أثار ظهور أجسام مضيئة وغامضة في سماء مدينة جازان جنوب السعودية حالة من الجدل الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية خلال الساعات الماضية، وسط تداول مقاطع فيديو توثق الظاهرة المثيرة للدهشة. ووسط تزايد التساؤلات، خرجت الجمعية الفلكية بجدة لتقديم أول تفسير علمي لهذه الظاهرة اللافتة. وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذه الأجسام المضيئة ليست أكثر من حطام فضائي، مرجحًا أن يكون مصدرها بقايا صاروخ صيني خرج عن السيطرة أثناء عودته إلى الغلاف الجوي للأرض.

تفاصيل الظاهرة الغامضة في سماء جازان

وفقًا للشرح الذي قدمه المهندس أبو زاهرة، فإن الصاروخ الصيني عند إنهاء مهمته في الفضاء ونفاد وقوده، يفقد تدريجيًا ارتفاعه ويبدأ بالسقوط نحو الغلاف الجوي. وعند دخوله إلى الطبقات الأكثر كثافة من الغلاف الجوي، يؤدي الاحتكاك الشديد مع الهواء إلى ارتفاع درجة حرارته بشكل هائل، ما يتسبب في احتراقه وتفتته. وأضاف: “خلال هذه العملية، تتعرض مكونات الصاروخ المعدنية والمواد الأخرى المصاحبة له لاحتراق شديد، ما يؤدي إلى ظهور خطوط نارية ساطعة في السماء، كما تم توثيقه في مقاطع الفيديو المنتشرة”.

الصين وحوادث حطام الصواريخ الفضائية

وأشار رئيس الجمعية الفلكية إلى أن الصين تملك سجلًا حافلًا بإطلاق الصواريخ الفضائية، بعضها عاد إلى الأرض بطريقة غير متحكم بها. وهذا يعني أنه لا يتم تحديد وقت ومكان سقوط الحطام بدقة، مما يؤدي أحيانًا إلى ظواهر مشابهة لما شهدته سماء جازان. وتثير مثل هذه الظواهر دائمًا مخاوف وتساؤلات لدى السكان حول مدى خطورتها، إلا أن الخبراء يطمئنون بأن معظم الحطام الفضائي يحترق بالكامل قبل وصوله إلى سطح الأرض، ونادرًا ما تتسبب القطع المتبقية بأضرار حقيقية.

ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي

تفاعل رواد مواقع التواصل مع مقاطع الفيديو التي أظهرت المشهد المذهل، حيث تراوحت التعليقات بين الإعجاب بالمشهد المثير والقلق من احتمالية سقوط أجسام خطرة. كما دعا العديد من المستخدمين إلى أهمية وجود تفسيرات علمية سريعة لطمأنة الجمهور عند حدوث مثل هذه الظواهر الفلكية غير المعتادة. وساهم البيان الصادر عن الجمعية الفلكية بجدة في توضيح الصورة وتبديد الشائعات التي انتشرت حول الحادثة، مؤكدًا التزام الجهات العلمية في المملكة بتقديم المعلومات الدقيقة في الوقت المناسب.

تحذيرات مستقبلية حول الحطام الفضائي

اختتم المهندس أبو زاهرة حديثه بالتأكيد على أهمية تطوير برامج تتبع دقيقة لمخلفات الفضاء، خصوصًا مع تزايد النشاط الفضائي العالمي، مشيرًا إلى أن التعاون الدولي يعد ضروريًا لتقليل احتمالات الخطر على الأرض. وفي ظل التوسع في استكشاف الفضاء وإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية، تبقى إدارة الحطام الفضائي واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، وهو ما يتطلب إجراءات وقائية فعالة لحماية كوكب الأرض وسكانه. تابعونا عبر موقعنا الإلكتروني لمزيد من الأخبار العلمية والتحديثات الفلكية من مختلف أنحاء العالم.