كتبت.. آلاء محمدي

انطلقت فعاليات الدورة الثامنة لـ مهرجان بيروت لسينما المرأة يوم السابع والعشرين من أبريل 2025، وهي حاملة في طياتها تكريماً خاصاً ومستحقاً للنجمة التونسية هند صبري.

مهرجان بيروت لسينما المرأة

يستعد المشهد الثقافي لاستقبال حدث سينمائي فريد من نوعه، يرسخ مكانته كمنصة حيوية تحتفي بإبداعات المرأة في عالم صناعة الأفلام، إنه مهرجان بيروت لسينما المرأة، وهو الذي يعود في دورة جديدة ليقدم باقة متنوعة وغنية من الأفلام التي تسلط الضوء على قصص وتجارب نسائية من مختلف أنحاء العالم، مانحاً الجمهور فرصة استثنائية للانغماس في عوالم سينمائية آسرة وملهمة.

ولا يقتصر المهرجان على كونه مجرد عرض للأفلام، بل يتعداه ليصبح فضاءً للتلاقي والحوار بين صناع الأفلام والجمهور، ومنصة لتبادل الأفكار والرؤى حول قضايا المرأة ودورها المحوري في المجتمع، ويمثل المهرجان نافذة تطل منها بيروت على إبداعات سينمائية عالمية، وفي الوقت نفسه، يقدم للمواهب النسائية المحلية والدولية فرصة لعرض أعمالهن والتواصل مع جمهور أوسع.

تكريم هند صبري في مهرجان بيروت لسينما المرأة

قدم مهرجان بيروت لسينما المرأة جائزة الإنجاز الفني الرفيعة للفنانة التونسية هند صبري، وذلك اعترافاً وتقديراً لمسيرتها الفنية الثرية بالإبداع والتألق، وإسهاماتها البارزة في دعم وتمكين قضايا المرأة من خلال عدسة السينما الساحرة.

وحدثت لحظات مؤثرة على خشبة المسرح، حيث استقبلت هند صبري الجائزة بفيض من المشاعر الصادقة والكلمات المعبرة التي لامست قلوب الحاضرين، وبصوت يقطر فخراً واعتزازاً بجذورها وهويتها، استهلت حديثها قائلة "الوقوف على هذا المسرح اليوم ليس مجرد لحظة عابرة بالنسبة لي، بل يحمل في طياته عمقًا تاريخيًا وشخصياً، فأنا آتية من قرطاج العريقة، أرض الملكة الأسطورية عليسة التي بدأت رحلتها الملحمية من هنا، من مدينة صور الفينيقية، نحن بنات هذا البحر الأبيض المتوسط، بنات الحكاية التي نسجت بخيوط المركب والإرادة الصلبة."

هند صبري تشبه السينما بالمركب

شبهت هند صبري السينما بالمركب الذي يحملنا عبر أمواج الحياة وتقلباتها، مضيفة بعين الفنانة البصيرة "بالنسبة لي، السينما هي هذا المركب الساحر... إنها الوسيلة التي نعبر بها من ضفة الألم والمعاناة إلى شاطئ الحلم والأمل، ومن صمت التهميش والإقصاء إلى قوة الصوت المدوي الذي يعبر عن ذواتنا وقضايانا."

ولم تنسي هند في هذه اللحظة التاريخية أن تهدي جائزتها القيمة إلى كل امرأة عربية وأخرى حول العالم، تلك التي تجاهد وتكافح وتتحدى الصعاب بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة، وبإيمان عميق بدور المرأة في صناعة السينما وخلف الكاميرا.

وأكدت هند صبري قائلة "كل امرأة تبحث بشغف عن حكايتها الخاصة، تستحق أن تكون حاضرة بقوة خلف الكاميرا تمامًا كما هي متألقة أمامها، نحن كنساء في السينما لا نمثل أدواراً فحسب، بل نوثق واقعنا، نقاوم الظلم والقيود، نحلم بغدٍ أفضل، ونخلق مساحة آمنة وحقيقية نعبر فيها عن جوهرنا وكياننا."