سأل أحد المعتمرين عن حكم شرب الماء أثناء الطواف بالبيت الحرام، حيث أصابه عطش شديد أثناء الطواف. وردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال، مبينةً أن شرب الماء أثناء الطواف جائز شرعًا، وأن الطواف في هذه الحالة يبقى صحيحًا ولا إثم على المعتمر في ذلك. أكدت دار الإفتاء أنه لا حرج في شرب الماء أثناء الطواف إذا كان الشخص في حاجة إليه بسبب العطش الشديد.

فضل الطواف بالبيت الحرام في الإسلام

الطواف بالبيت الحرام هو أحد أركان الحج والعمرة التي لا يصح الحج والعمرة بدونهما، وهو من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى. فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الطواف بالبيت الحرام يعد بمثابة صلاة، حيث قال: "الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ، وَلَكِنَّ اللهَ أَحَلَّ لَكُمْ فِيهِ النُّطْقَ، فَمَنْ نَطَقَ فَلَا يَنْطِقْ إِلَّا بِخَيْرٍ". وبهذا يُظهر الطواف مكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية، حيث يعكس الخشوع والتقرب إلى الله.

حكم شرب الماء أثناء الطواف

أجمع علماء الأمة الإسلامية على جواز شرب الماء أثناء الطواف إذا أصاب المعتمر العطش، حيث لم يُمنع ذلك في أي من المذاهب الفقهية الأربعة. وقد ذكر الإمام ابن المنذر في "الإجماع" أن شرب الماء أثناء الطواف أمر جائز شرعًا. كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرب الماء أثناء الطواف، مما جعل هذا الأمر جائزًا لدى جمهور الفقهاء. وتوافقًا مع هذا الإجماع، فإن شرب الماء لا يبطل الطواف ولا يؤثر على صحته.

آراء المذاهب الفقهية في حكم شرب الماء أثناء الطواف

على الرغم من إجماع الفقهاء على جواز شرب الماء أثناء الطواف، فقد اختلفوا في ما إذا كان ذلك مكروهًا في حال لم يكن هناك حاجة ملحة. فالمذهب المالكي يراه مكروهًا إذا لم يكن هناك حاجة، بينما يرى الشافعية أنه لا بأس به من حيث المبدأ، ولكنهم يفضلون تركه تأدبًا مع شعائر الطواف. وفي المذهب الحنفي والحنبلي، لم يرَ الفقهاء مانعًا من شرب الماء أثناء الطواف في جميع الحالات. وفي هذا السياق، يوضح الإمام ابن قدامة في "المغني" أن شرب الماء أثناء الطواف لا بأس به، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي شرب فيه أثناء طوافه.

بناءً على هذه الآراء الشرعية، نجد أن شرب الماء أثناء الطواف جائز شرعًا، ولا يؤثر على صحة الطواف بأي شكل من الأشكال، كما أن المعتمر الذي قام بذلك لا يحمل إثمًا أو حرجًا.