انطلقت في العاصمة العمانية مسقط الجولة الثالثة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، بهدف مناقشة البرنامج النووي الإيراني. تأتي هذه الجولة بعد تقدم ملحوظ في الاجتماعات السابقة، مما يثير آمال التوصل إلى اتفاق يحد من طموحات طهران النووية. تهدف هذه المقالة إلى استعراض أهم التفاصيل وتسليط الضوء على التحديات والفرص.

خلفية المفاوضات

تُعد هذه المفاوضات استمرارًا لجولتين سابقتين عُقدتا في أبريل 2025، الأولى في مسقط والثانية في روما. وبوساطة عمانية، يسعى الطرفان إلى إيجاد أرضية مشتركة بعد سنوات من التوتر، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018. وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زادت إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة، مما يجعل هذه المحادثات حاسمة.

أطراف المفاوضات ودور الوساطة

يتفاوض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مع مبعوث الولايات المتحدة ستيف ويتكوف عبر وسطاء عمانيين. تبدأ المحادثات باجتماعات فنية لوضع إطار عمل، تليها مناقشات رفيعة المستوى. تُظهر الوساطة العمانية دورًا فعالًا في تقليص الفجوة بين الطرفين، خاصة في ظل غياب العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1980.

مواقف الطرفين

الولايات المتحدة: أعرب الرئيس دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق، لكنه حذر من اللجوء إلى العمل العسكري إذا فشلت الدبلوماسية. يطالب وزير الخارجية ماركو روبيو بوقف إيران لتخصيب اليورانيوم بالكامل. إيران: تشترط طهران رفع العقوبات مقابل قيود محدودة على برنامجها النووي، لكنها ترفض التخلي عن مخزون اليورانيوم المخصب أو برنامجها الصاروخي.

التحديات الرئيسية

تواجه المفاوضات عقبات كبيرة، منها:

تخصيب اليورانيوم: وصلت إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي خطوة قريبة من المستوى اللازم لصنع أسلحة نووية (90%). برنامج الصواريخ: ترفض إيران التفاوض حول برنامجها الصاروخي، وهو مطلب أوروبي وأمريكي رئيسي. العقوبات: تطالب طهران برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ 2018، وهو ما يثير جدلًا في واشنطن.

الفرص المحتملة

على الرغم من التحديات، هناك بوادر أمل:

وصفت الجولة الثانية في روما بأنها “بناءة” من كلا الطرفين، مما يعزز الثقة. تظهر الوساطة العمانية مرونة في تسهيل الحوار، مما قد يؤدي إلى حلول وسط. يشير تقرير لمجلة تايم إلى أن ترامب يرى فرصة حقيقية لاتفاق جديد.

لماذا تهم هذه المفاوضات؟

تؤثر نتائج هذه المحادثات على الاستقرار الإقليمي والعالمي. اتفاق ناجح قد يحد من مخاطر التصعيد العسكري، بينما قد يؤدي الفشل إلى توترات جديدة. كما أن لهذه المفاوضات تداعيات اقتصادية، خاصة على أسواق النفط العالمية، حيث تُعد إيران لاعبًا رئيسيًا.

ما التالي؟

من المتوقع أن تستمر المحادثات الفنية لعدة أيام، تليها جولات أخرى إذا تحقق تقدم. يبقى السؤال: هل ستتمكن إيران والولايات المتحدة من التغلب على خلافاتهما؟ تابع التطورات لمعرفة المزيد.