تسابق إسرائيل الوقت بعدوانها على لبنان قبل وصول المفاوضات الإيرانية - الاميركية إلى اتفاق استراتيجي كبير. وتوحي جلسات التفاوض أن اهم ما حصل بين واشنطن وطهران لغاية الان، هو اعادة بناء الثقة تدريجياً بينهما، لتُصبح التفاصيل التقنية اسهل ولا تؤثر التباينات حولها على مسار ونتيجة المفاوضات.

ويقول خبراء للنشرة إنّ الولايات المتحدة الاميركية تمنع العبث الاسرائيلي في ايران، لكنها تتركها تنفذ اعتداءات في لبنان، تحت عنوان "القضاء على مخاطر سلاح حزب الله"، وهو شعار تتخذه تل ابيب ذريعة لممارسة اعتداءاتها على لبنان، ومحاولة فرض معادلة حرية الحركة فيه، والعودة إلى ما قبل معادلة عام 2006، لذلك تكرّر إسرائيل ضرباتها في شمال نهر الليطاني، وتتقصّد استهداف ضاحية بيروت الجنوبية في هذا التوقيت بالذات.

ويستبعد خبراء ومطّلعون ان يقوم "حزب الله" بأي رد على تلك الضربات الاسرائيلية، لعدة اسباب ابرزها: اولا، ان كلفة الرد هي اكبر بكثير من عدم الرد، بإعتبار ان اسرائيل ستتخذ ذلك ذريعة ايضاً لاعادة توسيع عدوانها على لبنان. وهو ما لا يريده لبنان ان يحصل، ومن ضمنه الحزب ايضاً.

ثانياً، ان اي رد من الحزب على اسرائيل يعني مجاراة تل ابيب في سعيها لاعادة تخريب اجواء المفاوضات الاميركية - الإيرانية.

ثالثا، يسعى لبنان إلى لملمة ازماته، وترجمة توجهات رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في شأن الاستراتيجية الدفاعية الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في لبنان.

ويستنتج الخبراء انفسهم ان الحرب لن تتوسع مجددا، ولكن الضربات المحدّدة ستبقى قائمة، لغاية الوصول إلى اتفاق أميركي - إيراني شامل، سيتردد صداه في لبنان، عبر دفع الاستراتيجية الدفاعية إلى التنفيذ، بعد فرض الاميركيين على إسرائيل وقف اعتداءاتها.