"كروم" في مهب الريح: هل تكتب العدالة نهاية احتكار "غوغل"؟ - تكنو بلس

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"كروم" في مهب الريح: هل تكتب العدالة نهاية احتكار "غوغل"؟ - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 08:37 صباحاً

عادت شركة "غوغل" إلى أروقة المحاكم في جولة جديدة من المواجهة القضائية، ولكن هذه المرة ليست لمعرفة ما إذا كانت قد خالفت قوانين المنافسة، فالحكم بهذا قد صدر بالفعل، بل لتحديد العقوبات التي ستُفرض عليها بعد إدانتها بالاحتكار غير القانوني في خدمات البحث والإعلانات الرقمية.

 

مفترق طرق لـ"غوغل"

بدأت في واشنطن المرحلة النهائية في واحدة من أكثر القضايا ضد شركات التكنولوجيا تأثيراً منذ عقود. بعد أن خلص القاضي الفيديرالي أميت ميهتا في أغسطس-آب 2023 إلى أن "غوغل" تحتكر بشكل غير قانوني سوق محركات البحث، وتُعقد اليوم جلسات لتحديد العقوبات المناسبة. وتعتبر هذه المحاكمة نقطة تحول في مستقبل "غوغل "، بل ربما مستقبل الإنترنت كله، إذ تُناقش مقترحات قد تؤدي إلى تفكيك بعض أجزائها الأساسية، أبرزها متصفح "كروم" الذي يُهيمن على ثلثي السوق العالمية.

 

تصميم الذكاء الاصطناعي.

 

وزارة العدل: لا بد من تغييرات جذرية

تسعى وزارة العدل الأميركية إلى فرض مجموعة من الإجراءات الرادعة. على رأسها:

- إجبار "غوغل" على بيع متصفح "كروم".
- السماح للمنافسين بالوصول إلى بيانات "غوغل" لتطوير محركات بحثهم.
- ضبط الصفقات الحصرية التي تُعيّن "غوغل" كمحرك البحث الافتراضي على الهواتف والأجهزة.
- الحدّ من قدرة الشركة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز سيطرتها على الإنترنت .

هذه المطالب تعكس رغبة واضحة من السلطات في كبح هيمنة "غوغل" على بوابة الدخول إلى الإنترنت، خصوصاً في ظل تأثير الشركة على حركة البيانات، الإعلانات، والمحتوى الرقمي.

 

"غوغل" تدافع: نحن الأفضل

من جانبها، ترفض "غوغل" هذه المطالب وتعتبرها ضارة بالابتكار والمستهلك. وتؤكد أن تفوقها في سوق البحث ليس نتيجة ممارسات احتكارية، بل لأنه نتاج تقنية متفوقة وخدمة موثوقة يفضّلها المستخدمون طواعية. وتُشير الشركة إلى استثماراتها الضخمة في تطوير الخوارزميات، تحسين تجربة البحث، ودعم محتوى الإنترنت، وترى أن نجاحها يجب أن يُكافأ لا أن يُعاقب.

كذلك تعارض الشركة بشكل خاص فكرة بيع "كروم"، باعتبارها خطوة من شأنها تفكيك أحد أكثر منتجاتها تكاملًا مع نظامها البيئي التقني.

 

دور الذكاء الاصطناعي: مَن يتحكم بمستقبل الإنترنت؟

أدخلت "غوغل" الذكاء الاصطناعي كعنصر رئيسي في دفاعها. إذ ترى أن صعود شركات مثل "أوبن إيه آي" يثبت أن السوق لا تزال تنافسية. فلم يعد المستخدمون يعتمدون على محركات البحث التقليدية فحسب، بل باتوا يعتمدون على روبوتات المحادثة الذكية للحصول على المعلومات.

وبالفعل، أعلنت "أوبن إيه آي" عن اهتمامها بشراء "كروم" في حال نجاح جهات إنفاذ قوانين مكافحة الاحتكار في إجبار "غوغل" على بيع متصفح الويب الشهير كجزء من محاولتها لاستعادة المنافسة في مجال البحث على الإنترنت.

لكن الحكومة ترى الأمر بشكل مختلف، مؤكدةً أن "غوغل" لا تزال تمتلك تأثيراً غير مسبوق على كيفية عرض المعلومات عبر الإنترنت، وأن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذا الاحتكار يزيد من الحاجة إلى كبحه الآن قبل أن يستفحل.

 

هل يُفكك عملاق الإنترنت؟

تواجه "غوغل" واحدة من أخطر لحظات تاريخها، إذ لم يعد الأمر مجرد غرامات أو إنذارات، بل احتمال تفكيك حقيقي لجزء من بنيتها الأساسية. بينما ترى الحكومة الأميركية في هذه المحاكمة وسيلة لإعادة ضبط ميزان القوى في الإنترنت، ترى عملاقة التكنولوجيا فيها تهديداً للابتكار والحرية الاقتصادية.

مهما كانت النتيجة، فإن ما سيقرره القضاء الأميركي قد يُغيّر طريقة استخدامنا للإنترنت بشكل جذري، وقد يعيد تعريف العلاقة بين المستخدم والتقنية لعقود قادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق