عروس الصعيد.. متحف مفتوح.. يروي حكاية آلاف السنين - تكنو بلس

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عروس الصعيد.. متحف مفتوح.. يروي حكاية آلاف السنين - تكنو بلس, اليوم السبت 26 أبريل 2025 07:10 مساءً

قال الدكتور ثروت الأزهري مدير عام السياحة بمحافظة المنيا انه يوجد بمحافظة المنيا مناطق أثرية متميزة ففي  الجنوب الشرقي من مدينة المنيا. تقع منطقة بني حسن الأثرية. حيث تُنحت المقابر الملكية والنبلاء في الجبال. لتروي تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة. مشاهد الرقص. والصيد. والرياضة. وصناعة النسيج لا تزال تنبض بالحياة علي جدرانها. لتمنح الزائر إحساساً غريباً بأنه بين قومي رحلوا ولكنهم لم يغيبوا.

اضاف "الأزهري" تل العمارنة ليست مجرد أطلال. بل شهادة حية علي ثورة دينية وفنية قادها الملك إخناتون. هنا أسس مدينته لعبادة آتون. الإله الواحد. وترك خلفه فناً يتسم بالواقعية والحرية. يخالف التقاليد الفرعونية الصارمة. ويكشف عن مرحلة تحوّل جريئة في تاريخ مصر. 

أما غرب مركز ملوي. تحتضن تونا الجبل مزيجاً فريداً من التاريخ والأسطورة. مومياء إيزادورا. الفتاة التي ماتت غرقاً في نهر النيل بسبب قصة حب مأساوية. تقبع في ضريحي غلفه الحزن. إلي جانبها مقابر بيتوزيرس وسراديب الإله تحوت. لتجعل من الموقع فسيفساء روحية وحضارية.

أشار الأزهري أن الأشمونين. التي كانت يوماً عاصمة عبادة الإله تحوت. تقدم بانوراما أثرية من المعابد والتماثيل والآثار اليونانية. تماثيل القرود الجرانيتية. الأعمدة الرخامية. وبقايا الأسواق القديمة كلها تؤكد التداخل بين الحضارتين المصرية واليونانية في صورة نادرة الوجود.

وشمال غرب المنيا. تقع البهنسا مركز بني مزار التي تُعرف بـبقيع مصر. لما تحويه من مقابر عشرات الصحابة والتابعين الذين استشهدوا في الفتح الإسلامي. تمزج البهنسا بين الآثار الفرعونية والقبطية والإسلامية. ما يجعلها محجًا روحياً وتاريخيًا في آن واحد.

دير جبل الطير: حيث استراحت العائلة المقدسة.. وشرق النيل. وتحديداً في دير جبل الطير. مركز سمالوط نقش الزمن سطراً مشرقاً في رحلة العائلة المقدسة داخل كنيسة منحوتة في الجبل يعود تاريخها للقرن الرابع. يُقال إن العذراء مريم ويوسف النجار والطفل يسوع استراحوا لثلاثة أيام. ليصبح الموقع من أهم محطات الحج المسيحي المعترف بها دولياً.. كما أنشئ متحف ملوي ليكون مرآة للمنيا. ويضم مئات القطع التي تمثل عصوراً مختلفة من التاريخ المصري. هذا المتحف لا يعرض الآثار فقط. بل يعيد سرد القصة الكاملة لحضارة متعددة الطبقات والوجوه.

وأعلن اللواء عماد كدواني محافظ المنيا أنه في إطار جهود وزارة السياحة والآثار لتسهيل الوصول لهذه الكنوز. أصبح بالإمكان حجز تذاكر زيارة المناطق الأثرية مثل تونا الجبل وتل العمارنة وبني حسن عبر الإنترنت. لتقديم تجربة ثقافية متكاملة وآمنة.. حيث أن المحافظة ليست مجرد نقطة علي خريطة مصر. بل لوحة فسيفساء حية تنبض بتاريخ الأمم. وشاهد صامت علي عبور الزمن. هي دعوة مفتوحة لكل من يبحث عن الجمال. والعبرة. ودهشة البدايات.

وقال علاء بدوي مرشد سياحي بشتغل في المنيا من أكتر من 20 سنة وكل مرة بزور بني حسن أو تونا الجبل بحس إني أول مرة أدخلهم.. الأماكن دي مش مجرد حجارة. دي حكايات ناس عاشوا وحبوا وماتوا وسبقونا.

أضاف  فرنسيس. سائح فرنسي في تل العمارنة: زرت الأقصر وأسوان. لكن تل العمارنة عندها سحر مختلف.. إحساس بالثورة والاختلاف بيخليك تتأمل الفن والدين بشكل مختلف.. إخناتون كان سابق عصره فعلًا. 

وأشار الدكتور عادل مهران و الدكتورة هدي عبد المقصود أساتذة  آثار بجامعة المنيا: ما يُميز المنيا أثريًا إنها محافظة تضم طبقات حضارية متعاقبة في مواقعها الأثرية ودي ميزة نادرة. إنك تلاقي آثار فرعونية ويونانية ومسيحية وإسلامية كلها في مكان واحد و ده كنز لأي باحث أو سائح.

اكد محسن عبد المقصود. صاحب بازار سياحي في ملوي: الحركة السياحية بتفرق كتير معانا لما الأجانب بيرجعوا يزوروا. البازارات. والمطاعم. والحرفيين الكل بيشتغل ولو الدولة ركزت شوية دعاية علي المنيا. هتبقي منافس قوي لجنوب مصر. 

رغم ما تزخر به محافظة المنيا من كنوز أثرية وتاريخية نادرة. إلا أن السياحة فيها لا تزال دون المستوي الذي تستحقه وتتلخص أبرز التحديات في  ضعف الدعاية والترويج

ولا تزال المنيا غائبة عن خريطة الحملات السياحية الكبري. سواء علي المستوي المحلي أو العالمي. بالرغم من تفرد مواقعها الأثرية وتنوعها و نقص البنية التحتية حيث تعاني بعض المواقع من ضعف الخدمات. مثل الطرق غير الممهدة. وغياب لافتات إرشادية واضحة. وعدم وجود أماكن إقامة كافية قريبة من المناطق الأثرية و بعض السكان المحليين يفتقرون للوعي بأهمية السياحة. سواء كقيمة ثقافية أو كفرصة اقتصادية. ما يؤدي إلي ضعف الحفاظ علي بعض المواقع أو سوء استغلالها.

وهناك حلول واقعية للنهوض بالسياحة في المنيا منها  حملات ترويج ذكية و إنتاج أفلام قصيرة توثق قصص المناطق الأثرية.

وإطلاق حملات رقمية باللغات المختلفة تستهدف السائح الثقافي والديني و تشجيع الاستثمار في الفنادق الصغيرة. والكافيهات التراثية. والأسواق السياحية بالقرب من المواقع. مما يخلق فرص عمل ويحسن من تجربة السائح و إقامة ورش تدريبية لأبناء القري المجاورة لتأهيلهم كمرشدين. وحثهم علي المشاركة في الحفاظ علي تراثهم. مما يعزز الانتماء ويحولهم إلي شركاء حقيقيين في التنمية السياحية.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق