بعد حماس أولي للمشاركة في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ النشاط السياسي عند إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، يتراجع مع تعرض شركته "تسلا" لحملات مقاطعة واسعة واحتجاجات عالمية. وتأتي هذه الضغوط في وقت تواجه فيه الشركة تراجعًا كبيرًا في المبيعات، وفق ما أوردت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.

نتائج مالية مخيبة

أعلنت "تسلا" انخفاض إيراداتها من قطاع السيارات بنسبة 20% خلال الربع الأول من 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من 2024، بينما هوت الأرباح بأكثر من 70%. وأشارت الشركة إلى أن "تغير المزاج السياسي" قد يؤثر سلبًا على الطلب في الفترة المقبلة.

العلامة التجارية تحت الضغط

تحولت "تسلا" إلى هدف للانتقادات بعد أن أصبح ماسك شخصية فاعلة في إدارة ترامب الجديدة، حيث يقود "وزارة كفاءة الحكومة" (دوج)، وهي مبادرة تهدف إلى تقليص الإنفاق الحكومي وتقليص عدد الموظفين.
اقرأ أيضاً: ماسك الملياردير الأكثر خسارة منذ بداية 2025.. اعرف حجم ثروته الآن

ورغم ضخ ماسك أكثر من 250 مليون دولار في حملة إعادة انتخاب ترامب، لم تنجح هذه الخطوة في حمايته من تداعيات سياسية أثرت على صورة "تسلا" عالميًا.

ماسك يعترف بتشتيت الانتباه

قال ماسك إن الاحتجاجات ضده جاءت نتيجة "محاولات للهجوم على فريق دوج"، لكنه أكد أن مساهمته في الحكومة ستتراجع بدءًا من مايو، مضيفًا أنه سيخصص يومًا أو يومين فقط أسبوعيًا للأمور الحكومية، "طالما ظل ذلك مفيدًا".

إيرادات أقل من التوقعات

بلغت إيرادات "تسلا" 19.3 مليار دولار في الربع الأول، بانخفاض 9% سنويًا، وهو أقل من توقعات المحللين البالغة 21.1 مليار دولار. وقد خفضت الشركة أسعار سياراتها في محاولة لاحتواء تراجع الطلب، بحسب تقرير "بي بي سي".
اقرأ أيضاً: دور «ماسك» في حكومة ترامب يأتي بنتائج عكسية على «تسلا»

رسوم ترامب تؤذي تسلا

تضررت "تسلا" بشدة من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب، خصوصًا على المنتجات الصينية، ما أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج وتهديد سلسلة التوريد، رغم أن معظم سياراتها المباعة محليًا تُصنع داخل الولايات المتحدة.

وأشارت الشركة في بيانها إلى أن "السياسات التجارية سريعة التغير قد تؤثر سلبًا على الإنتاج والطلب في المدى القريب".

خلاف داخلي مع إدارة ترامب

رغم قربه من ترامب، أعرب ماسك عن معارضته للرسوم الجمركية التي يروج لها الرئيس، قائلاً: "سأواصل الدعوة إلى خفض التعريفات بدلاً من رفعها، ولكن هذا كل ما أستطيع فعله".

أسهم تسلا تنهار ثم ترتد

انخفضت أسهم "تسلا" بنسبة 37% منذ بداية العام، لكنها سجلت ارتفاعًا بأكثر من 5% بعد إعلان النتائج الفصلية. وقال دان كوتسوورث، المحلل في "إيه جيه بيل"، إن توقعات الشركة باتت "منخفضة للغاية"، خاصة بعد تراجع المبيعات بنسبة 13% إلى أدنى مستوى منذ ثلاث سنوات.

كما حذر من أن الحرب التجارية التي يقودها ترامب قد تزيد اضطراب سلاسل التوريد العالمية، مما يضع مستقبل "تسلا" في دائرة الخطر.