سادت حالة من الحزن العميق بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد الإعلان عن وفاة صانع المحتوى الشاب محمد نصار المعروف باسم شريف بشكل مفاجئ، وسط تساؤلات واسعة حول أسباب رحيله، ودعوات للتحقيق في ملابسات الوفاة، مع تصاعد النقاش حول أثر التنمر الإلكتروني على الصحة النفسية.

رحيل صادم وسط ظروف غامضة

أعلن زوج شقيقة شريف نصار عبر حسابه على "فيسبوك" نبأ الوفاة قائلاً: "توفي إلى رحمة الله شقيق زوجتي وصديقي محمد نصار.. لله الأمر من قبل ومن بعد، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم".

وتضاربت المعلومات حول أسباب الوفاة، إذ أشارت مصادر قريبة من العائلة إلى أن نصار كان يعاني من ضغوط نفسية شديدة في أيامه الأخيرة نتيجة تعرضه لموجة من الهجوم والسخرية على الإنترنت، إلا أن التصريحات الرسمية لم تحدد بعد السبب الطبي الدقيق للوفاة، مما فتح الباب أمام تكهنات عدة.

هل نصار ضحية للتنمر الإلكتروني؟

في الشهور الأخيرة، تعرض شريف نصار لانتقادات لاذعة بعد نشره مقاطع فيديو حصدت تفاعلات واسعة، كان كثير منها يتضمن تعليقات ساخرة وتنمر مباشر، وهو ما أثر بشكل واضح على حالته النفسية، بحسب روايات مقربين منه.

ورغم محاولته التعامل مع الهجوم بروح مرحة، إلا أن حجم الضغوط تصاعد بشكل لافت، مما دفع البعض إلى الربط بين هذه الحملات وبين التدهور السريع في حالته الصحية.

الفنان شادي شامل تحدث عن الواقعة عبر "فيسبوك"، معبراً عن استيائه من تعامل البعض مع نصار في حياته، وكتب: "الراجل ده اللي مصر كلها اتريقت عليه، انتقل إلى رحمة الله.. البقاء لله وحده."

من هو شريف نصار؟

بدأ شريف نصار رحلته في عالم صناعة المحتوى عبر تطبيق "تيك توك". تميز بفيديوهاته القصيرة التي عكست تفاصيل الحياة اليومية بأسلوب بسيط ومرن.  بالإضافة إلى تقديمه مقاطع شعرية نالت استحسان عدد كبير من المتابعين. ورغم الجدل الذي صاحب بعض محتوياته مؤخراً، استطاع نصار أن يكوّن قاعدة جماهيرية كبيرة. ضمت مئات الآلاف من المتابعين الذين ارتبطوا به لما وجدوه فيه من تلقائية وصدق بعيداً عن التصنع. ولكن على الجانب الآخر ظهرت موجة من الانتقادات لما يقدمه من محتوى.

بعد وفاته انتشرت فيديوهات كثيرة له نشرها محبوه مع عبارات الدعاء وعبارات الحزن على رحيله المبكر، وفي أعقاب الإعلان عن وفاته، تصاعدت الأصوات عبر مواقع التواصل مطالبة بفتح تحقيق رسمي في ملابسات الحادث، خصوصاً مع ما تردد عن الضغوط النفسية التي تعرض لها الراحل نتيجة التنمر والسخرية.

ودعا كثيرون إلى تعزيز جهود التوعية بمخاطر التنمر الإلكتروني وآثاره القاتلة، لاسيما بين الشباب وصناع المحتوى الذين يتعرضون لضغوط نفسية هائلة في ظل التعامل القاسي أحياناً من قبل الجمهور، حيث سلطت وفاة نصار الضوء على قضية التنمر الإلكتروني كأحد الأخطار الصامتة التي تواجه صناع المحتوى في العصر الرقمي، حيث لا توفر الشهرة أو عدد المتابعين حماية كافية من الضغوط النفسية التي قد تنتهي بمآسٍ خطيرة ووفاة.

وأثارت الحادثة نقاشاً واسعاً حول ضرورة وضع قواعد أكثر صرامة للتعامل مع قضايا الإساءة والتنمر عبر الإنترنت، وفرض آليات رقابة وحماية لصناع المحتوى، الذين غالباً ما يكونون في مواجهة دائمة مع تعليقات لاذعة قد تتجاوز حدود النقد إلى الإيذاء الشخصي.