نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في تحول ديبلوماسي ملحوظ... جنوب إفريقيا تستقبل زيلينسكي - تكنو بلس, اليوم الخميس 24 أبريل 2025 12:26 مساءً
تؤكّد زيارة فولوديمير زيلينسكي لجنوب إفريقيا اليوم الخميس والتي اختصرها الرئيس الأوكراني بعد الهجوم الروسي الليلي الواسع على كييف، التحول في موقف بريتوريا بشأن الغزو الروسي الذي بدأ قبل أكثر من ثلاث سنوات، بعدما رفضت في البداية إدانته.
وصل زيلينسكي إلى بريتوريا لكنه أعلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه "سيعود إلى أوكرانيا فوراً بعد الاجتماع مع رئيس جنوب إفريقيا"، إثر هجوم ليلي روسي واسع على كييف أسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل.
وأتت زيارة زيلينسكي الأولى لجنوب إفريقيا بعد أسابيع فقط من انضمام جنوب إفريقيا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ينتقد روسيا بسبب الحرب.
وأكد قرار للأمم المتحدة صدر في شباط/فبراير "التزامها سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها" في مواجهة "الغزو الشامل لأوكرانيا من روسيا الاتحادية".
وأثارت العلاقات الوثيقة بين بريتوريا والكرملين والتي تشكلت بفضل دعم روسيا النضال ضد نظام الفصل العنصري السابق في جنوب إفريقيا، الجدل داخل البلاد وخارجها، مع محاولات للضغط عليها للتخلي عن موقف عدم الانحياز.
حتى أن هذه العلاقة أجّجت اتهامات السفير الأميركي السابق بأن سفينة روسية رست في كيب تاون عام 2022 كانت محملة أسلحة لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
وقال بريال سينغ، الباحث في معهد "إنستيتيوت فور سيكيوريتي ستاديز" لوكالة "فرانس برس": "تعرضت جنوب إفريقيا لانتقادات في السابق بسبب اتخاذها موقفا مبهماً إلى حد ما في تعريف الصراع".
زيلينسكي ورئيس جنوب إفريقيا (أ ف ب).
وأضاف: "وأعتقد أن قرار الأمم المتحدة وضع الأمور في نصابها الصحيح: أدركت جنوب إفريقيا أنها تحتاج إلى الاضطلاع بدور أقل غموضا والتعامل بحزم مع جميع الأطراف".
وتعتقد جنوب إفريقيا أنها قادرة على العمل مع الجانبين في الصراع وتسهيل عملية سلام شاملة، بالاعتماد ربما على تجربتها في الانتقال السلس نسبيا من حكم الأقلية البيضاء عام 1994 بعد عقود من الكفاح المسلح.
والشهر الماضي، قال الناطق باسم رامابوزا فنسنت ماغوينيا إن زيارة زيلينسكي "تمثل استمرارا لجهودنا الرامية إلى التوصل لحل سلمي" مضيفا "هذا هو الموقف الذي اتخذته جنوب إفريقيا منذ بداية هذا الصراع".
خطو أولى
ودعا رامابوزا الرئيس الأوكراني في شباط/ فبراير لزيارة جنوب إفريقيا فيما كانت البلاد تتعرض لهجوم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي حمل أيضا على زيلينسكي وأطلق مفاوضات مع روسيا لإنهاء الحرب من دون إشراك أوكرانيا أو حلفائها الأوروبيين.
وفي الشهر ذاته، شن ترامب هجوما على جنوب إفريقيا قائلاً إنَّها "تصادر" أراض عبر قانون وقّعه رامابوزا الشهر السابق ينص على أن الحكومة، في ظروف معينة، قد تقرر ألا تقدم "أي تعويض" عن الممتلكات التي تقرر مصادرتها للمصلحة العامة.
وفيما خفّضت واشنطن المساعدات الدولية، تقاربت جنوب إفريقيا من أوروبا التي كانت أيضاً تنتقد موقفها المبهم تجاه الحرب، وفق سينغ.
وأضاف لوكالة "فرانس برس": "تحاول جنوب إفريقيا بالتأكيد إيجاد أرضية مشتركة مع شركائها الأوروبيين، فهي تدرك أهميتهم".
وقال فولغينسيو غاريدو رويز، نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في جنوب إفريقيا "تؤدي جنوب إفريقيا دورا إيجابيا بشكل متزايد".

زيلينسكي ورئيس جنوب إفريقيا (أ ف ب).
واعتبر أن زيارة زيلينسكي "خطوة إيجابية في الجهود المتعددة الأطراف لتحقيق سلام شامل ومستدام".
لكن ذلك لا يأتي على حساب علاقاتها مع موسكو إذ أشار رامابوزا في تشرين الأول/ أكتوبر إلى روسيا باعتبارها "حليفة وصديقة ثمينة".
والاثنين، اتصل رامابوزا بالرئيس فلاديمير بوتين "لتأكيد العلاقات الثنائية القوية" وفق بيان صادر عن الحكومة الجنوب إفريقية.
وأضاف البيان أن "جنوب إفريقيا ستواصل التواصل مع جميع الأطراف المهتمة والمتأثرة، بما فيها حكومة أوكرانيا، لإيجاد طريق للسلام".
وفيما قد يكون هذا هدف بريتوريا، تكمن مصالح كييف أيضاً في تعزيز مكانتها الدولية وبصمتها في القارة.
وقال غاريدو رويز إن زيلينسكي يأمل في الحصول على دعوة من جنوب إفريقيا لحضور قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وأوضح أن الولايات المتحدة تدرك أنها في حاجة إلى بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية في إفريقيا في مواجهة "استراتيجية الاتصالات العدوانية" التي تنتهجها روسيا.
0 تعليق