نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رسوم أوجين بودان التي انبهر بها شارل بودلير: فرنسا تعيد اكتشاف أبي الانطباعية سيد الغيوم والبحار - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 08:37 صباحاً
باريس- أوراس زيباوي
عشاق الفن الانطباعي ومحبو المدن البحرية في منطقة النورماندي، على موعد مع معرض جديد يقام حاليا تحت عنوان "أوجين بودان، أبو الانطباعية، مجموعة خاصة" في متحف مارموتان-مونيه العريق في باريس. يُعرف المعرض بنتاج الفنان الفرنسي أوجين بودان (1824-1889) الذي مهد للحركة الانطباعية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد أن كان من أوائل الفنانين الذين اختاروا رسم المشاهد الطبيعة في الهواء الطلق بدل العمل داخل المحترفات المغلقة. يأتي المعرض اليوم لمناسبة مرور أكثر من مئة وخمسين عاما على نشأة الحركة الانطباعية وكانت أول ثورة فعلية مهدت للحداثة الفنية في أوروبا.
غالبية الأعمال المعروضة هي من المجموعة الشخصية لرجل الأعمال الفرنسي يان غويونفارش المقيم في سويسرا. عند لقائه بالصحافيين يوم افتتاح المعرض، حدثنا عن مجموعته التي اقتناها منذ عشرين عاما في المزادات العلنية. عبّر عن افتتانه بالمشاهد البحرية التي رسمها بودان وعن حلمه بتخصيص متحف لها في سويسرا. تضم مجموعته الشخصية 200 لوحة يُعرض أجملها اليوم في متحف مارموتان-مونيه المخصص لفنون النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
مدينة تروفيل.
وُلد بودان في منطقة النورماندي حيث كان والده يعمل كبحار. في تلك السنوات لم تكن المدن الساحلية كدوفيل وتروفيل وأونفلور جهة سياحية يقصدها عشاق البحر والطبيعة الجميلة من العالم أجمع، كما هي الحال اليوم. عايش الفنان التحولات الكبرى التي حصلت مع افتتاح خط السكة الحديد بين باريس والنورماندي منذ عام 1858 مما أتاح سهولة التنقل ومجيء سكان العاصمة الى المدن البحرية التي صارت لاحقا منتجعات سياحية من الدرجة الأولى.
تطالعنا في المعرض لوحاته الشاهدة على تحولات الأمكنة. رصد الفنان بريشته حركة المصطافين على الشواطئ وانتشار الأبنية الجميلة المطلة على البحر كما في لوحة "التجمع على الشاطئ" ولوحة "ساعة السباحة في تروفيل" التي أنجزها عام 1864.

صخرة مدينة إيتروتا.
يتوقف المعرض أيضا عند الصداقة التي جمعت بودان بالفنان الرائد كلود مونيه (1840-1926) الحاضر بقوة في المعرض. كان بودان بمثابة الأب الروحي لمونيه. كان هذا الأخير في السادسة عشرة من عمره يوم التقى به عام 1856 فتعلم منه حب الفن والتلوين ومراقبة تحولات الغيوم والبحر والظلال على عناصر الطبيعة والشجر والبشر والعمارة. في هذا الصدد يقول مونيه" أعتبر بودان معلمي. فتّحني على عالم الألوان والبحث عن النور. لولاه لما أصبحت ما أنا عليه اليوم".
تُعيد فرنسا اكتشاف نتاج الفنان بودان، سيد الغيوم والبحار، وصديق الشاعر الفرنسي شارل بودلير. من المعروف عن بودلير أنه كان أيضا ناقدا فنيا. التقى بالفنان بودان عام 1859 عندما زار مدينة هونفلور الجميلة، فانبهر برسومه المائية وكتب عنها كناقد متابع لنشاطات الفنانين المجددين. فنان عصامي عانى من الفقر لكنه عرف كيف يتخطى الصعوبات ليصوغ لوحاته البديعة بأسلوبه الخاص المجدد الذي فتح الأبواب لجيل كامل من الفنانين من بعده.

مدينة البندقية.
0 تعليق