحكومة.

وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، نشرت مصلحة السجون صورًا للدمار في غزة داخل الزنازين، بهدف تقويض الشعور بالبطولة لدى الأسرى الفلسطينيين، حسب صحيفة يسرائيل هيوم.

بين القضاء والموساد: شهادات وتحذيرات

يدلي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم بشهادته في جلسة مغلقة أمام المحكمة بسبب ما وُصف بـ"الملفات الأمنية الحساسة". 
في المقابل، حذر رئيس الموساد السابق أفرايم هليفي من أن استمرار العمليات في غزة يقلل فرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، مؤكدًا أن الحكومة لا تتصرف كما ينبغي في هذا الملف الحساس.

أزمة أخلاقية وسياسية تعصف بإسرائيل

يكشف التحقيق الصحفي لصحيفة هآرتس عن عمق الأزمة الأخلاقية والعملياتية داخل الجيش الإسرائيلي، في وقتٍ تعاني فيه القيادة السياسية من انقسامات حادة. 
وبينما تتواصل العمليات على الأرض، تتزايد التساؤلات حول مدى التزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي، ومستقبل العملية في غزة وسط هذا التدهور الداخلي والضغوط الدولية المتصاعدة.