في مشهد يعبّر عن جدية الدولة المصرية في مواجهة التحديات البيئية العالمية، وضمن خطوات حثيثة تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، شهدت أروقة وزارة البترول والثروة المعدنية لقاءً عالي المستوى جمع بين المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لبحث أحد أكثر الملفات حساسية وأهمية في الوقت الراهن: ملف خفض الانبعاثات الكربونية من خلال تطبيق آليات احتجاز وتخزين الكربون (CCS) في مصر.

مصر ترسم ملامح خريطة وطنية لاحتجاز الكربون وتخزينه

الاجتماع، الذي حضره نخبة من القيادات والخبراء في وزارتي البترول والبيئة، استعرض دراسة علمية متكاملة أعدها مشروع تحويل الأنظمة المالية للمناخ في مصر، حول إمكانيات وأطر تنفيذ مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، كخطوة تمهيدية لصياغة خارطة طريق وطنية تستهدف تقليل الأثر البيئي للقطاعات الصناعية والطاقة، وتعزز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق الأوروبية، خاصة مع اقتراب تطبيق آلية تعديل حدود الكربون (CBAM).

صياغة خارطة طريق وطنية تستهدف تقليل الأثر البيئي للقطاعات الصناعية والطاقة،

وأكد المهندس كريم بدوي خلال اللقاء أن تقنيات احتجاز الكربون باتت خيارًا استراتيجيًا لا يمكن تجاهله، مشيرًا إلى ضرورة التحرك بخطى سريعة لوضع تصور اقتصادي وفني شامل لهذا النوع من المشروعات، بالتنسيق الكامل مع وزارة البيئة، ما يعكس روح الفريق الواحد في مواجهة التغيرات المناخية، وتنفيذ تكليفات المجلس الوطني للتغيرات المناخية بشأن هذا الملف المحوري.

اقتراب تطبيق آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)

بدورها، شددت الدكتورة ياسمين فؤاد على أن مشروع احتجاز وتخزين الكربون لا يمثل فقط استجابة لتوجهات الدولة نحو خفض الانبعاثات، بل يُعد نموذجًا عمليًا ضمن خطة المساهمات الوطنية التي أُعلنت في مؤتمر المناخ COP28.

وأشارت إلى أهمية دراسة الأبعاد البيئية للمشروع بشكل دقيق لتفادي أية آثار محتملة، مؤكدة أن الدراسة التي أُعدت تستند إلى تجارب عالمية ونماذج أعمال يمكن مواءمتها مع السوق المصري.

كما أوضحت الوزيرة أن المشروع يتقاطع مع آليات شهادات الكربون والأسواق البيئية، ما يجعله فرصة استثمارية وتنموية يجب دعمها على كل المستويات، خاصة مع اشتداد الضغط الدولي لتحقيق توافق مناخي، ومع دخول آليات تنظيم الانبعاثات مثل CBAM حيز التنفيذ في أوروبا.

تجارب عالمية ونماذج أعمال يمكن مواءمتها مع السوق المصري

وتضمن الاجتماع عرضًا تقديميًا قدمته الدكتورة رحاب المغربي، أستاذة كلية هندسة البترول والتعدين بجامعة السويس، كشفت فيه عن أهم نتائج الدراسة، التي شملت تقييم المخاطر البيئية، واستعراض آليات التخزين، وتحليل التجارب الدولية، مع توصيات مبدئية حول أفضل السيناريوهات التي يمكن تطبيقها في مصر.

ويأتي هذا التوجه في إطار سعي مصر لتكون من الدول الرائدة إقليميًا في مجال خفض الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة، حيث يُعد دمج