نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هذا الفيديو ليس لإمهال الحوثيين أخيراً يهود اليمن 10 أيام لمغادرة البلاد FactCheck# - تكنو بلس, اليوم الاثنين 28 أبريل 2025 04:58 مساءً
المتداول: فيديو لـ"إمهال الحوثيين أخيراً يهود اليمن 10 أيام لمغاردة البلاد، وإلا سيتم استهدافهم كأعداء"، وفقاً للمزاعم.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذا المقطع مجتزأ في شكل مضلل من تقرير نشرته قناة "الجزيرة" في حسابها في يوتيوب، في 21 آذار 2016، بعنوان: من أقاصي اليمن... تهجير يهود إلى إسرائيل. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
19 ثانية. تظهر المشاهد التي حملت شعار قناة "الجزيرة" القطرية، رجلا قائلا (من دون تدخل): "احنا في آل سالم، بس عطوا لنا انذار أصحاب الحوثي، قالوا لكم عشر أيام وانتم تخرجوا من هذا البلد ما لم تندموا، يا ان قتلكم أو نختطف أحد منكم". ثم يُسمع صوت مذيع يقول: "لقد هدد الحوثيون يهود اليمن بحرق بيوتهم أو سفك دمهم إذا لم يغادروا". وقد تكثف التشارك في هذا المقطع أخيرا عبر حسابات كتبت معه: "الحوثي يمهل يهود اليمن 10 أيام فقط لمغادرة اليمن، وإلا سيتم استهدافهم وممتلكاتهم كأعداء للحوثيين".
— دونالد ترامب (Informal) (@DonaldTrumpAOCC) https://twitter.com/DonaldTrumpAOCC/status/1915539650040549418?ref_src=twsrc%5Etfw
حقيقة الفيديو
الا أن هذه المزاعم مضللة، خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي صحتها.
فالبحث عن المقطع في حساب قناة "الجزيرة" في يوتيوب يوصلنا اليه منشوراً ضمن تقرير أطول (3.20 دقائق) في 21 آذار 2016، بعنوان: "من أقاصي اليمن... تهجير يهود إلى إسرائيل.
ويمكن مشاهدة المقطع ابتداء من التوقيت 0.41 في الفيديو أدناه.
التقرير من إعداد زياد بركات، ويبدأ بقول المذيع (من دون تدخل): "من أقاصي اليمن ليس وصفا جغرافيا هنا، وإنما هو اسم عملية سرية تمت وانتهى الأمر ونقل خلالها يهود يمنيون إلى إسرائيل، وقد أخذوا معهم مخطوطة توراتية قديمة يعود تاريخها إلى ما بين 500 و600 سنة. بعض هؤلاء كان من سكان ريدة بمحافظة عمران، وبعضهم الآخر من صنعاء، جُمعوا معا ثم نُقِلوا إلى دولة ثالثة لم يُكشف عنها بعد، في عملية سرية معقدة أشرفت عليها على الأغلب أجهزة استخبارات عدة في المنطقة. التفاصيل على شحها تربط ذلك بصعود الحوثيين".
ثم يتكلّم رجل قائلا: "احنا في آسالم، بس عطوا لنا انذار أصحاب الحوثي قالوا لكم عشر أيام وانتم تخرجوا من هذا البلد ما لم تندموا، يا ان قتلكم أو نختطف أحد منكم".
ويضيف المذيع: "لقد هدد الحوثيون يهود اليمن بحرق بيوتهم أو سفك دمهم إذا لم يغادروا صعدة. وكان ذلك في حقبة رئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فهرب بعضهم إلى عمران وصنعاء. لكن التهديد لم يختف بخلع صالح، بل تزايد بصعود الحوثيين ووصولهم إلى صنعاء وانقلابهم على الشرعية. بهذا لا يتبقى أكثر من خمسين يهوديا في البلاد، يعيش أغلبهم هنا بالقرب من السفارة الأميركية في صنعاء، في منطقة تسمى المدينة السياحية. هنا بالضبط، يتقافز الحوثيون ويتظاهرون ويتجولون بالسلاح ويرفعون شعاراتهم المنادية بالموت لأميركا وإسرائيل واللعنة لليهود، لكنهم في الوقت نفسه يحمون المنطقة بسلاحهم الذي يحمل الشعارات ذاتها".
ويتابع المذيع: "على خلاف عقود سبقت وعرفت أكبر هجرة لليهود اليمنيين إلى إسرائيل عقب النكبة، حيث رحل نحو خمسين ألفا منهم في عملية اسميت ببساط الريح، فإن من تبقى منهم، وهم بالمئات، أصروا على البقاء والتمسك بمواطنتهم، رغم كافة أشكال التهديد والإغراء. لكنهم اضطروا أخيرا للتخلي عن بلدهم والالتحاق بإسرائيل تحت ضغط المناخ، الذي خلفته شعارات الحوثيين، بغض النظر عن مدى جديتهم في الوفاء لتلك الشعارات من الناحية العملية.
بهذا يلتقي الحوثيون مع إسرائيل، رغم شعارات العداء، ويحققون هدفها بجلب يهود العالم، ومنهم يهود اليمن. لقد دمّر الحوثيون أول أمرهم أسس التعايش التي قام عليها المجتمع اليمني عبر الحقب. فإذا هم إقصائيون لا يعترفون باليهود في المجتمع، ولاحقا بكل من يختلف معهم، وإلا فإن السلاح هو الحكم. وثانيا فعلوا الأسوأ، يسّروا عبر تصعيدهم هجرة اليهود وقدموا خدمة مجانية لدولة إسرائيل، ما يعني أن الشعار حين يختبر على أرض الواقع قد يعني نقيضه. فلا موت لإسرائيل بل تغذية وجودها بالمزيد من المهاجرين. ذلك بالضبط ما يقوم به حلفاء الحوثيين في الإقليم كما يقول خصومهم. يرفعون شعار ما بعد حيفا وتل أبيب، بينما هم يخوضون في الدم السوري. يرفعون شعار الموت لأميركا ويتفاوضون معها لتقاسم النفوذ".
وتزامن نشر "الجزيرة" تقريرها يومذاك مع إعلان الوكالة اليهودية أنها نفذت عملية سرية معقدة لإعادة 19 يهوديا يمنيا إلى إسرائيل. وقالت في بيان الاثنين 21 آذار 2016: "وصل 19 شخصا إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، 14 منهم من ريدة (بمحافظة عمران)، وأسرة من خمسة أشخاص من صنعاء".
وأضافت المنظمة أن نحو 50 يهوديا اختاروا البقاء في اليمن، بينهم نحو 40 في صنعاء، حيث يعيشون في مجمع مغلق بالقرب من السفارة الأميركية، ويحظى بحماية السلطات اليمنية.
واشار الناطق باسم الوكالة اليهودية يغآل بيلمور إلى أن عملية نقل اليهود من اليمن إلى إسرائيل تمت في أجواء من السرية، "بسبب الوضع الأمني السيئ في اليمن، ومعاداة السامية، والعداء تجاه اليهود فيها، فضلا عن الصعوبات اللوجستية".
بدوره، قال حاخام الجالية اليهودية في مدينة ريدة سليمان ضاهري إن عملية نقل اليهود بدأت عمليا منذ ثلاثة أشهر. وأشار إلى أنه أحضر معه إلى إسرائيل نسخة قديمة من كتاب التوراة يزيد عمرها على ثمانمئة عام.
وقال رئيس اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية ناتان شارانسكي: "هذه لحظة في غاية الأهمية في تاريخ إسرائيل والعاليا (الكلمة العبرية التي تشير إلى عودة اليهود لإسرائيل). من عملية ’البساط السحري‘ عام 1949 حتى يومنا هذا، ساعدت الوكالة اليهودية في جلب يهود اليمن إلى موطنهم بإسرائيل. اليوم تنتهي هذه المهمة التاريخية. هذا الفصل من تاريخ أحد أقدم الطوائف اليهودية في العالم يقترب من نهايته، ولكن مساهمة اليهود اليمنيين الفريدة من نوعها والبالغة من العمر ألفي عام، للشعب اليهودي تستمر في دولة إسرائيل".
وكانت عملية "البساط السحري" عملية سرية لنقل ما يقرب من 50 ألفا من اليهود اليمنيين من عدن إلى إسرائيل عام 1949، بعد سماح إمام اليمن لليهود بمغادرة البلاد. وتم الكشف عن تلك العملية فقط بعد أشهر من انتهائها.
الحوثيون يستغلون الحملة الأميركية المكثّفة على اليمن لخدمة الدعاية
وجاء تداول الفيديو بالمزاعم الخاطئة في وقت تواصل الولايات المتحدة الاميركية ضرباتها في اليمن.
ويحاول الحوثيون المدعومون من إيران استغلال الحملة الأميركية عليهم لتعزيز الدعاية وجهود التجنيد مع تصعيد الولايات المتحدة ضرباتها الجوية وعقوباتها الاقتصادية على اليمن، بحسب محللين.
ونشر الحوثيون، الإثنين 21 نيسان 2025، أي بعد أربعة أيام على مقتل 80 شخصا في غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي على ساحل البحر الأحمر، مقطعا ترويجيا لهم عبر "تلغرام" بعنوان "حاضرون للقتال" صُوّر باستخدام طائرات مسيّرة وتقنيات عالية الدقة، وتم انتاجه بشكل احترافي، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".
ويستعرض الفيديو التدريبات العسكرية المكثّفة للحوثيين المدعومين من إيران، على وقع موسيقى حماسية. ويظهر عناصر ملثمون يطلقون النار على أهداف تحمل أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا، وهي دول شاركت في الهجمات على اليمن منذ كانون الثاني 2024.
وعقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في العام 2023، وضع الحوثيون أنفسهم في موقع المساند للقطاع الفلسطيني المحاصر، وأعلنوا إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة في اتجاه الدولة العبرية، واستهداف سفن يقولون إنها مرتبطة بها في بحر العرب والبحر الأحمر، ما أدى الى عرقلة حركة الملاحة في هذا الممر الحيوي للتجارة العالمية.
وبعدما لوّح الحوثيون، وهم جزء من "محور المقاومة"، بقيادة طهران المناهض لإسرائيل والولايات المتحدة، باستئناف هجماتهم ضد الدولة العبرية عقب إعلان الأخيرة وقف دخول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة، صعّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب موقفها من الحوثيين، وبدأت شنّ غارات جوية شبه يومية منذ 15 آذار أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص في اليمن، وفقا لما أعلن الحوثيون.
تقييمنا النهائي: اذاً، ليس صحيحاً ان الفيديو المتناقل هو لـ"لإمهال الحوثيين أخيراً يهود اليمن 10 أيام لمغاردة البلاد، وإلا سيتم استهدافهم كأعداء". في الحقيقة، هذا المقطع مجتزأ في شكل مضلل من تقرير نشرته قناة "الجزيرة" في حسابها في يوتيوب، في 21 آذار 2016، بعنوان: من أقاصي اليمن... تهجير يهود إلى إسرائيل.
0 تعليق