في تطور قد يشكل نقطة تحول في تاريخ صناعة التكنولوجيا، تواجه شركة ميتا – العملاق المالك لفيسبوك وواتساب وإنستغرام – واحدة من أخطر التحديات القانونية في مسيرتها. مع اقتراب عام 2025، تتصاعد حدة المعركة القضائية التي قد تؤدي إلى فصل تطبيقات واتساب وإنستغرام عن الشركة الأم، في خطوة ستغير مشهد التواصل الاجتماعي كما نعرفه.

القنبلة القانونية التي هزت وادي السيليكون

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها ميتا اتهامات بالاحتكار، لكنها بالتأكيد الأخطر. الدعوى القضائية الحالية، التي تقودها جهات تنظيمية أمريكية وأوروبية، تتهم الشركة باستخدام استحواذاتها الاستراتيجية على واتساب (2014) وإنستغرام (2012) لخنق المنافسة بدلاً من تعزيز الابتكار. تشير وثائق القضية إلى أن ميتا اتبعت استراتيجية ممنهجة لشراء أي منافس محتمل قبل أن يشكل تهديداً حقيقياً، بدلاً من تطوير منتجات جديدة تنافسية. هذا النهج – وفقاً للاتهامات – حول سوق التواصل الاجتماعي إلى “حديقة مسورة” تتحكم فيها ميتا بشكل شبه كامل.

لماذا تتصاعد الأزمة الآن؟

ثلاثة عوامل رئيسية تجعل من 2025 عاماً حاسماً في هذه المعركة: التغير التشريعي: القوانين الجديدة لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضغوط المستثمرين: تزايد مطالبات المساهمين بزيادة الشفافية والمسؤولية المناخ السياسي: تصاعد النقد العالمي لسيطرة الشركات التكنولوجية الكبرى

سيناريوهات محتملة: ماذا لو انفصلت المنصات؟

يطرح الخبراء عدة سيناريوهات لتطور الأحداث في حال نجاح الدعوى:

السيناريو التأثير على المستخدمين التأثير على السوق الفصل الكامل للمنصات تغيرات في سياسات الخصوصية، انقطاع بعض الميزات المتكاملة فتح المجال لمنافسين جدد، انخفاض قيمة أسهم ميتا تسوية مع ضوابط تنظيمية تحسينات محدودة في الخصوصية مع الحفاظ على التكامل استمرار هيمنة ميتا مع قيود على الاستحواذات إعادة هيكلة دون فصل تغييرات طفيفة غير ملحوظة للمستخدم العادي زيادة الرقابة الحكومية على عمليات الدمج

تداعيات قد لا تخطر على البال

وراء التأثيرات المباشرة على المستخدمين، قد تشكل هذه القضية سابقة قانونية تغير قواعد اللعبة في قطاع التكنولوجيا بأكمله: إعادة تقييم جميع عمليات الدمج الكبرى في العقد الماضي فرض قيود غير مسبوقة على استحواذات الشركات الكبرى تحفيز التشريعات المنظمة لأسواق التكنولوجيا عالمياً

كيف تستعد كـ مستخدم؟

بينما لا يزال مصير القضية غير محسوم، ينصح الخبراء المستخدمين بعدة خطوات استباقية:

1. تنويع منصات التواصل المستخدمة وعدم الاعتماد على خدمات ميتا فقط
2. حفظ نسخ احتياطية للمحادثات والبيانات المهمة على واتساب
3. متابعة التحديثات القانونية لفهم حقوق المستخدم في كل سيناريو
4. استكشاف بدائل أخرى متاحة في السوق تحسباً لأي تغييرات مفاجئة

تبقى المعركة القانونية الأكبر في تاريخ التكنولوجيا الحديثة مفتوحة على جميع الاحتمالات. شيء واحد مؤكد: عام 2025 سيشهد فصلاً جديداً في علاقة الحكومات بعمالقة التكنولوجيا، وقد تكون ميتا فقط البداية.