شهدت بلدة صحنايا الواقعة جنوب غرب العاصمة السورية دمشق، ليلة دامية أسفرت عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، في أحدث فصول التوتر الأمني والطائفي الذي بدأ يتمدد خارج مناطق النزاع التقليدية في البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الصحة أن الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات مسلحة وقوات الأمن في صحنايا أسفرت عن مقتل 11 شخصاً، بينهم 5 من عناصر الأمن العام قُتلوا برصاص قناصة، إلى جانب 6 مدنيين من محافظة درعا كانوا داخل سيارة تعرضت لإطلاق نار مباشر.

وأكد علي الرفاعي، مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام، أن الهجوم نُفذ من قبل "مجموعات خارجة عن القانون"، في إشارة إلى تصاعد نشاط جماعات مسلحة محلية، بعضها من الدروز، في مناطق متوترة طائفياً.

وتأتي هذه التطورات بعد أقل من 24 ساعة على اندلاع اشتباكات مماثلة في مدينة جرمانا القريبة، عقب انتشار تسجيل صوتي يُزعم أنه يتضمن إساءات للنبي محمد، نُسب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، ما فجّر موجة غضب شعبية وتحركات مسلحة انتقلت لاحقاً إلى صحنايا.

وشهدت المنطقة استهداف حاجز أمني وإطلاق نار عشوائي على سيارات مدنية، بحسب ما أكده مصدر أمني لـ"سانا"، الذي أشار إلى تمركز مجموعات مسلحة بين الأراضي الزراعية واستهدافها لآليات تتبع الأمن العام.

من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط قتيلين في صفوف المسلحين المحليين، وسط أنباء عن فرض قوات الأمن حظر تجول مؤقت في محاولة لاحتواء الوضع. وأشار إلى اجتماعات طارئة عقدها مسؤولون محليون مع وجهاء الطائفة الدرزية وممثلين عن سكان المنطقة، بهدف تهدئة الأوضاع ومنع اتساع رقعة العنف.

يأتي هذا التصعيد بعد أسابيع فقط من مجازر شهدتها منطقة الساحل السوري، خلفت أكثر من 1700 قتيل، معظمهم من الطائفة العلوية، ما يسلط الضوء مجدداً على هشاشة الوضع الأمني والتعقيدات الطائفية التي تواجهها حكومة الرئيس أحمد الشرع في سعيها لفرض الاستقرار بعد أكثر من عقد على اندلاع الأزمة السورية.

وتحذر مصادر حقوقية ودبلوماسية من انفجار الوضع مجدداً في محيط دمشق، إذا ما فشلت جهود المصالحة والتهدئة في كبح جماح الصراع الطائفي المتصاعد.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك