في إطار سعيه لتطوير الرعاية القلبية وتعزيز جودة التعليم الطبي، احتضن قصر العيني فعاليات المؤتمر السنوي لقسم القلب والأوعية الدموية، والذي جاء هذا العام تحت شعار “من أجل غدٍ أفضل”. هدف المؤتمر إلى عرض أحدث ما توصل إليه الطب في مجالات التشخيص والعلاج القلبي، إضافة إلى استشراف آفاق جديدة للتطوير الطبي في مصر والمنطقة.

رؤية طبية متقدمة ترتكز على البحث والتكامل

أكد الأستاذ الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، في كلمته الافتتاحية، أن المؤتمر يمثل ترجمة عملية لتكامل الجهود بين أقسام الكلية المختلفة، خاصة قسم الحالات الحرجة. وشدد على أن هذا التكامل يعكس استجابة مؤسسية للتغيرات المتسارعة في قطاع الرعاية الصحية، منوهًا بأن البحث العلمي أصبح أداة محورية في دعم الاقتصاد الوطني وتطوير الخدمة الطبية.

كما أشار إلى أن مستشفيات قصر العيني تتبنى الآن استراتيجية شاملة لتفعيل الشراكات البحثية ذات البعد القومي، سعيًا لرفع مستوى الخدمة المقدمة للمريض، وتحقيق الريادة البحثية والطبية.

برنامج علمي متنوع يعكس تطورًا نوعيًا

ضم المؤتمر جدول أعمال علمي حافل بالمحاضرات والجلسات المتخصصة، شارك فيها نخبة من كبار الأساتذة والخبراء من داخل مصر وخارجها. وتنوعت الموضوعات لتشمل:

مقارنة حديثة بين جراحة مجازة الشريان التاجي والتدخل القسطري لعلاج الشريان الرئيسي الأيسر. أحدث الدراسات حول ارتجاع الصمام التاجي الوظيفي. مستجدات جراحة القلب دون الحاجة لبضع القص (Minimally Invasive Surgery). الاهتمام المتصاعد بأمراض القلب الخلقية لدى البالغين كفئة جديدة من المرضى. مناقشة التحديات المرتبطة بتشخيص وعلاج أورام القلب لدى الأطفال.

كلمة الدكتور هشام صلاح: رعاية متكاملة وطموحات بحثية

من جانبه، عبّر الدكتور هشام صلاح، رئيس قسم القلب والأوعية الدموية، عن فخره بتنظيم المؤتمر، مشيرًا إلى أن الشعار “من أجل غدٍ أفضل” يُجسّد التزام القسم بمواصلة التطوير والابتكار في مجال الرعاية القلبية. وأوضح أن البرنامج العلمي لهذا العام يعكس نقلة نوعية من حيث التنوع والمستوى العلمي، خاصة مع دمج التجارب المحلية والدولية.

كما وجّه الشكر لقيادة الكلية ولفريق العمل بالقسم، وعلى رأسهم النواب، الذين وصفهم بأنهم حجر الزاوية في نجاح القسم علميًا وخدميًا. وأشار إلى الإنجاز الذي حققه القسم بتصدره قائمة أقسام القلب في مصر واحتلاله المركز الثاني إفريقيًا بحسب تصنيف EduRank.

قضايا معاصرة واستراتيجيات مستقبلية

تناول المؤتمر موضوعات متقدمة في أمراض القلب، أبرزها:

التدخلات الدقيقة (Minimal Access Interventions). الابتكارات في تقنيات التصوير والتشخيص القلبي. استراتيجيات علاجية جديدة تراعي تزايد الطلب على الخدمات القلبية.

وسلط الضوء كذلك على أهمية البحث المكثف في أمراض القلب الخلقية وأورام القلب لدى الأطفال، في ظل تزايد أعداد الحالات وضرورة تطوير بروتوكولات علاجية متخصصة.

ختام المؤتمر: دعوة لمزيد من الشراكات والتعاون الدولي

وفي ختام الفعاليات، أعرب الدكتور حسام صلاح عن تطلعه لتعزيز التعاون بين قسم القلب والمؤسسات البحثية، سواء داخل مصر أو على المستوى الدولي، مؤكدًا أن هذا التعاون يمثل خطوة ضرورية لترسيخ مكانة قصر العيني كمركز إقليمي للتميز الطبي والعلمي.

جاء هذا المؤتمر ليعكس طموح كلية طب قصر العيني في توسيع آفاق الرعاية القلبية، وتقديم محتوى علمي يعزز من قدرات الأطباء والباحثين، ويرتقي بمستوى الخدمة المقدمة للمرضى، سعيًا نحو تحقيق نظام صحي أكثر استدامة وإنسانية.