نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية - تكنو بلس, اليوم السبت 26 أبريل 2025 07:05 مساءً
- مدينة الفضاء المصرية تستضيف مقر وكالة الفضاء الأفريقية وتستعد لإطلاق قمرين صناعيين لرصد تأثير التغيرات المناخية
كانت البداية بتدشين مدينة فضائية على أرض مصرية، وأخرها افتتاح مبني وكالة الفضاء الإفريقية الأحد الماضى داخل المدينة الفضائية، على هامش استضافة مصر لمؤتمر"نيو سبيس أفريقيا 2025" الدولي، الذي استضافته وكالة الفضاء المصرية على مدار أربعة أيام متتالية، الأسبوع الماضى. ملخص يحمل الكثير من التفاصيل التي اعتمدتها وسارت عليها الدولة المصرية منذ سنوات بتسخير تكنولوجيا الفضاء لخدمة أهداف القارة في التقدم والاعتماد على الذات.
المدينة الفضائية التى يتم إنشاؤها منذ عام 2019 على مساحة 123 فدان بدأت معاملها فى العمل بكفاءة لتصميم وتصنيع وتجميع واختبار الأقمار الصناعية وكان أهم منتجاتها القمر الصناعى مصر سات 2 الذى أطلق فى ديسمبر 2023 ويتم استقبال الصور منه من خلال محطة الاستقبال الأرضية بالمدينة الفضائية ويتم معالجة البيانات والصور من خلال مهندسين متخصصين فى معامل متعددة، وستتضمن المدينة أيضا أكاديمية للفضاء ومكتبة متقدمة للمعلومات الفضائية، وصالة اجتماعات، وفندق لاستضافة الوفود الأجنبية، ومركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية.
وتترقب وكالة الفضاء المصرية قبل نهاية 2025 إطلاق قمرين صناعيين لرصد تأثير التغيرات المناخية نهاية العام، وهما قمر التنمية الأفريقى، أحد مشروعات الوكالة ويأتى بالشراكة بين مصر وكينيا وأوغندا ونيجيريا، وغانا وجنوب السودان وهذا القمر معني بدراسة التغيرات المناخية من طراز أقمار نانوسات، والقمر الصناعى المعروف باسم SPNEX لدراسة التغيرات المناخية، وهو مشروع ممول من أكاديمية البحث العلمى وعبارة عن قمر صناعى معنى بدراسة التغيرات المناخية، وسيكون معنى بدراسة التغيرات المناخية وهو من نوع النانوسات ويستهدف قياس خصائص البلازما في طبقة الأيونوسفير، وتحسين دقة نموذج التنبؤ بخصائص طبقة الأيونوسفير وخصائص البلازما والتي لها أهمية كبيرة في طقس الفضاء والتغيرات المناخية".
الدكتور شريف صدقي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أكد أن تدشين وكالة الفضاء الإفريقية يعتبر بمثابة تجسيد للتعاون والتكامل بين دول القارة لتحقيق رؤية إفريقيا 2063، ويعكس التزام مصر بتقديم كافة أوجه الدعم لوكالة الفضاء الإفريقية لتيسير عمل الوكالة وتحقيق أهدافها ورؤيتها، لافتا إلى أن المدينة الفضائية منشآتها تخرج للنور وتضم حالياً وكالة الفضاء المصرية جنبًا إلى جنب مع وكالة الفضاء الإفريقية، وبها كل البنية التحتية اللازمة لمركز تجميع واختبار الأقمار الصناعية، والتي تصل إلى ما يزيد عن 1 طن، ومركز التشغيل الفضائي ومحطات الاستقبال للبيانات من الأقمار الصناعية في المدينة الفضائية.
وأِشار صدقى إلى أن مصر تضع على أجندة أولوياتها ملف توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية من خلال العمل على 3 محاور رئيسية، الأول التصميم والثانى البرمجيات، والثالثة التجميع والتكامل والاختبار، موضحا أن نسبة التوطين فى تكنولوجيا الأقمار الصناعية تختلف من طراز لأخر، الطراز الأول أقمار النانو سات ووزنه يتراوح من كيلو 1 كجم إلي 10 كجم كيلو ونسبة التوطين في مصر في هذا النوع من الأقمار وصلت إلى 60% ويندرج تحته هذا الطراز قمر التنمية الافريقى، موضحا أن الطراز الثانى هو أقمار الميكروسات والتي يتراوح وزنها من 10 كجم إلي 100 كجم ويكون القمر من 10 كيلو ل 100 كيلو جرام ونسبة التوطين فيه وصلت إلى 40%، أما الطراز الثالث فهو النينوسات الميني سات ويندرج تحته القمر مصر سات 2 ونسبة التوطين فيه وصلت تتراوح ما بين من 15 إلى 20%، وتستهدف مصر الوصول بنسبة التوطين إلى 60% في تكنولوجيا الأقمار الصناعية.
