يحيي المسلمون في أنحاء العالم "يوم القدس العالمي"، وهي مناسبة اتخذت طابعًا رمزيًا لتكون يومًا لتأكيد الدعم لمدينة القدس المحتلة وللشعب الفلسطيني. هذا اليوم ليس مجرد حدث سياسي أو مناسبة عابرة، بل أصبح رمزًا عالميًا يعبر فيه الملايين عن تمسكهم بالحق الفلسطيني ورفضهم لكل محاولات تهويد المدينة. وبينما تتوالى التغيرات السياسية في العالم، يبقى يوم القدس العالمي تذكرة حية بأن القدس ليست مجرد مكان، بل قضية راسخة في ضمير الأمة جمعاء، تستحق أن تبقى حاضرة في القلوب والوجدان جيلًا بعد جيل.

القدس: أكثر من مدينة

تُعتبر القدس من أقدس المدن لدى المسلمين والمسيحيين واليهود، فهي تحتضن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إلى جانب كنيسة القيامة ومعالم دينية أخرى ذات مكانة عظيمة. ولكن بعيدًا عن بعدها الديني، تحمل القدس أيضًا قيمة تاريخية وسياسية هائلة؛ فهي تمثل هوية ثقافية وشاهدًا على صراع طويل بين الاحتلال والحق. لذلك، فإن إحياء يوم القدس العالمي يأتي ليؤكد أن المدينة ليست مجرد حجر أو معلم أثري، بل هي رمز للثبات والهوية والمقاومة ضد الظلم. والمسيرات التي تجوب الشوارع في دول عدة كل عام تعكس هذا المعنى العميق، حيث تصدح الحناجر بالهتاف للقدس كرمز للكرامة الوطنية والدينية.

أهمية التوعية واستمرارية القضية

يشكل يوم القدس العالمي فرصة مهمة لتجديد الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل محاولات بعض الأطراف طمس هوية القدس أو تهميش القضية لصالح قضايا أخرى. من خلال الفعاليات والمهرجانات الخطابية والمعارض الفنية والندوات الفكرية التي تُنظم بهذه المناسبة، يتم التأكيد على أهمية إبقاء القدس حاضرة في الأذهان، سواء لدى الأجيال الجديدة أو على مستوى الرأي العام العالمي. 

فاستمرارية هذه المناسبة تساهم في خلق شعور بالمسؤولية الجماعية تجاه ما يحدث في المدينة، وتحفز على التحرك السلمي والضغط السياسي لدعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

يوم عالمي برسالة إنسانية

على الرغم من أن يوم القدس العالمي نشأ في سياق سياسي محدد، إلا أن رسالته تتعدى الحدود السياسية لتصبح رسالة إنسانية بامتياز. فهو يدعو إلى مناهضة الاحتلال، واحترام حقوق الإنسان، والوقوف ضد التمييز والظلم أينما وجد. وفي عصر تتزايد فيه الأزمات والنزاعات، يمثل يوم القدس العالمي تذكيرًا بضرورة التضامن الإنساني العابر للأعراق والديانات، والدفاع عن القيم العليا كالعدل، والحرية، والكرامة. وفي كل عام، تُثبت فعاليات هذا اليوم أن القدس ستظل، رغم كل التحديات، عنوانًا للوحدة والكرامة والشعور بالمسؤولية تجاه القضايا العادلة في العالم.