في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وقعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقًا اقتصاديًا تاريخيًا يهدف إلى دعم إعادة إعمار كييف وتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات المعادن والطاقة.

شراكة اقتصادية جديدة

أعلنت الولايات المتحدة وكييف عن توقيع اتفاقية اقتصادية جديدة تركز على التعاون في مجالات المعادن والطاقة، وذلك بهدف دعم إعادة إعمار أوكرانيا وتعزيز الاقتصاد الأوكراني.

تتضمن الاتفاقية إنشاء صندوق استثماري مشترك لإعادة الإعمار، يتم تمويله وإدارته بشكل مشترك بين كييف والولايات المتحدة، مع ضمان عدم تحميل أوكرانيا أي ديون إضافية.

وصف وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، الاتفاقية بأنها فرصة رابحة للطرفين، مشيرًا إلى أنها تمثل ضمانًا اقتصاديًا لأوكرانيا وتوفر فرصًا استثمارية للمستثمرين الأميركيين.

تأثيرات استراتيجية

يُنظر إلى الاتفاقية على أنها خطوة استراتيجية لتعزيز النفوذ الأميركي في أوكرانيا وتقليل الاعتماد على الصين في مجال المعادن النادرة. 

كما أن اتفاقية المعادن تمثل جزءًا من جهود إدارة ترامب لدعم أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، دون تقديم ضمانات أمنية مباشرة.

أشار بيسنت إلى أن اتفاقية المعادن لا تتضمن ضمانات أمنية، لكنها توفر استثمارًا اقتصاديًا يساهم في استقرار أوكرانيا على المدى الطويل.

ردود فعل متباينة

في البداية، أعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن تحفظه على الاتفاقية وحدثت مشادة كلامية بينه وبين نظيره الأمريكي، معتبرًا أنها تركز بشكل كبير على المصالح الأميركية. 

إلا أن تقارير لاحقة اطلع عليها موقع تحيا مصر أشارت إلى أن زيلينسكي وافق على توقيع الاتفاقية بعد تقديم توضيحات وضمانات إضافية من الجانب الأميركي.

اتفاقية المعادن مقابل دعم أمريكي لأوكرانيا

من جانبه، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايكل والتز، أن الاتفاقية تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وكييف، مشيرًا إلى أن الشعب الأميركي يستحق أن يرى عائدًا على استثماراته في دعم أوكرانيا آفاق مستقبلية

تأتي هذه الاتفاقية في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في أوكرانيا، خاصة في ظل التوترات المستمرة مع روسيا. 

كما أنها تمثل جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة تشكيل العلاقات الدولية وتعزيز التحالفات الاستراتيجية.

من المتوقع أن تساهم الاتفاقية في دعم الاقتصاد الأوكراني وتعزيز قدراته في مجالات المعادن والطاقة، مما يعزز من فرص إعادة الإعمار والاستقرار في البلاد.

تمثل اتفاقية المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين، وتفتح آفاقًا جديدة لإعادة إعمار أوكرانيا وتعزيز استقرارها في مواجهة التحديات الحالية