في مشهد كان يومًا ما حلمًا بعيد المنال، تقف مصر اليوم مضيئة كجوهرة تتلألأ في سماء التنمية، شاهدة على قصة نجاح صنعتها الإرادة والعمل، وبقطاع الطاقة العالمي. 

الطاقة في مصر

من بين أروقة المشروعات العملاقة ومحطات الطاقة المتجددة، ولدت نهضة غير مسبوقة حولت مصر إلى قوة لا يستهان بها في عالم الطاقة، مستعيدة مكانتها بثقة وعزم.

في السابق، كانت ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة تُثقل كاهل المواطنين وتعصف بحياة المصريين اليومية، في مشهد ارتبط بسنوات الاضطراب وعدم الاستقرار. 

شهد قطاع الكهرباء ثورة حقيقية

إلا أن الصورة تغيرت جذريًا تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهد قطاع الكهرباء ثورة حقيقية، قُلبت فيها الموازين وانطلقت فيها مصر نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

ومع تسارع الخطوات على طريق التقدم، حققت مصر إنجازات ضخمة في مجال الطاقة، إذ تمكنت من بناء فائض كهربائي يتجاوز 60 جيجاوات، وهو ما فتح الباب أمام مشاريع الربط الكهربائي مع دول عربية وأوروبية وأفريقية، واضعة نفسها بقوة على خريطة تصدير الطاقة عالميًا.

هذه النهضة لم تمر مرور الكرام على العالم؛ فقد سلطت السفارة الأمريكية في القاهرة الضوء على تطور مصر الملحوظ، حيث نشرت صورًا ملتقطة من محطة الفضاء الدولية، أظهرت كيف أضاءت القاهرة ومدن مصر الجديدة مثل 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة، في مشهد ينبض بالحياة والتوسع الحضري. 

فتح الباب أمام مشاريع الربط الكهربائي مع دول عربية وأوروبية وأفريقية

وجاء تعليق السفارة معبرًا عن انبهارهم بهذا التقدم، مشيرين إلى أن هذه الصور تعد أداة علمية هامة لقياس مدى تطور البنية التحتية ونمو المدن الحديثة.

لم تكن هذه الإشادة مجرد مجاملة دبلوماسية؛ بل جاءت انعكاسًا لحقيقة مثبتة بالأرقام والمشروعات على الأرض.

فقد خصصت الحكومة المصرية خلال العقد الأخير أكثر من نصف تريليون جنيه مصري (نحو 17 مليار دولار أمريكي) لتطوير قطاع الكهرباء، كان الجزء الأكبر منها بين عامي 2016 و2018، وفقًا لتقارير وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.

كما بلغ حجم الاستثمارات لتحسين شبكات توزيع الكهرباء وحدها نحو 60.6 مليار جنيه بين عامي 2014 و2024.

اليوم، لم يعد قطاع الكهرباء في مصر مجرد وسيلة لتوفير الطاقة للمنازل والمؤسسات، بل أصبح واحدًا من أقوى القطاعات الجاذبة للاستثمارات العالمية.

ومع التوجه الجاد نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، تشهد مصر تدفق استثمارات بمليارات الدولارات من شركات إماراتية وخليجية وعالمية، في مشاريع الرياح والطاقة الشمسية، مما يمهد الطريق أمام تحول مصر إلى مركز عالمي رائد في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة.

وهكذا، تؤكد مصر يومًا بعد يوم أن المستقبل يكتب هنا، في أرضٍ لا تعرف المستحيل.