وشدد صدقى على أن وكالة الفضاء المصرية عازمة فى الوقت الحالي على إنشاء معمل مركز التصميم المتزامن، وهو معمل مماثل تماماً سيعمل على نفس النمط لنظيره من نفس المعمل الموجود في وكالة الفضاء الأوروبية، وسيساهم بشكل كبير فى خطة الدولة على تحقيق منزيد من التوطين لتكنولوجيا الأقمار الصناعية، وأكد أن توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية لخدمة أهداف التنمية المستدامة من أهم الملفات التى تعمل عليها الوكالة، وسيكون لهذا الأمر دور مهم فى خدمة مشروعات الدولة وتعظيم الاستفادة من الرقعة الزراعية ومتابعة مشروعات التخطيط العمرانى.
وتعود جذور تأسيس وكالة الفضاء الإفريقية إلى يناير 2016، حينما اعتمد رؤساء الدول والحكومات الإفريقية خلال الدورة الـ26 لجمعية الاتحاد الإفريقى سياسة واستراتيجية الفضاء الإفريقية، وأُقر قانون الوكالة عام 2017، واضعًا الأساس القانونى والتنظيمى للإشراف على أنشطة الفضاء بالقارة، كما حدد القانون أهدافًا استراتيجية واضحة، من بينها تطوير تكنولوجيا الأقمار الصناعية، وتعزيز التعليم فى علوم الفضاء، وبناء شراكات مع مؤسسات الفضاء الدولية، وفى 2019، أعلن المجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى اختيار مصر لاستضافة المقر الدائم للوكالة، بعد منافسة قوية مع دول إفريقية أخرى من بينها نيجيريا وإثيوبيا وغانا وناميبيا، وجاء هذا الاختيار بالتزامن مع تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، ما شكل اعترافًا بدورها الريادى وقدراتها فى مجالات البحث العلمى وتكنولوجيا الفضاء.
وأشار الدكتور شريف صدقى، رئيس وكالة الفضاء، إلى أن الوكالة الأفريقية ستلعب دورًا محوريًا فى تنفيذ السياسة والاستراتيجية بما يتماشى مع تحقيق أجندة أفريقيا 2063، مشيدًا بالدعم المصرى السخى الذى بلغ 20 مليون دولار لتعزيز عمليات الوكالة، وتوفير البنية التحتية المتطورة اللازمة لأنشطتها، لافتا إلى المبادرات الرائدة التى أطلقتها مصر لدعم قطاع الفضاء الأفريقى، ومن أبرزها "البرنامج التدريبى الأفريقي"، الذى خرّج 71 مهندسًا وعالمًا متخصصًا من 34 دولة أفريقية، ومشروع "القمر الصناعى الأفريقى للتنمية".
وشهدت القاهرة الأسبوع الماضى وعلى مدار أربعة أيام، فعاليات مؤتمر "نيو سبيس أفريقيا 2025" بحضور نخبة من رؤساء وكالات الفضاء والمسؤولين الحكوميين، وقادة قطاع تكنولوجيا علوم الفضاء الأفريقي والدولي، بالإضافة إلى خبراء الصناعة والأكاديميين ورواد الأعمال، وأكد الدكتور شريف صدقي، أن هذا الحدث يعكس التزام مصر بدعم قطاع الفضاء الأفريقي وتسخير إمكانيات الوكالة لتحقيق التنمية المستدامة والابتكار في القارة، حيث شكل المؤتمر منصة حوارية فريدة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي وتبادل الخبرات بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء الأفريقي.
وأكد الدكتور تيديان واتارا، رئيس وكالة الفضاء الأفريقية، على أهمية التعاون الإقليمي والدولي وبناء شراكات استراتيجية تدعم تطوير قطاع الفضاء في أفريقيا.
