شهد نهائي كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة هزيمة جديدة لريال مدريد، إذ كانت الهزيمة الرقم 13 في هذا الموسم؛ وهذه الخسارة تمثّل أسوأ سجل في تاريخ المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي خلال فتراته الست مع الفريق الأبيض.

بدأ التشكيك في أنشيلوتي بعد الهزيمة القاسية أمام برشلونة على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" بنتيجة 0-4 في الدوري، وتزايدت بعد الخسارة الثانية في نهائي السوبر الإسباني بنتيجة 2-5، والتي استمرّت في نهائي كأس الملك إذ انتهت المباراة إلى فوز برشلونة 2-3.

أسوأ من موسم 2022-2023

كان ريال مدريد يطمح لتحقيق سبع بطولات في بداية الموسم، ولكن فرصه في ذلك تقلّصت بعد أن توج ببطولتين من أصل خمس خاضها، فيما يتبقّى له الآن الدوري وكأس العالم للأندية. ويعتمد الأوّل على نتائج برشلونة، الذي يتصدّر الدوري بفارق أربع نقاط. وعلى الرّغم من أن أنشيلوتي يعدّ أكثر المدرّبين تتويجاً في تاريخ النادي بـ 15 بطولة، إلا أن الموسم الحالي يشهد خيبة أمل كبيرة بسبب الأداء الضعيف للفريق، أكثر من النتائج.

أرقام لا تكذب

الواقع لا يمكن تجاهله، إذ تعكس الأرقام الأداء المتواضع للفريق؛ فمع 13 هزيمة حتى الآن، يتجاوز ريال مدريد أسوأ موسم لأنشيلوتي، وهو موسم 2022-2023، إذ تكبّد 12 هزيمة من أصل 61 مباراة. والآن، وبعد 57 مباراة، أصبح في طريقه لتخطّي هذا الرقم، ويحتاج إلى تحقيق نتائج إيجابية في المباريات المتبقية، سواء في الدوري أم في كأس العالم للأندية.

مشروع فاشل

تراجع النتائج لا يقتصر على الهزائم فقط، بل يظهر أيضاً في الأهداف التي تم تلقيها؛ فالفريق استقبل 69 هدفاً هذا الموسم، بزيادة سبعة أهداف عن موسم 2022-2023، وهو ما يعكس ضعف الأداء الدفاعي. وفي ذلك الموسم، تلقى الفريق 62 هدفاً، وهو الرقم الذي اعتبر حينها الأسوأ في حقبة أنشيلوتي، فيما شهد موسم 2014-2015 استقبال 53 هدفاً في 61 مباراة.

ورغم أن الفريق نجح في تحقيق بعض البطولات في هذا الموسم، مثل كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، فإن الأرقام تشير إلى أن هذا المشروع لا يسير في الاتجاه الصحيح، ومن بين الأرقام الإيجابية الوحيدة التي قد يحققها أنشيلوتي هي الأهداف المسجلة، إذ سجل الفريق حتى الآن 125 هدفاً، ويطمح إلى تحطيم الرقم القياسي الذي تحقق في الموسم الماضي (129 هدفاً).

الواقع الصعب

إن الأرقام الباردة قد تكون مؤشراً على تراجع مستوى الفريق، لكن واقع الأداء السيئ والمستوى الضعيف للفريق يشيران إلى أن المشروع في خطر. ويتزامن هذا مع تزايد أصوات الجماهير التي تطالب برحيل المدرب الإيطالي بعد فشله في إدارة اللاعبين وحل الأزمات التكتيكية التي يعاني منها الفريق. 

وعلى الرغم من أن أنشيلوتي لا يزال يحظى بتقدير الكثيرين من جماهير ريال مدريد، فإن الأوقات قد تكون قريبة من التغيير.