استأثرت مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من السلاح غير الشرعي، أي سلاح "حزب الله"، باهتمام لافت، إذ من النادر أن يتحدث بري عن هذه المسألة، وقد ربطها بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، إضافة إلى وقف عملياتها العسكرية ثم انطلاق مسيرة الإعمار، بمعنى أنه قد يتناغم في مكان ما مع "حزب الله" حول هذه المسائل .

ماذا عن مواقف الأحزاب المسيحية رداً على ما تطرق إليه بري؟ 

يقول مصدر بارز في حزب "القوات اللبنانية" لـ"النهار"، إن ما أشار إليه رئيس مجلس النواب يخرج عن نص اتفاق وقف النار الذي أكد بوضوح تفكيك قوة "حزب الله" العسكرية، وعن القرار 1701 الذي ينص على أن لا سلاح خارج سلاح الدولة، وأي موقف آخر مناهض للبيان الوزاري الذي أكد احتكار الدولة للسلاح، ناهيك بمواقف رئيس الجمهورية التي تشدد باستمرار على حصرية السلاح بيد الدولة وبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، إضافة إلى اتفاق الطائف الذي شدد في بند أساسي على أن لا سلاح داخليا وخارجيا سوى سلاح الدولة اللبنانية.

ويخلص المصدر إلى أي موقف آخر خارج هذا المنحى مخالف لكل هذه النصوص .
أما المسؤول الإعلامي في حزب الكتائب باتريك ريشا، فيؤكد أن موقف حزب الكتائب ثابت في موضوع السلاح ، "وبالتالي لا ندرك خلفيات موقف رئيس مجلس النواب في السر والعلن. قد يكون يتوجه إلى المجتمع الدولي أو إلى قواعده السياسية الشعبية، وربما ثمة أمور أخرى، لكن ما يهمنا في لبنان هو أن نلتزم القرار 1701 وتسليم السلاح غير الشرعي إلى الدولة اللبنانية، خلافاً لما تضمره إسرائيل من عدم التزام القرارات الدولية. نعرف أنها تنتهك وقف النار، لكن علينا ألا نعطيها أي ذريعة على الإطلاق". 

مصدر بارز في "التيار الوطني الحر" يؤكد لــ"النهار" أن "علينا ألا نتسرع في موضوع السلاح، ويجب تخفيف الحملات، وخصوصاً بعد الدمار والخراب والشهداء الذين سقطوا. أما كلام رئيس مجلس النواب فقد يكون موضع استهجان الكثيرين، لكننا نعلم علم اليقين أنه يهدئ جمهوره وناسه وأبناء طائفته، والمجتمع الدولي يتفهم مواقف الرئيس بري الذي كان له الدور الأبرز في الوصول إلى القرار 1701، وربما ما أشار إليه له خلفيات وظروف معينة دفعته إلى اتخاذ مثل هذا الموقف".

من جهته، يقول رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون: "لا سلاح إلا بيد الجيش اللبناني، ومواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري هي لامتصاص النقمة والغضب على الحزب بعد مواقفه الأخيرة التصعيدية، فحاول أن يتلقف الأمر، لكن رئيس مجلس النواب يدرك سلفاً أن العالم بأسره وفئة واسعة من اللبنانيين، بمن فيهم الطائفة الشيعية الكريمة، لا يقبلون بعد اليوم أن يكون هناك سلاح إيراني في يد حزب الله".

ويختم شمعون: "الإيراني سيبيع حزب الله من خلال تمسكه بهذه الورقة، أي السلاح في المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية" .