وقال الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن صناعة الفضاء أصبحت من أسرع الصناعات نموًا على مستوى العالم، مسلطًا الضوء على التقارير الدولية التي أكدت ضرورة أن تتحرك القارة الإفريقية بخطى واثقة نحو الاستثمار الجاد في هذا القطاع الحيوي؛ لضمان أن يكون لها موطئ قدم ونصيب عادل من هذه الصناعة الواعدة وعوائدها المتزايدة، مشيرًا إلى أن دول القارة الإفريقية تذخر بشبابها الواعد، وتمتلك أكبر نسبة من الشباب على مستوى العالم، لافتًا إلى أن هذه الطاقات الشابة، إذا تم تدريبها وتأهيلها جيدًا، فيمكن لها أن تتحول إلى محرك حقيقي لصناعة الفضاء الإفريقية، وإلى ركيزة أساسية لتحقيق قفزة نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وأشار عاشور إلى أن تكنولوجيا الفضاء ليست مجرد قطاع متخصص، بل هي مجال يتقاطع مع مختلف فروع الهندسة والعلوم الأساسية، والبحث العلمي، ما يعزز من قيمتها الاستراتيجية كأداة تنموية شاملة، لافتاً إلى أن مصر تعد من أقدم الدول في المنطقة التي عملت في مجال تكنولوجيا الفضاء، من خلال مركز الاستشعار من البعد الذي تحول إلى الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء والتي احتضنت برنامج الفضاء الوطني حتى صدر قرار رئيس الجمهورية في 2018 لإنشاء وكالة الفضاء المصرية إيمانًا من القيادة السياسية بأهمية هذه التكنولوجيا في دعم الاقتصاد والتنمية.
وشدد الدكتور أيمن عاشور على أن الرؤية المصرية تطمح أن تمتد خدمات الإنترنت لتغطي جميع أنحاء القارة الإفريقية، وأن تساهم الوكالة الأفريقية في رقمنة المؤسسات الحكومية والخدمية، بما يعزز كفاءة الأداء ويقرب الخدمات من المواطن، وكذلك تطوير أنظمة إنذار مبكر تمكن الدول الأفريقية من مواجهة المخاطر والكوارث؛ لحماية الأرواح والممتلكات والبنية التحتية والمشكلات الناجمة عن تغير المناخ، فضلًا عن الدور الكبير للوكالة في دعم جهود التنمية، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وفتح آفاق جديدة للإنتاج والاستثمار، وأن تكون شعاعًا للابتكار والتقدم، ومصدر فخر لكل أبناء القارة، معربًا عن سعادته بأن تكون جمهورية مصر العربية أحد الشركاء في هذه المسيرة الطموحة، والمساهمة بخبراتها وقدراتها لتحقيق مستقبل مشرق للقارة.
وأشار الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية، إلى أفتتاح مقر وكالة الفضاء الأفريقية، "حدث تاريخي" ويمثل نقلة نوعية نحو امتلاك القارة الإفريقية العلم والتكنولوجيا، مؤكدًا أن استضافة مصر للمقر الدائم لوكالة الفضاء الإفريقية جاء من إيمان الدولة المصرية وقيادتها السياسية بأهمية تعزيز التعاون والتكامل بين دول القارة، حيث قدمت مصر دعمًا فنيًا ولوجيستيًا لإنشاء الوكالة، كما سخرت مصر العديد من الموارد لبناء هذا الصرح الشامخ، مسلطًا الضوء على التعاون المتميز بين مصر والمفوضية الإفريقية، معربًا عن ثقته في أن تكون وكالة الفضاء الإفريقية منصة دولية للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، وتبادل الخبرات وبناء القدرات في هذا المجال الحيوي بالتعاون مع وكالات الفضاء الدولية.
وتشهد صناعة الفضاء في إفريقيا تطورًا ملحوظًا، حيث بلغت قيمتها 19.49 مليار دولار أمريكي في عام 2021، ومن المتوقع أن تنمو بنسبة 16.16% لتصل إلى 22.64 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026، وتعد القارة الإفريقية موطنًا لأكثر من 270 شركة فضاء ناشئة، تعمل على تطوير تقنيات فضائية مبتكرة، وتقديم خدمات مدعومة بالتكنولوجيا الفضائية لتلبية احتياجات الأسواق في قطاعات متنوعة.
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : خطة توطين تكنولوجيا الأقمار الصناعية - تكنو بلس, اليوم السبت 26 أبريل 2025 07:05 مساءً
0 تعليق