مروة كريدية تروي "رسائل بنت النور" في الشّهر الوطني للتراث العربي في أميركا - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مروة كريدية تروي "رسائل بنت النور" في الشّهر الوطني للتراث العربي في أميركا - تكنو بلس, اليوم السبت 26 أبريل 2025 10:13 صباحاً

فلوريدا – الولايات المتحدة


ضمن فعاليات الاحتفاء بالتراث العربي، وتزامناً مع الشَّهر الوطني للشِّعر في الولايات المتحدة، أطلقت الأديبة مروة كريدية كتابها المعنون "رَسَائل بنت النُّور" في أمسية ثقافية، تحدَّثت فيها عن العشق والتَّصوّف من خلال تجربتها الروحيَّة، كما قرأت مجموعة من نصوص الكتاب، وَخَتمت قصيدة بعنوان "مسامرات النجوم"، وَذلك في المكتبة العامَّة في هيلزبورو في ولاية فلوريدا.

وتناولت كريدية مضمون تلك التَّجربة من زوايا عدة مشيرة إلى أنَّ "كونية الانسان كهويَّة عابرة للمَكان والزَّمان، وفهم الوجود كوحدة متكاملة، والانسجام مع الحكمة الانسانية المشتركة بين كلّ شعوب الأرض وحضاراتها، والذّوَبان في جوهر المحبة الالهية؛ هي المحاور الأساسية التي تدور حولها كتاباتي كلها، الأدبيّ منها والفكريّ على حدٍّ سواء".

وقالت إن "رسائل بنت النّور" هي "عصارة تجربة حَيَّة لمعراج روحي و تجليَّات سيرورة عشق إلهي لا متناه في رِحلة اكتشاف مذهلَة خُطَّت بشكل رمزِيٍّ مكثَّف بَأحرفٍ من نور". وَ أضَافت أنّ "كلّ ما يقوم به الإنسان بمحبة، هو جهد دؤوب للوعي الكامن في أقاصِي البَاطن (القلب) ، وكلّ ما يصدر عنه حينها يكون رسالة جمالية فنية واعية تعكس حضوراً إيجابِياً في هَذَا الوجود، وَهو إذذاك جوهر التَّصوّف وَحقيقة العيش الرَّغِيد". 

ثمَّ عَرضت فصول الكِتاب التي تمحورت حَولَ ثلاثة مدارِج  يتضمن كلّ منها سبعة معارجَ خاصة. وجاء المحور الأول بِعنوان "فيْض الشَّرَاب فِي محرابِ الأقطَاب" وتضمّن سبعة معارج التقت فِيهَا الكاتبَة أهم أقطابِ الصوفيَّة عَبر العصور؛ ثم المحور الثانِي بعنوان "رحِيق الأسْرارِ فِي رِيَاض الأنوارِ" وتضمنَّ سَبعَة معارِج في مقام النبوّة والعشق المحمدّي، أما المحور الثالث فبعنوان "معارج الضِّياء فِي حَضرَةِ  الأنبِياءِ" وَتضمّن سبعة معارج روحيَّة في السموات السبعِ تقابلها سبعة بقع مقدَّسة على الأرض. وَتختِم بنت النور رِحلتها السريالية تِلك في ليلة القدرِ بتلقيها الورد الأنفس عِند العَرش الأقدس.


وتطرقت إلى التراث العربي الأميركي قائلة: "الاحتفاء بالإرث الحضاري لَيس حنيناً ماضوياً جامِداً، بل فتح فكريّ وانفتاح على الكونِي، وَهي آنة مُتجَدّدة تمتزج فيها حكمَة المشرق بعلوم المغرب في رحلة تطوي المحيط الأطلسيّ في بوتقة من التَّفاعل الحيّ الذي ينجم عنه الازدهار بأبهى حلتّه ".

ورداً عَلى سؤال عن جديد إصداراتها، أشارت كريدية إلى أنها تعكفُ على تدوين نصوص في الأدب الصوفي بعنوان "مسامرات بِنت النور"،  التي تأتي استكمالاً للرسائل. كما أنها ستنشر مجموعة شعرية باللغة الإنكليزية، تشتمل على تأملات وجدانية وحكم، وذلك إيماناً منها بِضرورة المساهمة الفاعلة مع المحيط المجتمعي الناطق بالانكليزية. 

إلى ذلك، عبرت لارا نبيل عن الفخر بـ"تراثنا الغني، وبأن نكون أميركيين، ونحن نشعر بالفرح والفخر عندما نجد أدباء عرباً أميركيين يساهمون في إثراء الآداب والفنون ويعملون بسخاء كالمنارات المشرقة، ويتركون بصمات نجاحهم وتألقهم أينما حلّوا". وحول كتاب "الرسائل" وعلاقة الأميركيين العرب بلغتهم الأمّ  قالت: "إنه كتاب بليغ لغوياً وثري من ناحِية المضمون، وهنا تكمن الصعوبة، لأن معظم الأميركيين العرب- لا سيما منهم الأجيال الجديدة -  لا يتقنون اللغة العربية كما ينبغي لفهم العمق المطلوب، خصوصاً أنّ هناك دلالات محدّدة لمعنى كل كلمة في تلك اللغة السَّاحرة، بحيث يتعذّر أحياناً استبدال مرادف دقيق بها، وبالتالي فالترجمة حينها تفرغ النصّ من زخم المعنى المراد". 

أما سام آدمز فقال متحدثاً بالانكليزية: "على رغم أنِّي لا أتكلم لغة أخرى غير الإنكليزية، ولم تُتَح لي الظروف للسفر خارج أميركا، هنَاكَ سِحِر خاصّ أجده عِندما أقرأ نصاً أدبياً مترجماً عن لغة أخرى وحضارة مغايرة، أيضاً عِندما أقرأ نصوصاً بالإنكليزية لأديب من أصول مهاجرة، لأنها تحمل مضامين فكرية وثقافة جديدة بالنسبة إليّ وربما تبدو غريبة، خصوصاً الأداب الشرقية المشبعة بالجمال. فعلى سبيل المثال الأديب الأميركي العربي جبران خليل جبران وعلى رغم أنه صاغ كتاب "النبي" بالإنكليزية في نيويورك، كان يكتب بخلفية الإنسان المتنسِّك المتصوف في جبال لبنان. وأنا انتظر بشوق صدور كتاب مروة كريدية الذي أشارت إليه آنفاً لأنني أتوقع أن يحمل معاني وصوراً بيانية جميلة تعكس رحلتها وسفرها حول العالم".

وتروِي "رسائل بنت النور" رحلة مِعراجٍ روحي، أسلوب لغوي بليغ مترع بالمعانِي الروحية البَاطِنية السريالية، ينسجِم فِيه النثر البيَانِي  بالأبياتٍ الشِعرية، وتختم فِيه حلقات السرد بصيَغ فَريدة من الصلوات، كما ضمنت النصوصِ بفن الحروفِيات البَاذخ، ما يُشعر القارئ بالإنزياح عن عالِمِنا  إلى عالم المثال في رحلة سَاحرة، وَثقتها المؤلفة بالأيام وأرّخت فيهَا المواقِيت، كما تخلَّل الأحداث وصف دقيق رائع للأمكنة والأشخاص. 
 والجدير ذكره أن الولايات المتحدة تحتفي في نيسان/ أبريل من كل عام بالشهر الوطني للتراث العربي (NAAHM) تكريماً لمساهمات الأميركيين العرب والأميركيين الناطقين بالعربية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق